الإمارات.. قصة نجاح أطول تجربة اتحادية في العالم العربي
الإمارات خطت منذ نشأتها عام 1971 خطوات سريعة وواسعة نحو التقدم والتطور على مختلف الصُّعد والمجالات وبشكل متوازن يشهد به العالم أجمع.
أربعة وأربعون عامًا من الإنسانية الراقية ازدادت خلالها دولة الإمارات العربية المتحدة تألقًا ونموًّا وازدهارًا بقيادة ورعاية حكام الإمارات الذين وضعوا أسس هذه الدولة المثالية، وأطلقوا نموذجا فريدا من الحكم الواعي الحاضن للكرامات، والساعي من أجل رفاهية المواطنين، في وطن يسوده السلام والحضارة.
تبرز أمامنا أطول تجربة اتحادية فذّة في التاريخ العربى الحديث باحتفال دولة الإمارات بالذكرى الرابعة والأربعين لإعلان دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، وتنضم إلى المسيرة إمارة رأس الخيمة في العاشر من فبراير عام 1972 لتنطلق بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وحكام الإمارات الخمسة فى أول تجربة عربية للاتحاد الفيدرالى.
وتعد الإمارات العربية المتحدة التي تتألف من سبع إمارات هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، وعجمان، وأم القيوين، من أنجح التجارب الوحدوية التي ترسخت جذورها على مدى أربعة عقود، وتميزت منذ تأسيسها بسياسة خارجية تتصف بالحكمة والاعتدال، قائمة على الالتزام والاحترام للمواثيق الدولية والأممية وحقوق الإنسان.
قفزات نوعية
خطَت الإمارات منذ نشأتها عام 1971 خطوات سريعة وواسعة نحو التقدم والإنجاز والتطور على مختلف الصعد والمجالات وبشكل متوازن، ابتداءً من إمارة رأس الخيمة في الشمال حتى إمارة أبوظبي.
وشاركت المرأة منذ البداية بفاعلية إلى جانب الرجل في كل المجالات الممكنة والمناسبة، وتجدها في الوظائف العامة والقطاع الخاص تسجل حضورًا وإنتاجًا لافتًا، كما تشغل عديدًا من المناصب الوزارية والنيابية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية المهمة.
وفوق هذا كله جرى تسليح قطاع الشباب بالعلم والمعرفة ومواكبة التطور التكنولوجي، حتى أصبحت الإمارات اليوم محط أنظار العالم في رسمها لاستراتيجية الابتكار والطاقة البديلة، ليس على الأقليم وحده بل على مستوى العالم.
وشهدت الإمارات على مدى 44 عاما قفزات تنموية واسعة كبيرة، تمثلت في الاستقرار السياسي والمالي، أكسبتها ثقة المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي.
في خدمة الإنسانية
حققت الإمارات، ووفق التقارير الدولية، المرتبة الأولى في حجم مساعداتها الخارجية ضمن الدول المانحة غير الأعضاء في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة للمنظمة.
ولم تغفل الدولة عن أن مساعدة الشعوب هي الأهم، فانطلقت لتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني منذ عشرات السنين، وما موضوع إعادة سد مأرب سوى علامة بارزة على مساعدات الإمارات، حيث تعهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتحمل تكاليف إعادة بناء هذا السد كموقع تاريخي له أهميته في اليمن والمنطقة العربية.
ومنذ بدء الأزمة اليمنية أعلنت وزارة التنمية والتعاون الدولي أن إجمالي حجم المساعدات الإماراتية المقدمة للاستجابة للأوضاع الإنسانية في اليمن منذ مطلع عام 2015، والناجمة عن الاضطرابات السياسية هناك، بلغ في المرحلة الأولى نحو 430 مليون درهم، سرعان ما وصلت إلى 744 مليون درهم حتى شهر أغسطس الماضي، ولا تزال المساعدات الإماراتية تواصل تدفقها للشعب اليمني الشقيق.
وأسهم في تقديم تلك المساعدات، بناءً على توجيهات القيادة الإماراتية، عدة هيئات خيرية، وأبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة "خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية"، ومؤسسة "زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية"، ومؤسسة "محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية"، ومؤسسة "سلطان بن خليفة آل نهيان للأعمال الإنسانية والعلمية، ومؤسسة "سقيا الإمارات"، ومؤسسة "الرحمة للأعمال الخيرية"، وبيت الشارقة الخيري.
