الحسيني لـ"العين: التهويد يحاصر القدس بعد 49 عامًا من الاحتلال
في ذكرى احتلال القدس الشرقية وضمها للغربية تستعر مخططات التهويد والتصريحات الإسرائيلية حول نفي الحق الفلسطيني في المدينة المقدسة
يصل الاستهداف الإسرائيلي لمدينة القدس ذروته في ذكرى احتلال المدينة في الخامس من يونيو/حزيران 1967؛ فالمواقف السياسية المتطرفة تجاه المدينة المقدسة والحق الفلسطيني فيها، ومشروعات التهويد للمدينة عبر مخططات تفريغ القدس من الفلسطينيين وإخراجهم عن حدود المدينة تصل حدوداً غير مسبوقة في التطرف.
أبرز المشروعات كان مصادقة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الخميس الماضي على استثمار 850 مليون شيكل (220 مليون دولار) على مدى 5 سنوات لما أسمته تطوير مدينة القدس، التي زعم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن جذوره فيها أعمق من جذور أي شعب أخر.
مفاجآت يونيو
وقال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، إن "شهر يونيو/حزيران عادةً ما يشهد مفاجآت إسرائيلية من قبل الحكومة والمستوطنين على صعيد تخصيص أموال هائلة لتطوير المستوطنات والبؤر والأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية، في محاولات لتأكيد حقهم في المدينة.
وأضاف الحسيني في حوار خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية هذه المخططات الاستيطانية في القدس هي برنامج مستمر للتطوير وتقديم الحوافز للتأكيد على أن القدس عاصمة إسرائيل الموحدة، وهذه المخططات والأموال تندرج في محاولات تهويد المدينة بالكامل.
وأكد الوزير الفلسطيني أن المعركة محتدمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عموم القدس والمسجد الاقصى على الخصوص، مشيراً أن الفلسطينيين يقودون معركة التصدي بإمكانيات لا تذكر أمام إمكانيات إسرائيلية هائلة مدعومة بمواقف سياسية دولية غير عادية.
الصمود والتصدي
واعتبر الحسيني أن الصمود الفلسطيني عامل مهم في التصدي لكل مخططات تهويد القدس وطرد سكانها الأصليين منها، مشيراً إلى فشل سياسات الاحتلال في طرد الفلسطينيين من حدود المدينة، ولا تزال نسبتهم تشكل 37-38% من مجمل عدد سكان القدس الشرقية والغربية .
وأكد الحسيني فشل كل سياسات وإجراءات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ احتلال القدس الشرقية في 5 يونيو/حزيران في تقليص الوجود الفلسطيني إلى 12%، مقابل 88% من اليهود، وهو ما اعتبره دليلا على إفلاس المشروع الإسرائيلي بفعل الصمود الفلسطيني وطبيعة تركيبتهم الوطنية التي لا تقبل أن تتطوع كما يريد الإسرائيلي المتطرف.
وتحتفل إسرائيل بما يسمى "يوم القدس" وهو ذكرى احتلالها للقدس الشرقية عام 1967، ومن ثم ضمّها وفرض القانون الإسرائيلي عليها. وتحاول من خلال هذه الاحتفالات تكريس التواجد اليهودي على حساب الوجود الفلسطيني العربي، عبر طمس تاريخ وجغرافيا المدينة.
وتعمل إسرائيل على فرض وقائع جديدة في القدس لتغيير هويتها العربية، ضاربةً بعرض الحائط القرارات الدولية الرافضة لضم القدس الشرقية للغربية واعتبارها ضمن ما يسمى "عاصمة إسرائيل الموحدة".
نتنياهو عبر عن أشد المواقف المتطرفة حيال القدس، بقوله الأربعاء الماضي "لا نحتاج لإثبات وجودنا في القدس منذ بداية تشكيل أمتنا لأن مصيرنا ارتبط بها وجذور الشعب اليهودي في القدس أعمق من جذور أي شعب آخر وهذا ينطبق أيضا على منطقة جبل الهيكل (المسجد الأقصى)".
تصريحات نتنياهو برأي الوزير الفلسطيني ستدشن مرحلة جديدة من التصريحات الإسرائيلية الأشد خطورة وتطرفاً في الايام القادمة.
تلويح بهدم الأقصى
وأشار الحسيني إلى تصريحات النائب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) يهودا غليك التي زعم فيها أن تطرف الفلسطينيين سيشعل حربا يمكن أن يُدمر خلالها المسجد الأقصى.
وحل غليك في الكنيست مكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعلون، الذي استقال من الحكومة والكنيست قبل أسبوعين.
وأكد وزير شؤون القدس أن تصريحات غليك الخطيرة بحق الأقصى "دليل على ما تحمله قلوبهم وعقولهم من أحقاد مركبة على الفلسطينيين ومقدساتهم".
وأضاف الوزير أن "هذه المواقف المتطرفة تنم عن أن تلك الشخصيات هم مجموعة خارجة عن المنطق والقانون والانسانية" وألقى باللائمة عن تلك المواقف والتصرفات على الدول الغربية التي وصفها بـ"المنافقة"، مشيراً إلى ما تعلنه الولايات المتحدة الامريكية، ليل نهار عن عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية في المقابل لا تأخذ خطوة في اتجاه ترسيخ الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض؛ هذا برأيه "نفاق سياسي خطير".
البلطجة الإسرائيلية
وحذر الحسيني من أن تسليم أفغيدور ليبرمان وزارة الدفاع، وتعيين يهودا غليك في الكنيست، سيؤدي إلى مخاطر حقيقية، "لأنهما يتعاملان بلغة الزعرنة والبلطجة ليس مع الفلسطينيين فحسب، وإنما مع المجتمع الدولي أيضاً".
وقال إن "هؤلاء يقودون إسرائيل والمنطقة إلى الأسوأ، ويدمرون فرص المستقبل للأجيال الحالية والقادمة".
التحرش بالأقصى
الوزير الفلسطيني اعتبر أن إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى "خطيرة جداً" مستنكراً إغلاق طواقم بلدية الاحتلال في القدس، يوم أمس، مبنى الخدمات "حمامات ووضوء" الخاص بالمصلين في الأقصى .
وقامت طواقم البلدية بإغلاق باب المبنى، الواقع عند باب الغوانمة أحد أبواب المسجد الأقصى، لمنع استخدامه، وذلك بتوجيهات من نتنياهو وبقرار من بلدية الاحتلال في القدس، ويقضي القرار بوقف الأعمال لإقامة وحدات وضوء وحمامات بجانب المسجد الأقصى، تقوم عليها دائرة الأوقاف الإسلامية.
وقال الحسيني إن "إغلاق مبنى يخدم المسلمين الوافدين للمسجد الأقصى في رمضان "هو سياسي واضح" فبدلاً من تأمين البلدية الخدمات للوافدين إلى القدس والأقصى خلال الشهر الفضيل، تقوم بأعمال استفزازية خطيرة".
وأشار إلى أن تعطيل المشروعات الفلسطينية في القدس والأقصى يندرج في إطار التغيير الجذري للوضع القائم في المدينة ومقدساتها، وهو ما يحذر من تداعياته " لأن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التهويد".
aXA6IDE4Ljk3LjkuMTY4IA== جزيرة ام اند امز