حي سلوان الملاصق للمسجد الأقصى من الناحية الجنوبية يواجه أشد مخططات التهويد في الأراضي الفلسطينية
إلى الجنوب من المسجد الأقصى يخوض الفلسطينيون في حي سلوان المقدسي معركة صمود وبقاء قاسية، في مواجهة سياسات التهويد الإسرائيلي الرامية لتغيير الطابع العربي للمدينة المحتلة.
ففي بيته البسيط الذي يواجه خطر الهدم، يتلقى الفلسطيني فخري أبو دياب، رئيس لجنة حي سلوان بالقدس، الاتصالات تباعا عن الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين في الحي، ليتابعها بدورها مع وسائل الإعلام وجهات الاختصاص ضمن جهد يسعى لإحباط المخططات الإسرائيلية.
يقول أبو دياب لـ"بوابة العين" إن: "حي سلوان يتعرض للمزيد من عمليات الهدم وطرد الفلسطينيين من أجل تغيير وجه المنطقة الأقدس، وتسهيل تهويد ما تبقى من المسجد الأقصى".
الأقصى في عين العاصفة
الخطير حسب المسؤول المحلي الفلسطيني أن المشروعات الإسرائيلية المحيطة بالأقصى وأسفله تضعه في عين العاصفة.
بالنسبة لأبي دياب ولسكان الحي فإن "الأمر واضح؛ المحتلون يكثفون العمل في الآونة الأخيرة تحت الأقصى وفي محيطه، لن يطول الوقت حتى يقع ما نتخوّف منه جميعا".
وأشار أبو دياب إلى أن الحفريات تحت الأقصى وفي محيطه تبدأ من حيهم سلوان وتخترق أسفل الأقصى وفي محيطه، عبر 26 نفقا تحت الأرض ترتبط بمسارات عديدة، لتشكل شبكة تحتية تمثل خطرا محدقا على قبلة المسلمين الأولى.
ويؤكد أن الاحتلال أقام في تلك الأنفاق مرافق ما يسمى الهيكل (يرى الإسرائيليون أن المسجد الأقصى بني على أنقاضه)، وبذلك هم يجهزون مرافق كثيرة من الهيكل تحت أرض الأقصى وهذا أخطر ما في خططهم للسيطرة على الأقصى في ساعة الصفر .
الخطط الإسرائيلية تسير على مسارات ضمنها، فصْل المسجد الأقصى عن محيطه العربي والإسلامي، لذلك تتكثف الجهود التهويدية في حي سلوان الملاصق له من جهة الجنوب.
وقال أبو دياب إن "هناك مشروعات تفصل الأقصى عن محيطه الفلسطيني العربي الإسلامي، مثل مشروع كيدم الضخم الذي تقمه سلطات الاحتلال على مدخل سلوان الجنوبي على مساحة 9 آلاف كم2، وهو يبعد 25 مترا فقط عن الأقصى، ويحقق هدف فصل الأقصى عن محيطه، وهو يحجب رؤيتنا للأقصى بعد ارتفاع بنائه، والمقصود من هذا التكثيف في البناء التهويدي تغيير الطابع العربي الاسلامي للمنطقة الأقدس في العالم".
تزييف الوعي
ولم تكتف قوات الاحتلال بإجراءات التغيير المادية، بل تعمد إلى تزييف التاريخ والوعي العام عبر روايات مزيفة عن التاريخ.
وفي هذا الصدد يشير رئيس حي سلوان إلى أن الاحتلال يسمح للإسرائيليين والسياح بزيارة الأنفاق أسفل الأقصى، ويتقدمهم أدلاء يهود يروون روايات مزيفة عن تاريخ الأقصى، من خلال المرافق الموضوعة في الأنفاق، وهذا خطير جدا يجب الانتباه له.
وأضاف "في سلوان هناك عدة متاحف إسرائيلية تروي رواية توراتية مزيفة عن المكان، هنا 5 متاحف خطيرة تقدم محطات مختلفة عن مزاعم الهيكل"، كما يشير إلى أن الاحتلال يسيطر على القصور الأموية الواقعة جنوب الأقصى.
وقال: "صادروا تاريخ القصور الأموية وتراثها وحجارتها، وزعموا أنها كانت مقر الحكم أيام المملكة اليهودية قبل ألف سنة قبل الميلاد، وهذا تزييف واضح وكبير للتاريخ الذي يثبت أنها كانت مقراً لحكم المسلمين في القرون الأخيرة.
سياسة التهويد وتغيير الطابع العربي في الحي تأخذ منحى تصاعديا في الآونة الأخيرة، والمقدسيون يدفعون الثمن دون مساندة حقيقية من أحد، بحسب أبو دياب.
إخطارات وهدم
وأكد أن سلطات الاحتلال سلمت 4370 منزلا فلسطينيا في حي سلوان أوامر هدم من الاحتلال، من بين 12 ألف منزل في الحي الذي يقطنه 50 ألف فلسطيني مقدسي، يشكل وجودهم شوكة في حلق المشروع الصهيوني، ودليلا بشريا يدحض مزاعم الرواية الصهيونية التوارتية حول المكان.
إدراك الاحتلال لهذه الحقيقية، يدفعه إلى العمل بشكل متوازٍ بين الهدم والتهجير للفلسطينيين وبناء المزيد من البؤر الاستيطانية؛ لفرض وقائع ومعطيات جديدة.
وقال أبو دياب: "في الحي الكبير لوحده 57 بؤرة استيطانية ما بين محلات ومنازل وأراضٍ، تسيطر على نحول 13-14% من مساحة سلوان الكية، وتعد بؤر توتر حيث يتواجد فيها مئات الجنود والمستوطنين".
اقتحامات الأقصى
أكثر ما يستفز أبو دياب وسكان الحي الملاصق للأقصى، مشاهد اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حراسة قوات الشرطة والجيش الإسرائيليين، بينما هم يواجهون عقبات كأداء في طريق وصولهم إلى المسجد.
ويصف أبو دياب الأمر قائلا "يأتي عشرات المستوطنين في مجموعات من مناطق بعيدةً جداً لاقتحام الأقصى، ويتجولون في ساحاته، بينما أهالي الحي الأقرب للمسجد يحول بينهم وبينه الكثير من العقبات والإجراءات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية".