مرض السكري يهدد 800 ألف أردني
90% من الأردنيين لديهم مرض واحد على الأقل، في حين أن 25% لديهم أكثر من مرض، فيما يعاني نصف الأردنيين من زيادة نسبة الكولسترول.
تحذر الدراسات من انتشار مرض السكري بشكل لافت ومقلق في الأردن، التي تعد من أعلى 10 دول في العالم إصابةً بمرض السكري بالنسبة لعدد السكان.
ويجد المختصون أن أسباب الإصابة الرئيسية في هذا المرض، هو تغير النمط الغذائي وزيادة الاعتماد على الغذاء المشبع بالدهون تزامناً مع إهمال الرياضة.
يصف المختصون هذا المرض بالقاتل الصامت، وتؤكد ريما حداد، التي تبلغ من العمر أربعين عاماً ومصابة بهذا المرض، أن السكري مرعب ومن الممكن أن يعيش الإنسان معه سنوات دون علمه أنه مصاب.
بالنسبة لريما فقد اكتشفت إصابتها بالصدفة نتيجة لفقد وعيها عند وفاة والدتها، وبعدما ذهبت إلى المستشفى وخضعت للتحاليل تبين أنها مصابة منذ مدة وهي لا تعرف بذلك.
تقول نوال: "لاحظت مجموعة أعراض لهذا المرض، لكني لم أكترث، رغم أنه لا يوجد في الأردن منزل يخلو من مريض سكري، وكلنا لدينا وعي بالأعراض. الإجهاد السريع والتعرق وكثرة الذهاب إلى الحمام، وفقدان الوزن، واصفرار الوجه، والعطش الشديد، من أهم الأعراض التي أصابتني، الآن أراجع الطبيب بشكل دوري وأعتمد على الأنسولين بشكل جزئي إضافة إلى الأدوية".
أما حسين الطراونة فهو مصاب بهذا المرض منذ 4 سنوات، يبين أن أسوأ أمر يحيط مريض السكري، هو خوفه المستمر من ارتفاع معدل السكري التراكمي إذ إن ارتفاعه يهدد العيون والكلى والقلب وكل جزء في الجسم. فالحل أن يبقى المريض منضبطا في طعامه وألا يعيش في حالة فوضى غذائية. ومع الوقت يتكيف ويصبح أكثر وعيا عن المرض.
يضيف حسين: "مريض السكري يجب أن يتابع الطبيب وأن يبقى مطلعا على أحدث العلاجات، وأن يقرأ بشكل دوري. وأن يتابع جسمه ويلاحظ أقل التغييرات التي تحدث على جسمه، وألا يرهق نفسه خوفاً من فقدان الوعي المفاجئ".
أضرار عديدة
رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة، الدكتور كامل العجلوني، يؤكد أن اعداد المصابين بمرض السكري آخذة بالتزايد، والوضع مقلق ويجب تغيير مجموعة العوامل التي تلعب دورا كبيرا في إصابة الشخص بهذا المرض، فهو مرض خطير ويقتل بصمت ويؤثر على كل أجهزة الجسم.
مرض السكري نوعان: النوع الأول مرتبط بنقص إفراز الأنسولين، والنوع الثاني مرتبط بعدم مقدرة البنكرياس بتزويد الجسم بكمية الأنسولين الطبيعية. وبحسب إحصاءات وزارة الصحة الأخيرة فإن مرض السكري منتشر بنسبة تقدر بـ17% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم 18 سنة، فما فوق أي تقدر أعدادهم بـ800 ألف مصاب. ويتوقع في ضوء الدراسات أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 106% في عام 2030.
ويضيف العجلوني: "أكثر الأمراض المترافقة مع مرض السكري ما يلي: تصلب الشرايين والفشل الكلوي والجلطات الوعائية والدماغية والقلبية. إضافة إلى اعتلال الشبكية وبتر الأطراف. إذ إن الإحصاءات تشير إلى أن 90% من الأردنيين لديهم مرض واحد على الأقل، في حين أن 25% لديهم أكثر من مرض، فيما يعاني نصف الأردنيين من زيادة نسبة الكولسترول.
المصاب بمرض السكري يعيش عمراً أقل من الإنسان الطبيعي، إذ ينخفض العمر المتوقع للإناث في حال إصابتهن بالمرض بمعدل 20 سنة عن الإناث غير المصابات. وبالنسبة للرجال المصابين فإن عمرهم ينخفض 17 سنة عن غير المصابين".
النمط الغذائي السيء
اختصاصية التغذية فرح محارمة، من المستشفى الاستشاري، تجد أن السبب الرئيسي للإصابة بمرض السكري، هو السمنة وتغير نمط الحياة بما يتضمن ذلك تغير النمط الغذائي، ودخول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون. وأيضاً لا نستطيع تجاهل عامل الوراثة.
من خلال التغذية السليمة وزيادة الرياضة وتجنب نمط الحياة الخامل سيتم الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، الأردن يعتبر من أعلى 10 دول في العالم إصابة بهذا المرض بالنسبة لعدد السكان. ويوجد 15-20% من سكان الأردن مصابون بالسكري الكامن أي أنهم لا يعرفون ولديهم استعداد عالٍ بالإصابة.
ويكلف مرض السكري الدولة الأردنية 600 مليون دينار سنويا، بحسب وزارة الصحة، ويتوقع أن تصل التكلفة إلى مليار دينار أردني.
ويعيش 80% من مرضى السكري في الدول النامية بسبب انخفاض الوعي بأهمية الغذاء المتوازن وأهمية الرياضة. وفي الأردن 14 % فقط من السكان يتناولون الغذاء الصحي، وبالتالي تكون النسبة الاكبر مؤهلة للإصابة بالسمنة والسكري وزيادة الكوليسترول.
وحذر الاتحاد الدولي لمرض السكري من ارتفاع عدد المصابين بداء السكري إلى 592 مليون مريض من أصل 382 مليونا حاليا بحلول العام 2035.
ويتوقع أن يصل إجمالي نفقات الرعاية الصحية على مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط إلى 22 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2030.