غزة تغرق في العزلة والظلام.. انقطاع الاتصالات لنفاد الوقود
أعلنت شركتا الاتصالات الرئيسيتان في غزة بالتل وجوال خروج جميع خدمات الاتصالات في قطاع غزة عن الخدمة، مع نفاد جميع مصادر الطاقة.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، الأربعاء، توقف مولدات المقاسم الرئيسية في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود، ما سيؤدي الى توقف خدماتها بالكامل "خلال الساعات القليلة المقبلة".
وسمحت إسرائيل الأربعاء بدخول 23 ألف لتر من الوقود إلى القطاع المحاصر. لكن الأمم المتحدة قالت إن "السلطات الإسرائيلية فرضت قيودا على استخدامها، وسوف تستخدم فقط لنقل المساعدات".
في السياق نفسه، أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس، أن الاتصالات "انقطعت تماما" مجددا في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف أعقب إطلاعه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الوضع في غزة، قال فيليب لازاريني إن قطاع "غزة يعاني مرة أخرى من انقطاع تام للاتصالات... وهذا بسبب عدم توفر الوقود".
وأوضح فيليب لازاريني أنه يعتقد أن هناك محاولة متعمدة "لخنق" عملها الإنساني في غزة، محذرا من أن الوكالة قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل بسبب نقص الوقود.
وأضاف لازاريني للصحفيين في جنيف: "أعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عملياتنا وإصابة العملية بالشلل"، واصفا تلك المحاولة بأنها "شائنة" لإجبار الوكالة الإنسانية على التسول للحصول على الوقود.
وأردف قائلا إن الأونروا، التي تقدم دعما لأكثر من 800 ألف نازح في غزة، معرضة لخطر تعليق عملياتها بالكامل.
وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني حذر، أمس الأربعاء، من أن عمليات الوكالة في قطاع غزة "على وشك الانهيار"، رغم دخول بعض الوقود إلى القطاع، في اليوم الأربعين للحرب.
وكتب لازاريني على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن "عملياتنا على وشك الانهيار.. توفير الوقود للشاحنات لن يُنقذ الأرواح بعد الآن"، مشيرا إلى أن "الانتظار لفترة أطول سيكلف مزيدًا من الأرواح"، وأن "بحلول نهاية اليوم، لن يتمكن نحو 70% من سكان غزة من الحصول على المياه النظيفة".
سلاح حرب
وقالت الأونروا، أمس الأربعاء، إن الوقود الذي دخل قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح الحدودي "ليس كافيا على الإطلاق.. هذا يعادل نصف شاحنة، لا تكفي على الإطلاق، هناك حاجة إلى المزيد، يجري استخدام الوقود كسلاح حرب وهذا يجب أن يتوقف".
وأكد مدير شؤون الأونروا في غزة توم وايت، أمس الأربعاء: "في رفح توقفت جميع آبار المياه العشر عن الضخ، هي المصدر الوحيد للمياه في المدينة، وذلك ببساطة بسبب نفاد الوقود".
وأشار إلى توقف "محطة تحلية المياه في خان يونس عن العمل التي توفر مياه الشرب لنحو 100 ألف شخص بسبب عدم وجود وقود".
وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس بحسب السلطات الإسرائيلية التي تقدّر كذلك أن نحو 240 شخصا أخذوا رهائن في الهجوم.
وتقصف إسرائيل القطاع دون هوادة منذ الهجوم، وبدأت شنّ عمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بهدف "القضاء" على حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007. وخلف القصف أكثر من 11300 قتيل ثلثاهم من النساء والأطفال.