البرغوثي لـ"العين": 5 مرتكزات لاستراتيجية الخروج من المأزق الفلسطيني
القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي يطرح في حوار لـ"العين" استراتيجية من 5 أسس للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن.
دعا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي عضو المجلس التشريعي وعضو الإطار القيادي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى استراتيجية وطنية بديلة ترتكز على 5 جوانب؛ للخروج من حالة انسداد الأفق التي تواجه الوضع الفلسطيني، مطالبًا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي حتى لو أدى لانهيار السلطة الفلسطينية.
وقال البرغوثي في مقابلة خاصة مع بوابة "العين" الإخبارية، إن انغلاق الأفق على صعيد المسار السياسي مع الاحتلال، وتأزم الوضع الداخلي "ليس جديدًا، ويثبت ما قلناه مرارًا وتكرارًا، اتفاق أوسلو (بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وبموجب أنشأت السلطة الفلسطينية عام 1993) قد فشل والرهان على المفاوضات قد فشلت".
وأضاف: "فلسطين بحاجة إلى استراتيجية وطنية بديلة، عمادها المقاومة الشعبية الواسعة، وحركة المقاطعة، وفرض العقوبات على إسرائيل، والإسراع في إنهاء الانقسام، وتوحيد الصف الوطني، ودعم صمود الناس على الأرض".
وشدد على أن هذه هي العناصر الأساسية المطلوبة للخروج من إشكالية الوضع القائم.
وعمّا إذا كان هناك مساعي لوضع هذه الاستراتيجية على مسار التنفيذ، قال: "نحن نطرحها باستمرار، ونعمل على صياغتها بشكل تفصيلي، وبعض القوى تتبناها وإن كان بشكل جزئي".
وشدد على أن "الأوان آن ليتم تبنيها بشكل شمولي وشامل، ومن لديه بديل فليقدمه"، مستدركًا: "نعتقد أنه لا يوجد بديل آخر عن هذه الاستراتيجية".
التنسيق الأمني:
وانتقد عدم تطبيق قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتعلق بتحديد العلاقات مع الاحتلال، مشددًا على أنه "لا حل إلا تطبيق القرار وأول شيء وقف التنسيق الأمني".
كان المجلس المركزي قد أوصى في شهر مارس قبل الماضي، بتحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الاحتلال، على خلفية عدم استجابة إسرائيل لمطالب الفلسطينيين المتعلقة بوقف الاستيطان وفرض سياسة الأمر الواقع في القدس المحتلة.
وشدد البرلماني الفلسطيني على أن "المماطلة أو التأخير في تنفيذ قرار المجلس المركزي "لن يفيد في شيء، وقال: "في نهاية المطاف إسرائيل تتعمد إغلاق جميع الأبواب بشكل كامل لا مخرج سوى تنفيذ هذا القرار بدون تردد وبشكل كامل".
وأقرت اللجنة التنفيذية في الرابع من شهر نوفمبر الماضي توصيات المجلس المركزي بتحديد العلاقات، وأبلغ وفد فلسطيني رسمي الإسرائيليين بتلك التوصيات قبل شهر تقريبًا.
مخاوف من حل السلطة:
وعن المخاوف من انهيار السلطة إذا نفذت قرار وقف التنسيق الأمني، شكك البرغوثي في الوصول إلى هذه النتيجة، قائلًا: "لا أعتقد ذلك".
غير أنه شدد على أنه "حتى لو كان هذا تكلفته (وقف التنسيق الأمني) وكانت نتيجته خسارة السلطة، التحرر أهم من السلطة، السلطة ليست سوى وسيلة وليست هدف بحد ذاتها، إذا كانت السلطة لا تؤدي إلى دولة فهذا ليس الهدف".
وشدد على أن السلطة كان الهدف منها أن تكون جسرًا لتحقيق وإقامة الدولة الفلسطينية الحقيقية والحرة والمستقلة، مضيفًا: "لذلك الأشكال والوسائل لا يجب أن تغنينا عن الهدف الرئيسي".
تأثيرات فضح الاحتلال:
وعن ثمار حركة الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية في فضح جرائم الاحتلال، أكد وجود نتائج إيجابية لها.
وقال: "أبسط نتيجة، النجاحات التي تحققها حركة المقاطعة (لإسرائيل)، فهي تحقق نجاحات كبيرة"، لافتًا إلى خسارة إسرائيل 31 مليار دولار العام الماضي جراء هذه المقاطعة، فضلًا عن الحراك السياسي والدبلوماسي في كل مكان.
وأضاف: "هذا ما يجب البناء عليه".
نجاحات المقاطعة:
وبشأن حركة المقاطعة ونجاحاتها، أشار إلى أن آخر النجاحات كان قرار اتحاد الطلبة في تشيلي مقاطعة إسرائيل وقبله إجبار شركات كبرى مثل فيوليا G4S، مشددًا على أن الحملة مستمرة ضد شركات أخرى.
وقال: "سننجح في إجبار العديد من الشركات والاستثمارات على الهروب من إسرائيل هذه حركة صاعدة وتحقق نجاحات".
ويعتمد البرغوثي وحركته المقاومة الشعبية في نضالهم ضد سياسات إسرائيل، ويعتبرون تركيزهم على المقاطعة الدولية والمحلية لإسرائيل ومنتجاتها استراتيجية مهمة للتأثير على إسرائيل ومحاكمتها مستقبلًا على جرائمها.
جرائم إسرائيل:
وحول سبل مواجهة جرائم إسرائيل، أكد أن هذه الجرائم تواجه بوسيلتين "الاستمرار في معركة محكمة الجنايات الدولية، إضافة لذلك محاكمة هؤلاء المجرمين في كل دولة يمكن محاكمتهم فيها".
وقال: "مطلوب أن تتكاثف الجهود لمواجهة هذه الجرائم التي فاقت كل الجرائم التي تخترق منظومة قوانين حقوق الإنسان في العالم".
معاناة غزة:
وبشأن الوضع الإنساني الصعب بقطاع غزة، أكد البرغوثي أن "غزة تعاني الأمرين"، مضيفًا: "هذا الحصار الظالم الذي تعيشه غزة نشعر بألم شديد عندما نرى معاناة شعبنا ووهم يبحثون عن وسيلة للخروج والدخول خاصة لمرضى والسنين والطلبة هذا الحصار يجب العمل بكل طاقة لكسره".
ورأى أن إسرائيل "فرضت الحصار لتخنق شعبنا ولتنتقم أيضًا؛ لأن شعبنا صمد أيضًا في 3 حروب همجية مدمرة".
وختم بقوله: "مع ذلك أنا متأكد أنه لا الحصار الظالم ولا القمع يكسر إرادة هذا الشعب العظيم".