إسرائيل أمام «العدل الدولية».. بدء جلسات الاستماع بشأن تهم «الإبادة» في غزة
بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الخميس، جلسات استماع تتعلق بقضية طالبت فيها جنوب أفريقيا بـ"تعليق عاجل للحملة العسكرية الإسرائيلية" في قطاع غزة، وتتهم فيها إسرائيل بـ"ارتكاب إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
وخلال جلسات على مدى يومين ستستمع المحكمة لمبررات جنوب أفريقيا لرفع القضية اليوم الخميس، ورد إسرائيل على ذلك غدا الجمعة.
ومن المتوقع أن يصدر حكم في وقت لاحق من هذا الشهر بشأن الإجراءات العاجلة، لكن المحكمة لن تصدر حكمها فيما يتعلق باتهامات "الإبادة الجماعية" في الوقت نفسه.
ونقلت رويترز عن مقرر بمحكمة العدل الدولية أن "جنوب أفريقيا تطالب في دعوتها ضد إسرائيل بالحصانة للمدنيين في غزة".
وقال وكيل جنوب أفريقيا في المحكمة الجنائية الدولية "ندرك معاناة الشعب الفلسطيني مع استمرار الاستعمار الإسرائيلي".
وأضاف: "حصار إسرائيل لغزة وصف بأنه قاتل صامت للشعب هناك، يجب منع الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة".
وأكد أن "إسرائيل تستهدف المساجد والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية في غزة، كما استهدفت القطاع الصحي في غزة مما أدى لتدميره".
وأشار إلى أن "إسرائيل تستخدم أسلحة تسبب دمارا في المناطق الآمنة والإبادة الجماعية".
نكبة جديدة
وتابع "هناك عدد ضخم من السكان في غزة مكتظ في مساحة صغيرة جدا من الأرض بسبب نشاطات الجيش الإسرائيلي، نحن بصدد نكبة في غزة تتجاوز نكبة الـ48".
ولم يكتف فريق جنوب أفريقيا بالمرافعة، وإنما عرض أمام محكمة العدل الدولية فيديو لجنود إسرائيلين يرقصون بعد "ارتكاب جرائم ضد المدنيين" في غزة.
وأشار إلى أن "الجنود الإسرائيلين يصورون الكثير من الفيديوهات فرحا بعد أعمال التدمير والإبادة الجماعية في غزة".
وأكد أن "نية إسرائيل للإبادة الجماعية متبناة ومنفذة على أعلى المستويات في الدولة، نية إسرائيل بالإبادة الجماعية ينبع من إيمانها أن عدوها ليس حماس، ولكن الشعب الفلسطيني كله".
ولفت إلى تصريح سابق لوزير الدفاع الإسرائيلي قال خلاله إنه "يقاتل حيوانات بشرية، يجب ألا يُسمح بإدخال الماء أو الغذاء أو الوقود لها".
واعتبر أن "عقيدة الجنود الإسرائيليين تصدق أن النساء الحوامل والأطفال أعداء يجب تدميرهم".
أول مرة
ولأول مرة في تاريخها تمثل إسرائيل أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة (محكمة العدل الدولية)، في اتهامات بـ«ارتكاب إبادة جماعية» في غزة.
وأعدت إسرائيل العدة للدفاع عن نفسها ودحض الاتهامات، في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في ديسمبر/كانون الأول ضد الدولة العبرية، وتقول فيها إن «الحرب الإسرائيلية في غزة تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948».
نتنياهو يرفض الاتهامات
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل لا تنوي احتلال قطاع غزة بشكل دائم أو طرد السكان المدنيين".
وقال نتنياهو في بيان مصور، مساء الأربعاء، ربما تعمد أن يأتي قبل جلسات استماع محكمة العدل "إسرائيل تحارب إرهابيي حماس، وليس السكان الفلسطينيين، ونحن نقوم بذلك في امتثال كامل للقانون الدولي".
وتابع عبر منصة إكس "أريد أن أوضح بعض النقاط بصورة قاطعة، إسرائيل ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين".
وشدد نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي "يبذل قصارى جهده لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، بينما تبذل حماس قصارى جهدها لتعظيمها باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية"، بحسب قوله.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستخدم التحذيرات لحث المدنيين الفلسطينيين على مغادرة مناطق الحرب، بينما تستخدم حماس القوة المسلحة لمنعهم من ذلك.
واستطرد نتنياهو: "هدفنا هو تخليص غزة من إرهابيي حماس وتحرير رهائننا، وبمجرد تحقيق ذلك يمكن نزع سلاح غزة ونزع تطرفها".
واعتبر أن ذلك سيخلق إمكانية "لمستقبل أفضل لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء"، بحسب قوله.
«نقاط دامغة»
وفي سياق متصل، أكد أحد قادة الائتلاف الحكومي الإيرلندي أن هناك نقاطا "دامغة" في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة في محكمة العدل الدولية، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا".
وأوضح إيمون ريان، وزير البيئة رئيس حزب الخضر الإيرلندي، أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن غزة تواجه "مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي"، في ظل "تزايد (الخطر من حدوث مجاعة) كل يوم".
واتفق مع مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أن المجتمع الدولي يقع على عاتقه التزام بأن "يمنع الإبادة ويتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية لهذا الهدف".
وأضاف ريان أن "إيرلندا اضطلعت بدور قوي داخل الأمم المتحدة في هذا الصدد".
ودعت أحزاب المعارضة الرئيسية في إيرلندا، بما في ذلك شين فين والعمال والاشتراكيون الديمقراطيون، الحكومة إلى دعم تحرك جنوب أفريقيا.
لكن رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار قال إن "الحكومة لا تعتزم الانضمام إلى القضية"، مشيرا إلى الحاجة إلى "توخي الحذر الشديد" في تعريف الإبادة.
وأطلقت إسرائيل هجومها على قطاع غزة بعد أن نفذ عناصر من حماس هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، دمرت القوات الإسرائيلية مناطق شاسعة من قطاع غزة واضطر جميع سكان القطاع تقريبا والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة للنزوح مرة واحدة على الأقل، مما تسبب في كارثة إنسانية، كما قُتل أكثر من 23 ألف فلسطيني.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز