البرهان يرفض المشاركة في قمة «إيغاد».. الدلالات والتداعيات
برفضه التجاوب مع مبادرة "الإيغاد" وضع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش في السودان، بلاده على مسار "فوضى شاملة"، على ما أفاد مراقبون تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
ويرى المراقبون أن رفض البرهان التجاوب مع دعوة "الإيغاد" مغامرة غير محسوبة العواقب، تفتح الباب أمام تعقيد المشهد واستمرار القتال وتوسعه، في ظل رغبة الجيش في تعويض خسائر مني بها مؤخرا.
وأعلن مجلس السيادة الانتقالي رفض دعوة من منظمة التنمية في شرق أفريقيا "الإيغاد" حضور قمة في أوغندا في 18 يناير/كانون الأول الجاري، لمناقشة الأوضاع في السودان، فيما قبل قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الدعوة.
وذكر بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، اطلعت عليه "العين الإخبارية" أنه "ظللنا (قيادة الجيش) نتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات وبشكل خاص جهود الإيغاد في الوصول إلى سلام في السودان، إلا أن الإيغاد لم تلتزم بتنفيذ مخرجات القمة الأخيرة في جيبوتي بلقاء رئيس مجلس وقائد الدعم السريع".
وأوضح البيان أن الإيغاد "لم تقدم تبريرا مقنعا لإلغاء اللقاء الذي دعت له بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بحجة أن قائد الدعم السريع لم يتمكن من الحضور لأسباب فنية، في الوقت الذي كان يقوم فيه بجولة لعدد من دول الإيغاد في ذات التاريخ".
ورأت حكومة السودان، وفقا للبيان، أنه "ليس هناك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة".
وفي الـ27 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الخارجية السودانية أن جيبوتي أبلغتها بتأجيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى يناير/كانون الثاني الجاري، وذلك بعد تعذر لقاء الطرفين في العاصمة جيبوتي.
"رغبة في القتال"
بالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي عبداللطيف أبوبكر فإن "اعتذار قائد الجيش السوداني عن المشاركة في اللقاء يشير إلى رغبته في استمرار الحرب، في ظل المقاومة الشعبية التي انتظمت بالبلاد، تحت عنوان حرب الكرامة، لهزيمة قوات الدعم السريع في أرض المعركة".
وكانت قيادة الجيش أعلنت في وقت سابق عزمها تسليح مدنيين تحت مبرر المشاركة في قتال قوات الدعم السريع، لافتة إلى أن الأمر سيجري في ظل ضوابط.
وأشار أبوبكر، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "الجيش السوداني لن يقبل التفاوض، وهو يخسر كل يوم أرضا جديدة".
وأضاف "يبدو أن حملات التعبئة والاستنفار أغرت قيادة الجيش السوداني بإمكانية تحقيق نصر سريع وساحق على قوات الدعم السريع، لكن في رأيي أن المستنفرين للقتال صغار السن وليست لديهم التجربة الكافية لحمل السلاح لمواجهة قوات جيدة التدريب والتسليح".
ومؤخرا تبنى أنصار النظام السابق في السودان "الفلول" في ولايات مختلفة، حملات مكثفة لتسليح المواطنين بحجة حماية مناطقهم من قوات" الدعم السريع"، التي وسعت دائرة انتشارها خارج العاصمة الخرطوم.
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي عباس عبدالرحمن إن "قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يتحرك تحت ضغوط تيار استمرار الحرب، لتحسين الموقف التفاوضي، في ظل التراجع العسكري في كافة جبهات القتال".
وأوضح عبدالرحمن، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "رفض التفاوض سيقود إلى فوضى شاملة، تستدعي تدخلات إقليمية ودولية، خاصة أن الحرب الحالية تهدد السلم والأمن بالمنطقة".
ترحيب أحادي
في المقابل، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قبول دعوة الإيغاد للمشاركة في القمة المقبلة في أوغندا.
وذكر دقلو، في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، "تلقيت دعوة من سكرتارية المنظمة الإقليمية للتنمية (إيغاد) للحضور والمشاركة في الدورة الاستثنائية الثانية والأربعين لمجلس رؤساء وحكومات دول الإيغاد في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني الجاري بمدينة عنتبي بأوغندا".
وأضاف أنه "اتساقا مع موقفنا الثابت الداعم للحل السلمي الشامل، الذي ينهي مرة واحدة وللأبد الحروب في السودان عامة، وحرب 15 أبريل /نيسان خاصة، أكدت اليوم قبولي دعوة الحضور والمشاركة في الدورة".
وتابع قائلا "إننا في قوات الدعم السريع نجدد التزامنا بوضع حد لمعاناة السودانيين الناجمة عن هذه الحرب والحروب الأخرى، الدائرة منذ سنوات بأطراف السودان، لينعم كل السودانيين بالسلام الدائم حقا، والأمن والاستقرار، والتنمية والعدالة والحرية والديمقراطية والمساهمة في حفظ وصون الأمن والسلم في الإقليم والعالم".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع"، خلفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA==
جزيرة ام اند امز