«إيغاد» تضع السودان على طريق الحل.. بانتظار «الإرادة السياسية»
يعتقد مراقبون أن مخرجات قمة "إيغاد" الطارئة حول الوضع في السودان يمكن التعويل عليها، لكنهم اعتبروا أن الإرادة السياسية لطرفي النزاع حاسمة.
ودعت القمة التي عقد السبت في جيبوتي إلى اجتماع فوري بين فرقاء السودان، يهدف إلى دمج مقترحات منبر جدة والخارطة الأفريقية لحل الأزمة المستعرة منذ أبريل/نيسان الماضي.
مخرجات يرى مراقبون إمكانية البناء عليها لتثبيت وقف إطلاق النار في البلد الذي مزقته الحرب.
ووصف الكاتب والمحلل السياسي، محمد لطيف، نتائج القمة التي شهدتها جيبوتي بـ"المبشرة"، معربا عن اعتقاده بأن اجتماع الفرقاء خلال أسبوعين يمكن أن يعطي دفعة قوية لجهود الحل.
وأضاف لطيف في حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا إنه "كانت هناك محاولة لعقد لقاء برتوكولي بين طرفي الأزمة لكن سرعة مغادرة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان مقر القمة لم يُمكَن من تحقيق تلك الفكرة".
ولم تعرف هوية الممثل عن قوات الدعم السريع في اجتماع قمة "إيغاد" الطارئة.
وتابع لطيف "الوسطاء وضعوا أقدامهم في المسار الصحيح لوضع حل للمشكلة، وهذا يحتاج إلى دعم من الشعب السوداني من أطراف الصراع نفسها، وانتقال كل الأطراف إلى مربع جديد وهو مربع السعي لإيقاف العمليات العسكرية والخروج من الصراع المسلح إلى مرحلة التنافس السياسي الذي يقوم على شروط معروفة للجميع."
و"إيغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلا من: إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال، وإريتريا، والسودان وجنوب السودان.
وحظيت القمة غير العادية الحادية والأربعين لرؤساء وحكومات دول الإيقاد المخصصة لبحث الأوضاع المتأزمة في السودان بحضور إقليمي ودولي كبير ومشاركة مبعوثين دوليين.
وقال سكرتير "إيغاد" ورقني قبيهو في تغريدة على منصة "إكس" إن المؤتمر حصل بشكل فعال على التزام من المتحاربين السودانيين بالاجتماع الفوري والاتفاق على وقف الأعمال العدائية واصفا الخطوة بأنها حاسمة في اتجاه تلبية تطلعات الشعب السوداني.
وأبدى ورقني ارتياحه بما حققته القمة، وأضاف "نقدر المناقشات البناءة والتوجيهات بشأن معالجة النزاع في السودان."
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عطاف محمد مختار، إن قمة جيبوتي فرصة جيدة لاستثمار ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات جدة، لأن المجتمع الأفريقي يعلم طبيعة الخلافات السودانية والصراعات التي تدور في المنطقة.
وأشار مختار في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن "تنفيذ نتائج القمة يعتمد على توفر الإرادة السياسية في المقام الأول، والأمل في الحل السلمي لم ينقطع والأمل موجود."
بدوه، يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية)، مبارك أردول، "بما أن إيغاد هي آلية تتشكل من عدة دول في إقليمنا آليتها مكونة من رؤساء وتستعد للعب دور في إنهاء الحرب بتعيين مبعوث ليعمل بجانب مبعوث الاتحاد الأفريقي، فضلا عن تعيين رمضان لعمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، فإننا إذا لم ننتبه هذه المرة فسوف تعاد تكرار تجربة الاتفاق الإطاري التي دمرت بلادنا مرة أخرى."
وأشار أردول في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى "إيغاد بمبعوثها السابق إسماعيل وايس، والاتحاد الأفريقي بمندوبة ولد لبات، والسفير محمد بلعيش إضافة إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان، فولكر بيرتس، المبعد من البلاد، هم من أدخلوا البلاد لهذا النفق وشردوا شعبنا وأفقروه بدورهم الذي لعبوه."
وتابع، "تجربة الحرب الحالية أثبتت أنه لا فكاك من ارتباط السودان وشعبه بدول رئيسية في الإقليم مثل مصر وإريتريا".
وأقرت اجتماعات "إيغاد" توسيع الآلية المشتركة بضم أطراف إقليمية ودولية لتكون بديلا عن آلية "إيغاد" الرباعية المخصصة لحل الأزمة.
وفيما ناقشت الاجتماعات تعيين مبعوث خاص لـ«إيغاد» للتنسيق مع المبعوث الأفريقي لقيادة الآلية، دعمت الخارطة الأفريقية المكونة من 6 نقاط والتي اقترحت في وقت سابق لحل الأزمة السودانية.
وتشمل الخارطة الأفريقية وقف إطلاق نار دائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات الطرفين إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، إضافة إلى نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
كما تتبنى خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات "إيغاد"، والتي تقود إلى إجراءات لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة إلى المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل / نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع" خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
وفي 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أسفر "اجتماع جدة" عن إقرار التزامات على طرفي النزاع في السودان، أبرزها إنشاء آلية تواصل بين قيادتي الجيش وقوات "الدعم السريع" والانخراط في آلية إنسانية وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات.
وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش و"الدعم السريع" في جدة أسفرت في مايو/ أيار الماضي، عن أول اتفاق بينهما، حمل اسم "إعلان جدة"، وشمل التزامات إنسانية وشروطا حاكمة تطبق فورًا، قبل أن تعلق المحادثات في يونيو/ حزيران الفائت، بسبب "الانتهاكات الجسيمة والمتكررة" لوقف إطلاق النار.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز