ثاني هجوم على سفينة أمريكية عقب تصنيف «الحوثي» جماعة إرهابية
هجوم جديد على سفينة أمريكية بخليج عدن، شنته مليشيات الحوثي باليمن، غداة تصنيفها جماعة إرهابية من قبل واشنطن.
وأعلنت مليشيات الحوثي اليوم أنها "نفذت عملية استهداف لسفينة "كيم رينجرز" الأمريكية، في خليج عدن بصواريخ بحرية، وزعمت أن الإصابة كانت مباشرة.
وفي بيان لها قالت المليشيات الإرهابية إن الهجوم جاء ردا على الضربات الأمريكية والبريطانية على أهداف تابعة لها.
واشنطن تعلق
وفي أول تعليق لها على الحادث، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن مليشيات الحوثي أطلقت صاروخين مضادين للسفن على ناقلة أمريكية مساء الخميس، ووقعا في المياه بالقرب من السفينة دون وقوع إصابات أو أضرار.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قالت إنها تلقت تقريرا عن واقعة على بعد 115 ميلا بحريا جنوب شرقي عدن، مشير إلى ناقلة منتجات كيماوية ترفع علم جزر مارشال أبلغت عن اقتراب مريب لطائرات مسيرة على بعد 103 أميال جنوب شرقي عدن اليمنية.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي استهدفت السفن الأمريكية انطلاقا من مواقعها في مديرية مكيرس وثرة على الحدود بين البيضاء وأبين وسط البلاد.
وكانت مليشيات الحوثي تبنت، الخميس، استهداف سفينة "جينكو بيكاردي" الأمريكية في خليجِ عدن بصواريخِ بحرية، فيما قال الجانب اليمني والأمريكي إن الهجوم نفذته طائرة مسيرة.
ويعد هذا ثاني رد لمليشيات الحوثي على تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الإدارة الأمريكية، فيما يعد ثالث هجوم ضد سفينة مدنية أمريكية.
ويوم الإثنين الماضي أعلنت مليشيات الحوثي مسؤوليتها عن استهداف السفينة الأمريكية "جيبرلتار إيغل" في خليج عدن.
وأمس الأربعاء، أعلنت واشنطن إعادة مليشيات الحوثي باليمن إلى قائمة الجماعات الإرهابية العالمية، في خطوة أمريكية تهدف لوقف التهديدات الحوثية للملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي عام 2021 ألغت إدارة الرئيس جو بايدن تصنيف الحوثيين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية بعدما أدرجتهم إدارة سلفه دونالد ترامب.
وجاء قرار الإلغاء حينها ردا على مخاوف مجموعات إغاثة من أنها قد تضطر إلى الانسحاب من اليمن، لأنها ملزمة بالتعامل مع الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت أمس الأول الثلاثاء ضبط أسلحة تقليدية متقدمة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، موضحة أن المضبوطات تشمل أسلحة تتضمن مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز.
ومنذ يوم الجمعة الماضي تتعرض أهداف لمليشيات الحوثي الإرهابية في المحافظات اليمنية لغارات من قوات من أمريكا وبريطانيا ودول أخرى، ردا على الاستهداف الحوثي للسفن الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وتشن مليشيات الحوثي هجمات بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بطائرات مُسيَّرة وصواريخ على سفن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية.
ويقول الحوثيون إنّهم يشنون هذه الهجمات للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة؛ لكن هذه الهجمات عرّضت للخطر الممرّ المائي الذي ينقل من خلاله ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية.
ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب سنويا بأكثر من 21 ألف ناقلة بحرية بمعدل 58 ناقلة يومياً، لكن في الآونة الأخيرة تراجعت بشكل كبير في أعقاب سلسلة من هجمات مليشيات الحوثي.
وبدأت هجمات الحوثيين على السفن في 19 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تقول المليشيات الإرهابية إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، على خلفية الحرب في غزة.
ونفذت مليشيات الحوثي هجمات بالطائرات والصواريخ ضد سفن تجارية تتبع أكثر من 35 دولة مختلفة في البحر الأحمر، منذ بدء الحرب في غزة.
وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وفي 18 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم عدة دول، من أجل ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.