«عقبة جديدة».. جيش السودان يرفض المشاركة بقمة إيغاد لحل أزمة البلاد
فيما يعتبره مراقبون عقبة جديدة في طريق حل الأزمة بالسودان، أعلن مجلس السيادة، السبت، رفض دعوة جديدة من قبل منظمة إيغاد لعقد قمة لمناقشة وضع البلاد خلال الأيام المقبلة.
في حين أعلن الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع السودانية، الموافقة على المشاركة في قمة منظمة "إيغاد" في مدينة عنتيبي الأوغندية.
- «إيغاد» تضع السودان على طريق الحل.. بانتظار «الإرادة السياسية»
- «إيغاد» تنتزع التزاما من طرفي حرب السودان.. ضوء أخضر لحل سلمي؟
وكان الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلي، رئيس الدورة الحالية لمنظمة "إيغاد"، دعا أعضاء المنظمة لعقد قمة استثنائية بأوغندا نهاية الأسبوع الجاري لمناقشة الأوضاع في السودان والخلاف بين إثيوبيا والصومال، ضمن جهود مكثفة للمنظمة للضغط على طرفي النزاع العسكري في السودان لتوقيع اتفاق وقف عدائيات يسهم في إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع.
واعتبر مراقبون أن مخرجات قمة "إيغاد" الطارئة حول الوضع في السودان، التي لن تكتمل مشاركة الأطراف فيها جراء رفض الجيش، يمكن التعويل عليها، لكنهم أرجعوا الفاعلية إلى الإرادة السياسية لطرفي النزاع.
وكانت القمة السابقة لـ"إيغاد" قد دعت، إلى اجتماع فوري بين فرقاء السودان، يهدف إلى دمج مقترحات منبر جدة والخارطة الأفريقية لحل الأزمة المستعرة منذ أبريل/نيسان الماضي.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، محمد لطيف، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية" أن "اجتماع الفرقاء يمكن أن يعطي دفعة قوية لجهود الحل".
و"إيغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلا من: "إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال، وإريتريا، والسودان وجنوب السودان".
وحظيت القمة السابقة غير العادية الحادية والأربعين لرؤساء وحكومات دول الإيقاد المخصصة لبحث الأوضاع المتأزمة في السودان بحضور إقليمي ودولي كبير ومشاركة مبعوثين دوليين.
وأقرت اجتماعات "إيغاد" خلال اجتماع سابق توسيع الآلية المشتركة بضم أطراف إقليمية ودولية لتكون بديلا عن آلية "إيغاد" الرباعية المخصصة لحل الأزمة، ودعمت الخارطة الأفريقية المكونة من 6 نقاط والتي اقترحت في وقت سابق لحل الأزمة السودانية.
وتشمل الخارطة الأفريقية وقف إطلاق نار دائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات الطرفين إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، إضافة إلى نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
كما تتبنى خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات "إيغاد"، والتي تقود إلى إجراءات لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة إلى المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع" خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أسفر "اجتماع جدة" عن إقرار التزامات على طرفي النزاع في السودان، أبرزها إنشاء آلية تواصل بين قيادتي الجيش وقوات "الدعم السريع" والانخراط في آلية إنسانية وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات.
وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش و"الدعم السريع" في جدة أسفرت في مايو/ أيار الماضي، عن أول اتفاق بينهما، حمل اسم "إعلان جدة"، وشمل التزامات إنسانية وشروطا حاكمة تطبق فورًا، قبل أن تعلق المحادثات في يونيو/حزيران الماضي، بسبب "الانتهاكات الجسيمة والمتكررة" لوقف إطلاق النار.