كونتي يتطلع لقيادة إيطاليا لكسر نحس 48 عاما في اليورو
أنطونيو كونتي، مدرب منتخب إيطاليا، يبحث عن تحقيق النجاح في مهمته الكبيرة الأولى والأخيرة مع الآزوري الذي سيتركه بعد كأس أوروبا.
بعد أن اعتاد على تذوق طعم المجد مع فريقه السابق يوفنتوس، سواء كلاعب أو مدرب، يبحث أنطونيو كونتي عن تحقيق النجاح في مهمته الكبيرة الأولى والأخيرة مع المنتخب الإيطالي الذي سيتركه بعد نهائيات كأس أوروبا من أجل الإشراف على تشيلسي الإنجليزي، وإعادة الآزوري لمنصات التتويج الأوروبية التي غاب عنها منذ 48 عاما، منذ لقبه الوحيد عام 1968.
"أنا متأثر لفكرة تمثيلي لإيطاليا التي تعتبر من أكثر المنتخبات أهمية في العالم إلى جانب البرازيل، بوجود 4 نجمات على صدرها (4 كؤوس عالم)"، هذا ما قاله كونتي في أغسطس قبل الماضي في مؤتمره الصحافي الأول كمدرب للمنتخب خلفا لتشيزاري برانديلي الذي استقال من منصبه بعد الخروج من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014.
وواصل "أنا جالس في المقعد الذي يرغب به جميع المدربين، وأشعر بالفخر لأن كارلو تافيكيو (رئيس الاتحاد الإيطالي) فكر بي"، معترفا في الوقت ذاته بأن المنتخب "يمر بفترة صعبة" بعد مشاركته المخيبة في مونديال البرازيل.
وتابع "لم أخف يوما من التحديات، أنا مقتنع بنجاحنا في النهوض وذلك لأن مكانة إيطاليا بين الأوائل في العالم".
صحيح أن كونتي (46 عاما) نجح في اختباره الأول مع "الآزوري" بقيادته إلى النهائيات القارية من خلال تصدر المجموعة الثامنة أمام كرواتيا بـ7 انتصارات و3 تعادلات ودون أي هزيمة، لكن ما ينتظره في فرنسا 2016 سيشكل التحدي الأكبر خصوصا أن مجموعة إيطاليا تضم بلجيكا والسويد وجمهورية إيرلندا.
ومن المؤكد أن لاعب الوسط السابق الذي وصل مع منتخب إيطاليا إلى نهائي مونديال 1994 ونهائي كأس أوروبا 2000، يمنّي نفسه بتحقيق ما عجز عنه الكثير من المدربين الكبار الذين مروا على المنتخب منذ تتويجه القاري الأخير والوحيد عام 1968، وذلك قبل أن يحزم أمتعته للانتقال إلى لندن في تجربته الأولى في "الاغتراب" إن كان كلاعب أو مدرب.
لكن المهمة لن تكون سهلة بتاتا بالنسبة لكونتي ومنتخبه الساعي إلى تناسي خيبة الخروج من الدور الأول لمونديال 2014 والتمكن على أقله من تكرار سيناريو نسخة 2012 حين وصل إلى النهائي قبل السقوط أمام إسبانيا برباعية نظيفة.
وقد اعترف كونتي، الذي قاد يوفنتوس لـ3 ألقاب في الدوري خلال 3 مواسم معه كمدرب بعدما كان موجودا به أيضا كلاعب وتوج خلال مشواره معه من 1991 حتى 2004 بلقب الدوري 5 مرات والكأس مرة واحدة وكأس السوبر المحلية 4 مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة ومثلها كأس السوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتيننتال، بأن ثمة تخوفا وقلقا من تراجع المواهب في الساحة الكروية الإيطالية.
وعلل رأيه بالقول لوكالة فرانس برس إنه "من بين 100 لاعب مميز في الدوري الإيطالي هناك 34 فقط إيطاليون، وهذا يعكس بوضوح صعوبة إيجاد لاعبين مميزين للمنتخب، وبالطبع أي تراجع لمستوى الأندية يؤثر على مردود المنتخب الوطني".
وتابع كونتي الذي يخوض سادس مهمة تدريبية بعد اريزو وباري وأتالانتا وسيينا ويوفنتوس: "من المؤكد أن ظهور أندية أخرى ودخولها على خط منافسة يوفي في الكالتشيو من شأنه أن يخدم مصالح المنتخب والكرة الإيطالية بشكل عام، لأن قوة الدوري المحلي تنعكس بالإيجاب على المنتخب الذي يعكس بدوره الوجه الحقيقي لأي دوري في العالم".
لكن منافسة يوفنتوس على اللقب المحلي لم تصل إلى خواتمها السعيدة لأن فريق "السيدة العجوز" توج بقيادة خليفته ماسيميليانو أليجري بلقبه الخامس على التوالي.
ويؤكد كونتي أن يوفنتوس يدعم المنتخب بلاعبين مميزين على مستوى الدفاع وحراسة المرمى كجانلويجي بوفون وجورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي، ولا شك أن تألق هؤلاء مع ناديهم من شأنه أن ينعكس إيجابيا على مستوى المنتخب، خصوصا إن كان هذا التألق على المستوى الأوروبي كما في الموسم الماضي.
لكن سيناريو الموسم الماضي حيث وصل يوفنتوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لم يتكرر، لأن فريق "السيدة العجوز" ودع المسابقة هذا الموسم من الدور الثاني على يد بايرن ميونيخ الألماني.
وسيكون على كونتي خوض نهائيات كأس أوروبا دون عنصرين مؤثرين هما لاعبا وسط يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو وباريس سان جيرمان الفرنسي ماركو فيراتي بسبب الإصابة، مما يصعب من المهمة في مواجهة منتخب مثل بلجيكا الذي يضم عددا كبيرا من اللاعبين الموهوبين وعلى رأسهم إدين هازارد، أو منتخب السويد بقيادة زلاتان إبراهيموفيتش.
ويرى كونتي أن "هناك توازنا في المجموعة مع بعض الأفضلية لبلجيكا، لكننا نكبر يوما بعد يوم، وأعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح من عدة نواح.. علينا أن نعمل بشكل جدي بعد نهاية الدوري ونتدرب بقوة فريق واحد وليس كمنتخب لكي نكون في الموعد مع انطلاق البطولة الأوروبية".
وتناول كونتي، الذي بدأ مسيرته كلاعب عام 1989 في نادي ليتشي قبل انتقاله عام 1992 إلى يوفنتوس، الفارق بين أن يكون مدربا لناد وأن يكون مدربا لمنتخب، قائلا: "عندما تكون مدربا لناد تكون حينها مشغولا بشكل يومي، لكن هذا يعطيك فرصة أكثر للعمل مع اللاعبين بشكل متكرر لتطوير مستواهم. أما كمدرب وطني للمنتخب فإن لديك الوقت، وتعمل بشكل متقطع، وأعتبر نفسي محظوظا بأنني دربت على مستوى الأندية والمنتخب".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNDUg جزيرة ام اند امز