وكانت الإمارات من أولى الدول في الاستجابة لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للنازحين داخل سوريا، إلى جانب غوث اللاجئين في الدول المجاورة، وهي الأردن ولبنان والعراق وتركيا.
سياسة خارجية صلبة
تقوم السياسة الخارجية لدولة الإمارات على أسس وقواعد صلبة لا يمكن أن تحيد عما وضعه المغفور له الشيخ زايد بن زايد آل نهيان، وسار على نهجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ومكنت طبيعة الإنسان الإماراتي المسالِمة والمحبة للخير، دولة الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم، إذ إن العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات تمتد اليوم إلى أكثر من 187 دولة حول العالم.
وتتفاعل الإمارات مع كل القضايا التي تشغل العالم الآن، فأعلنت بشكل واضح تعاونها مع الدول ضد الإرهاب والتطرف، أينما كان ومهما كان مصدره.
وبشأن القضية الفلسطينية، جدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، موقف الدولة الثابت والمبدئي في مساندة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وضرورة الاعتراف الدولي الكامل بدولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشريف، مدينا السياسات والممارسات الإسرائيلية الاستفزازية كافة وانتهاكاتها المتكررة الخطيرة.
وحذر رئيس الإمارات من تفاقم مشاعر الظلم والإحباط لدى الفلسطينيين، والتي تولدت جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لحقوق الإنسان، مما يتيح المجال للجماعات المتطرفة لاستغلال الأوضاع الإنسانية الخطيرة وبث الأفكار المتطرفة بين الشباب المحبط.
وظل موقف الإمارات على الدوام داعمًا للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية ومساعدة شعبها على إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
اقتصاد متكامل
شهد الاقتصاد الإماراتي تطورًا كبيرًا منذ قيام الاتحاد حتى اليوم، حيث تضاعف الناتج الوطني الإجمالي 236 مرة، نتيجة عمل دؤوب تم خلاله تمكين الإنسان وصقل المهارات وتجهيز بنية تحتية متطورة بمنظور عالمي عززت من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات بين الشرق والغرب، وأسهمت في تقوية الروابط والشراكات الاقتصادية مع كل دول العالم.
وجاء النمو في القطاعات غير النفطية ثمرة السياسات الناجحة، التي مكّنت القطاع الصناعي على سبيل المثال من المساهمة بنحو 15% من إجمالي الناتج المحلي اليوم.
وعلى صعيد الاستثمارات الخارجية كرست دولة الإمارات سياسة الاستثمار في الحاضر والعمل على الاستثمار في المستقبل، وكانت إحدى أُوليات الدول التي أنشأت الصناديق السيادية لتقوم باستثمار فوائض الإيرادات النفطية وغير النفطية.
وتشكل الاستثمارات الخارجية للدولة جزءا أساسيا من تنويع مصادر الدخل، وتسهم في الوقت ذاته في تطوير الموارد البشرية الإماراتية وصقل المهارات الوطنية وذلك من خلال عمل عديد من الإماراتيين في شركات ومصانع كثيرة حول العالم.
التعليم والصحة
عند تأسيس الدولة في عام 1971، كان نحو نصف الذكور وثلث الإناث فقط يعرفون القراءة والكتابة، أما اليوم فبلغت نسبة المتعلمين 90% من الذكور والإناث على حد سواء، واقترن تقدم التعليم بنمو عدد المؤسسات التعليمية والجامعات في الدولة والتي تجاوز عددها 1200 مؤسسة تعليمية تخدم كل المراحل السنية ومستويات التعليم العالي.
أما الرعاية الصحية فتحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة الاتحادية، التي حرصت على توفير كل مقومات الرعاية الصحية كحق لكل مواطن ومقيم، حتى بات القطاع الطبي يضم اليوم أكثر من 1200 منشأة علاجية، من مستشفيات ومراكز صحية مجهزة بأحدث المعدات الطبية، ويعمل فيها أفضل الأطباء من الاستشاريين والإخصائيين.