عام على حرب السودان.. هل تنجح واشنطن في إسكات البنادق؟
الحرب بالسودان تمضي من سيئ إلى أسوأ دون وجود بارقة أمل للحل السياسي رغم الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء العنف والعودة لطاولة التفاوض.
لكن يبدو أن الولايات المتحدة لها رأي آخر لإيقاف الفوضى والدمار في البلاد.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال مؤخرا إن واشنطن ستعزز جهودها لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وتعزيز العقوبات التي فرضتها بلاده على الأفراد والمؤسسات والكيانات الأخرى المسؤولة عن تأجيج الصراع.
وأضاف بلينكن، في خطابه بمناسبة مرور عام على اندلاع النزاع في السودان، "سنعزز الجهود الرامية إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب وغيرها من الفظائع في قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بما في ذلك من خلال تعزيز العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الأفراد والمؤسسات والكيانات الأخرى المسؤولة عن الانتهاكات وتأجيج الصراع".
كما أعلن الوزير الأمريكي التواصل مع الشركاء الرئيسيين، خاصة الأفارقة والدول الإقليمية للضغط على الأطراف المتحاربة لإلقاء أسلحتها واستئناف محادثات السلام، لأن المزيد من القتال لا يمكن أن ينهي هذا النزاع ولن ينهيه.
وأسفرت محادثات برعاية سعودية أمريكية، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في 11 مايو/أيار الماضي، عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة شهدت خروقات وتبادلا للاتهامات بين الطرفين المتصارعين، مما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
الضغط على طرفي النزاع
الكاتب والمحلل السياسي السوداني عباس عبدالرحمن قال "إن الولايات المتحدة لن تسمح بالمزيد من الانتهاكات وجرائم الحرب في السودان، وستواصل الضغط على المتحاربين للجلوس إلى التفاوض للوصول إلى حل سلمي وصولا إلى الحكم المدني الديمقراطي".
وأضاف عبدالرحمن لـ"العين الإخبارية" أن "الإدارة الأمريكية في استطاعتها فرض عقوبات جديدة على طرفي النزاع المسلح، وإرغامهما على التفاوض في منبر جدة، لإنهاء معاناة المدنيين".
واعتبر أن السودان على وشك التفكك والدخول في الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية لن تسمح بالفوضى في السودان.
وقال إن "الولايات المتحدة وضعت ملف إنهاء الحرب في السودان ضمن أولوياتها، نظرا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والتداعيات الكارثية للحرب".
تحرك بطيء تجاه الانتهاكات
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني الطاهر أبوبكر إن واشنطن بإمكانها فرض عقوبات قاسية على جميع الأطراف التي تغذي الصراع الدموي، في ظل الانتهاكات التي ظل يرتكبها طرفا الحرب في السودان.
وأشار أبوبكر، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الإدارة الأمريكية أبطأت خطواتها تجاه ما يحدث في السودان، وكان بإمكانها التحرك بخطوات أكثر جدية لحماية المدنيين ومنع وقوع الفظائع التي أصابت الكثير من السودانيين.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.