رسميا.. السودان يجمد عضويته في "إيغاد"
أكدت حكومة السودان، السبت، تجميد عضوية البلاد بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد).
وقالت في بيان لوزارة الخارجية السودانية، إن "قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أرسل رسالة إلى رئيس جيبوتي ورئيس الإيغاد إسماعيل عمر غيله أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة".
- البرهان وتجميد «إيغاد».. الحل السلمي يبتعد عن السودان؟
- نيران السودان تصل «مدينة الأهرامات».. تحذيرات ومخاوف
وعلل البرهان بحسب بيان الخارجية سبب تجميد العضوية بما اعتبره "تجاهل المنظمة لقرار السودان الذي نقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه".
وتابع: "هذا ما لم يحدث في قمة المنظمة الاستثنائية التي عقدت بأوغندا الخميس".
وكانت "إيغاد" وجهت دعوة جديدة لطرفي الصراع في السودان للاجتماع وجها لوجه خلال أسبوعين، فضلا عن ترتيبات "في غضون شهر واحد"، لعقد "عملية سياسية نحو تشكيل حكومة ديمقراطية".
وكان مقررا عقد لقاء بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في جيبوتي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن الخارجية السودانية قالت إن نظيرتها الجيبوتية أبلغتها بتأجيل اللقاء لأسباب فنية.
وبعدما كان متوقعا لقاء الطرفين في القمة الاستثنائية لرؤساء إيغاد، الخميس الماضي، بكمبالا إلا أن الخارجية السودانية استبقت القمة بقرار تجميد التعامل مع المنظمة، معللة ذلك لعدم تنفيذ مقررات القمة السابقة، كما احتجت على دعوة حميدتي.
ودعا البيان الختامي للقمة دعا إلى لقاء بين طرفي النزاع خلال 14 يوما، وكذلك التنسيق مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لحشد الدعم لعملية السلام بهدف حل النزاع في السودان.
ورحب رؤساء دول إيغاد بقرار مفوضية الاتحاد الأفريقي بتعيين أعضاء الفريق الرفيع المستوى المعني بالسودان، ودعوا الفريق إلى العمل بشكل وثيق وتعاوني مع إيغاد وأصحاب المصلحة الآخرين، في تيسير عملية السلام في السودان.
والأربعاء، أعلن الاتحاد الأفريقي عن تشكيل لجنة ثلاثية رفيعة المستوى، تضم محمد شمباس الممثل السامي للاتحاد الأفريقي لمبادرة "إسكات البنادق"، وسيمبيوسا وانديرا نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق للاتحاد الأفريقي إلى الصومال، مهمتها العمل مع جميع الأطراف من أجل استعادة السلام والاستقرار في السودان.
وأبدى البيان الختامي قلق قادة الهيئة إزاء استمرار القتال في السودان، والحالة الأمنية والإنسانية المتردية الناجمة عن الحرب، وكرر دعوته لأطراف النزاع إلى الالتزام بالحوار والمفاوضات.
وأعرب قادة إيغاد عن استعدادهم المستمر لـ"تقديم مساعيها الحميدة لتسهيل عملية سلام شاملة لإنهاء الصراع بالتعاون الوثيق مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين والاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية".
وأكدت قمة إيغاد أن "السودان ليس ملكاً لأطراف الصراع فحسب، بل للشعب السوداني، وجددوا دعوتهم إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء هذه الحرب، التي وصفها البيان بالظالمة والتي تؤثر على السودانيين تمهيداً للمضي قدماً نحو الحوار السياسي".
وشددت إيغاد على أنها "ستستخدم جميع الوسائل والقدرات لضمان حل النزاع بالسودان سلميا، حيث أصدر القادة توجيهاتهم إلى أمانة الهيئة بتقديم آخر المستجدات إلى الجمعية العمومية، فضلا عن توجيه أمانة الإيغاد بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي لمراجعة خارطة الطريق لحل النزاع في السودان التي تم اعتمادها في الدورة العادية الرابعة عشرة لرؤساء الإيغاد، مع جداول زمنية واضحة، وفي غضون شهر واحد عقد عملية بملكية سودانية وبقيادة سودانية نحو تشكيل حكومة ديمقراطية في السودان".
وشارك حميدتي في اجتماع مع قادة إيغاد بعد القمة، مؤكدا أنه "كان فرصة سانحة لنا لتقديم شرح مفصل حول أسباب نشوب الأزمة في السودان ورؤيتنا لوقف الحرب والتفاوض للوصول إلى سلام شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة ويؤسس لبناء مستقبل أفضل لشعبنا، بما يجعل هذه الحرب آخر الحروب في بلادنا".
وقال حميدتي، في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنه جدد خلال الاجتماع الرغبة الصادقة في تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع"، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.