«مبادرة سلام» وحزمة دعم.. «مؤتمر باريس» يشد عضد السودان
بصيص أمل من عاصمة النور، قد يمثل نقطة ضوء في نفق السودان المظلم منذ عام.. هكذا جاءت مخرجات مؤتمر باريس، الذي انعقد لتوفير الدعم للبلد الأفريقي الغارق في الحرب، ومحاولة إيجاد حل سلمي لأزمته.
الاجتماع، حضره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشاركت ألمانيا في رئاسته، إضافة إلى عدة دول، كما ضم نحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.
- عام على حرب السودان.. باريس تستضيف مؤتمرا حول «الأزمة المنسية»
- عام على حرب السودان.. هل تنجح واشنطن في إسكات البنادق؟
ودعم الاجتماع إيجاد مخارج للنزاع عبر دعم مبادرة سلام موحدة، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الأفريقي، والذي أسفر عن إعلان مساعدات مليارية.
وقف دعم طرفي النزاع
ودعت 14 دولة، شاركت في الاجتماع، بينها ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية وجيبوتي وتشاد ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة وهيئة التنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، في إعلان مشترك، كل "الأطراف الأجنبية"، إلى وقف دعمها المسلّح لطرفي النزاع.
وطالب المجتمعون "كل الأطراف الإقليمية والدولية إلى تقديم الدعم بدون تحفظ لمبادرة سلام موحدة لصالح السودان".
دعم بملياري يورو
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن المجتمع الدولي، الذي شارك، الإثنين، في باريس وعد بتقديم مساعدات بأكثر من ملياري يورو لمساعدة السكان المدنيين.
وقال ماكرون: "في المجمل، يمكننا أن نعلن أنه سيتم تعبئة أكثر من ملياري يورو"، موضحا أنه قبل اجتماع، الإثنين، تم تسجيل 190 مليون التزام فقط.
ومن أصل الملياري يورو، ستساهم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمبلغ 900 مليون يورو، بما في ذلك 110 ملايين من فرنسا.
احترام القانون الإنساني
ودعا الرئيس الفرنسي "بشكل رسمي" طرفَي النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.
وقال: "نحثّهما على وقف إطلاق النار فورًا من أجل السماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالوصول إلى جميع السودانيين".
وأضاف "يجب عدم استخدام وصول المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية".
وتعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ أشهر. وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الخميس عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات بشأن السودان.
وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8,5 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة.
وسبق أن نظمت فرنسا في مايو/أيار 2021، قمة دولية بمشاركة العشرات من الدول والمنظمات، تحت شعار «دعم الانتقال الديمقراطي في السودان»، بمشاركة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ورئيس الحكومة السابق عبدالله حمدوك، لكن القمة لم تمنع انزلاق البلاد في العنف، بعد عقدها بعامين.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز