«الصحة العالمية» تطالب بإخلاء مستشفى الشفاء: تحول لـ«منطقة موت»
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قادت السبت مهمة إلى مستشفى الشفاء في غزة الذي بات هدفا للغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها تعمل على وضع خطط لإخلاء المستشفى الذي قالت إنه أصبح «منطقة موت».
وقالت المنظمة في بيان إنها تعمل مع شركائها على «وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم»، مضيفة أن 291 مريضا و25 من مقدمي الرعاية كانوا لا يزالون السبت في المستشفى.
وأصبح مستشفى الشفاء منذ أيام محور العمليات البرية وقد اقتحمه الأربعاء الجيش الإسرائيلي الذي يتهم حماس باستخدامه ستارا لمنشآت عسكرية وقيادية، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس: «اليوم، قادت منظمة الصحة العالمية بعثة تقييم مخاطر عالية جدا تابعة للأمم المتحدة إلى مستشفى الشفاء في غزة ورأى الفريق أن المستشفى لم يعد قادراً على العمل».
وأضاف: «طلب العاملون الصحيون الدعم لإجلاء المرضى الذين لم يعد بإمكانهم تلقي الرعاية المنقذة للحياة هناك بعد الآن. نحن نعمل مع الشركاء لوضع خطة إخلاء عاجلة ونطلب التسهيل الكامل لهذه الخطة».
وأتى الإنذار بإخلاء المستشفى فيما تواصل إسرائيل قصف القطاع منذ 43 يوما. وصباح السبت، طلب الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت من مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية إخلاءه خلال ساعة.
وأفاد صحفي في فرانس برس أن المئات خرجوا سيرا من المجمع الطبي الواقع بغرب مدينة غزة وتحاصره دبابات إسرائيلية منذ أيام.
وشاهد الصحفي أطفالا ونساء ورجالا بعضهم مصاب أو مبتورة أطرافه ينزحون جنوبا باتجاه شارع صلاح الدين، مؤكدا عدم مشاركة أي سيارة إسعاف في الإجلاء. وفي الطريق نحو الجنوب، أكد الصحافي رصد ما لا يقل عن 15 جثة بعضها في مراحل متقدمة من التحلل على الطرق المدمرة حيث شوهدت سيارات مقلوبة ومدمرة.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 120 جريحا لا يزالون في المستشفى بينهم أطفال خدّج. وكان مسؤول في الوزارة أكد في وقت سابق أن «450 جريحا ومريضا» عالقون مع عدد قليل من أفراد الطاقم الطبي.
وشوهدت دبابات وناقلات جند وغيرها من الآليات الإسرائيلية المدرعة في محيط المستشفى بينما حلقت فوق المنطقة مسيّرات. وقال الجيش إنه سيخصص «ممرا إنسانيا» للنازحين.
وإلى القدس وصل أقرباء رهائن محتجزين في غزة، بختام مسيرة استمرّت أياما لمواصلة الضغط على الحكومة في هذا الملف. وتجمّع الآلاف أمام مكتب رئيس الوزراء للمطالبة بتحرير الرهائن.
وجدّدت واشنطن السبت التأكيد على أن الإفراج عن الرهائن هو شرط لإعلان وقف النار وإدخال مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة. وقال كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك خلال النسخة الـ19 من منتدى حوار المنامة: «سيحصل تدفق للمساعدات الإنسانية والوقود ووقف إطلاق النار، عندما يُفرَج عن الرهائن».
عمليات تفتيش
ولليوم الرابع تواليا، واصل الجيش الإسرائيلي عمليات تفتيش المجمع الطبي «كل مبنى على حدة»، إذ يتهم حماس بإخفاء أسلحة ومنشآت داخله. واعتبرت الحركة الاتهام ذريعة لاستهداف «الشفاء».
واستجوب جنود بعضا ممّن كانوا داخل المجمع، وكانت الأمم المتحدة قدّرت عددهم بـ2300 شخص.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتوعّدت الدولة العبريّة بـ"القضاء" على حماس، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليّات برّية اعتبارا من 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما تسبّب بمقتل 12 ألفا و300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون. وبين القتلى أكثر من خمسة آلاف طفل و3300 امرأة.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز