لماذا يقبل النساء عليها؟.. تحذيرات من اللجوء السهل للولادة القيصرية
خطر الموت 13 لكل 100 ألف حالة
مع تزايد اتجاه النساء للولادة القيصرية، أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم اللجوء إلى الولادة القيصرية إلا في حالات الضرورة الطبية.
تشعر المرأة بالخوف أثناء الحمل عند التفكير بلحظة الولادة، وتبدأ تبحث في شبكة الإنترنت والمصادر الأخرى عن الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية.
قلب الأم لا يحتمل أي مخاطرة قد تصيب الجنين، ومع معرفة المرأة أن العملية القيصرية ستلحق بها ألماً أكبر إلا أنها تختار هذا الخيار بحثاً عن سلامة جنينها.
وأشار التقرير السنوي لوزارة الصحة الأردنية أن الولادة القيصرية قد زادت لتصل إلى 25%، ومن المفترض أن تكون 10%، بحسب منظمات الصحة.
آية نصر أم لطفلين وتبلغ من العمر 28 عاماً، عاشت تجربة العمليات القيصرية، تقول: "عندما حملت أخبرتني الطبيبة أنه لا خيار أمامي إلا الولادة القيصرية نتيجة أن حوضي ضيق وطفلي أصبح بوزن جيد. وحماية للطفل ولي يجب أن أخضع للعملية. وبالفعل قد خضعت لها ولكن بعد العملية قد تعرضت للعديد من الألم، وإلى هذه اللحظة يرافقني الصداع بسبب التخدير".
تضيف آية: "بسبب حملي للطفل الثاني بدون ترك مدة زمنية كافية بينه وبين ابني الأول. خضعت أيضاً لعملية ثانية والآن أعاني من التصاقات في البطن، وهذا يعني أنني أتحرك بصعوبة وأشعر بأوجاع تأتيني فجأة في المنطقة التي بها جرح الولادة. وإذا لم أهتم بهذا الأمر سيؤثر على خصوبتي على المدى الطويل".
الممرضة جهاد البدور، من مستشفى الأمير حمزة ترى أن الكثير من النساء أصبحن يلجئن للعملية القيصرية من الخوف، وخاصة إن كان الحمل البكر أي الحمل الأول، الولادة القيصرية هي في نهاية المطاف جراحة والطفل بها لا يمر بخطوات المخاض وصعوبته. لهذا يكون محميًا.
ولكن المرأة، بحسب البدور، قد تتعرض لكثير من المخاطر بعد ذلك. وبالرغم أن الولادة القيصرية أكثر تكلفة إلا أن هنالك توجها ملحوظ لها. بعض الأطباء ينصحون المرأة بالولادة القيصرية لأنهم يستفيدون مادياً بشكل أكبر من الطبيعية، ولكن هذا لا يعد إنسانياً.
الطبيب ماهر الصراف، أخصائي أمراض النساء والتوليد من مستشفى الأمل يبين أن الولادة الطبيعية أيضاً يوجد بها الكثير من المخاطر بسبب ضيق القناة التي سيخرج منها الطفل، واحتمال إصابة المرأة بالنزيف بعد الولادة. وأن يتمزق الرحم أو المهبل أثناء الولادة من شدة الضغط الواقع. أيضاً الطفل يمر بلحظات في غاية الصعوبة.
ويضيف الصراف: عندما يشعر الطبيب أن الطفل سيتعرض للخطر فإنه يحول الولادة الطبيعية إلى قيصرية. الخوف قديماً كان من الولادة القيصرية كون المرأة كانت تلد كثيراً، أما الآن فأعداد الولادات محدودة. ولكن إذا ولدت المرأة الطفل البكر قيصريا فإن الاحتمال الأكبر سيكون كل ولاداتها قيصرية.
"وعي المرأة مهم"
الطبيب خالد مناصرة، استشاري طب أجنّة من مستشفى المفرق، يجد أن هنالك زيادة واضحة في التوجه نحو العمليات القيصرية. فالعملية القيصرية يتم التوجه لها في حال تعرض الأم والجنين إلى مضاعفات خلال فترة الحمل. ويجب دراسة هذا التوجه وتوعية الأم بكل الأمور التي ترافق العملية القيصرية.
