دراسة حديثة تبين أن العوامل الاقتصادية لديها تأثير كبير على إنتاج ألعاب تتماشى مع الاتجاهات المجتمعية الأكثر انتشارًا.. ما الحكاية؟
تزايدت التساؤلات حول تأثير الدمى والألعاب على سلوك الطفل وتفكيره، خاصة بعد ظهور دراسة نيوزيلندية حديثة تشير إلى أن دمى الأطفال مثل "ألعاب ليغو" أصبحت أكثر عنفًا، وأنها تسهم في نزع براءة الأطفال.
وتناولت الدراسة التي نشرت بموقع "ذا كونفرزيشن" الأمريكي، التغييرات التي طرأت على الألعاب من سبعينيات العام الماضي وحتى الآن، خاصة التي تعتمد على المعارك والتسليح، بظهور السيوف والأسلحة الحادة، وصولًا إلى مصطلحات الحرب، ما يجعل الطفل أكثر عدوانية.
ولا بد أن نراعي أن عالم الأطفال منفصل تمامًا عن عالم الواقع، ولكن محاولات العزل لحمايتهم من التأثيرات الخارجية الحديثة الأكثر قبحًا وعنفًا، له تأثير سلبي أكبر.
تحول القيم الاجتماعية
ويرى منتقدو دمى الأطفال الحديثة، أن سبب انتشارها يعود إلى خلل اجتماعي في تكوين الأسرة، وهي إحدى العوامل المؤدية لتدهور القيم الاجتماعية والثقافية، وزيادة مستويات العدوان في الألعاب أصبح جزءًا أساسيًا من مشاهدة العنف، خاصة أنها قريبة للطفل، فعلى مدار الساعة يشاهد الصراعات السياسية المسلحة، ولقطات الإرهاب الدموي من خلال شاشات التلفاز.
وأفادت الدراسة أن العوامل الاقتصادية لديها تأثير كبير على إنتاج ألعاب تتماشى مع الاتجاهات المجتمعية الأكثر انتشارًا، وأن الشركات المنتجة لدمى الأطفال تستهدف فئات متعددة الكبار والأطفال كجزء من العملية التسويقية مثل (هاري بوتر، وليغو، وملك الخواتم، وحرب النجوم) لذا نجد سيناريوهات أخرى في الخيال تقوم على محاربة شرور وهمية.
وأظهر العلماء أن ثقافة الطفل تتكون من الألعاب ووسائط الإعلام الرقمية، والتي تعكس الحياة السياسية والاجتماعية.
التعلم من الأطفال
يملك الأطفال قدرة للتعامل مع الألعاب ومحاكتها، فترسل الأجسام الساكنة رسائل معينة إلى عقولهم، وتخلق لهم تصورات مختلفة، لا يستطيع منتجو أو مصممو الدمى تخيلها.
وأظهرت الدراسة أن الطفل لديه القدرة للتمييز بين العنف الزائف والحقيقي، وأنه يرغب في التمتع بالألعاب، في الوقت الذي يرفض فيه مشاهدد العنف الحقيقة غير المرغوب فيها.
وأكد البحث على أن مفاهيم العنف لدى الأطفال تختلف عند الآباء والأمهات، وأن ألعاب المعارك القتالية بين الأشقاء والأصدقاء دليل على الترابط الاجتماعي بينهم، واستخدام سيناريوهات الحرب هي تعبيرات حماسية مستوحاة من خيال الأفلام الكارتونية.
وللألعاب أهمية لتعلم الأطفال طرق التعامل مع المخاطر، والقدرة على التكييف، والذي يصبح أمرًا مزعجًا بالنسبة للناضجين.
ويجب أن تكون الأسر أكثر حذرًا من فرض قيود مفرطة على براءة الأطفال، حتى لا يفقدون القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، وعلى الرغم من المناقشات حول ألعاب الحرب، لا نملك أدلة واضحة لتقييم العلاقة بين الواقع والعنف.
ومع ذلك فإن الأهل بحاجة للاطلاع على دمى وألعاب أطفالهم في السياق الاجتماعي والثقافي الأوسع بدلًا من فرض القيود على خيالهم.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA=
جزيرة ام اند امز