ويقول مناصرة: بعض النساء يطلبن بشكل شخصي أن يخضعن إلى عملية قيصرية، وهذا الخيار حق شخصي ولا يستطيع الطبيب أن يجبرها على أمر، ولكن عليه أن يوضح لها مزايا كل أسلوب ولادة على حدة.
ويوضح أن من أهم المخاطر التي ترافق العمليات القيصرية: الألم الذي يصيب المرأة بعد الولادة، فقد تستغرق أياما في المستشفى وتحتاج إلى وقت أكبر للتعافي من المرأة التي تلد طبيعياً، أيضاً من الممكن أن يلتهب الجرح، لهذا يجب أن تأخذ كماً كبيراً من المضادات الحيوية حتى لا تصل إلى هذه المرحلة. ولا يقف الأمر عند التهاب الجرح بل من المحتمل أن تلتهب بطانة الرحم ومجرى البول.
ومن المخاطر المخيفة التي تقلق المرأة وأيضاً الطبيب إصابتها بعد الولادة بجلطة دموية، فجميع الجراحات تحمل هذا الخطر.
يضيف المناصرة: معظم النساء اليوم يصلن إلى الطبيب ويحملن في أدمغتهن العديد من المعلومات عن الولادات نتيجة القراءة المستمرة. ولكن يكمن دور الطبيب في توعيتها عن المعلومة الخاطئة من الصحيحة. وماذا يناسب وضعها، ففي كل حالة يوجد إجراء مناسب.
"ارتفاع ملحوظ"
أشار التقرير السنوي لوزارة الصحة الأردنية إلى أن مستشفيات وزارة الصحة شهدت 78823 ولادة منها 20271 ولادة قيصرية وبمعدل 25.7% من مجموع الولادات.
وأكد التقرير السنوي لدائرة الأحوال المدنية والجوازات لعام 2014 على تسجيل 210342 ولادة خلال عام 2014 مما يشير إلى وجود 131519 ولادة خارج مستشفيات وزارة الصحة.
بدورها أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم اللجوء إلى الولادة القيصرية إلا في حالات الضرورة الطبية، مشيرة إلى وجود توجه عالمي قد يكون على مستوى وبائي لإجراء العمليات القيصرية والتي تعمل في أغلب الأحيان لصالح الأطباء تسهيلاً لحياتهم، حيث تكون مواعيد الولادة مخططا لها مسبقاً وفي الأوقات التي تناسبهم.
وأشارت المنظمة إلى أن المعدل الطبيعي لحالات الولادة القيصرية يجب أن يتراوح ما بين 10-15% من مجموع الولادات، وإن تجاوز هذه المعدلات يؤكد على أن الكثير منها يتم دون حاجة أو ضرورة طبية.
وتؤكد المنظمة بأن النساء الحوامل لا يعرفن تماماً المخاطر المتعلقة بإجراء العمليات القيصرية على حياتهن وحياة أطفالهن، خاصة إذا كن يرغبن بإنجاب المزيد من الأطفال في المستقبل، وغالباً ما يستمعن لرأي الأطباء عندما يتعلق الأمر بقرار إجراء عملية قيصرية. علماً بأن خطر الموت في الولادات القيصرية هو 13 لكل 100 ألف ولادة وفي الولادات الطبيعية 3.5 لكل 100 ألف ولادة في الدول المتقدمة.
وعلى عكس الولادة الطبيعية، فإن إجراء عملية قيصرية يعرض الأم والطفل إلى مخاطر صحية عديدة ناتجة عن التخدير أو النزيف أو التهاب الجرح، إضافة إلى التكلفة المرتفعة للعملية مقارنة بالولادة الطبيعية، والإقامة لفترة أطول داخل المستشفى.
يشار إلى أن أول جراحة قيصرية تمّ تنفيذها من قبل طبيب النسائية والتوليد الألماني فيرديناند أدولف كيهرر في عام ١٨٨١
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز