بالصور.. رمضان "الحسين" بالقاهرة .. عودة "الفانوس المصري"
"حي الحسين" أشهر الأحياء الأثرية التاريخية المصرية بمنطقة الجمالية بالقاهرة يظل دائمًا فى قلب الأجواء الرمضانية ذات المذاق المصرى الخاص
"حي الحسين" أشهر الأحياء الأثرية التاريخية بمنطقة الجمالية بالقاهرة، يظل دائمًا فى قلب الأجواء الرمضانية ذات المذاق المصرى الخاص، أجواء احتفالية تمثلت فى استعدادات مكثفة بشراء السلع الرمضانية من ياميش "الفاكهة مجففة" ومكسرات، وتزيين المنازل والشوارع بالزينة والفوانيس.
وتظهر استعدادات حي الحسين بعرض المحلات لفوانيس وزينة رمضان، وإقبال المصريين على شراء المكسرات والياميش هو جزء أساسي من مائدة الشهر، وتستعد المقاهي والمناطق الآثرية لإقامة الخيام الرمضانية التى تنظم كل عام. وإن اختلفت هذا العام طبيعة السلع الرمضانية التي تقدمها المحلات، و درجات إقبال المصريين لشراء أنواع الياميش.
الفانوس المصري
تشهد المحلات التجارية بحي الحسين عودة للفانوس المصري المصنع محليًا من جديد، ويتحدث "حسين سلامة" أحد تجار فوانيس رمضان، بصوت يملؤه الحماس والفرحة، عن عودة الفوانيس المصنعة بأيدي مصرية.
ويقول سلامة الذى يعمل في المهنة منذ 10 سنوات: "بالرغم من ارتفاع الأسعار، لكن السنة دي أفضل لاختفاء الفوانيس المستوردة، وبداية لتشجيع المنتج المصري، إحنا محتاجين دفعة قوية للاقتصاد الوطني"، مشيدًا بتشجيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصناعة المحلية.
وبعد قرار الحكومة المصرية بمنع استيراد الفوانيس، بدأت ورش محلية في مدينة دمياط شمال مصر، تصنيع الفانوس المصري بأفضل الخامات.
وعن درجة إقبال المصريين، يؤكد سلامة على إقبال المشتري شراء الفانوس المصري، ورفضه لوجود الصيني مرة أخرى، بالرغم من عرض بعض التجار لفوانيس صينية قديمة تم تخزينها من العام الماضي، و تراوحت أسعارها من 35 - 60 جنيهًا مصريًا "الدولار امريكي يعادل 8.89 جنية مصري"، وتشهد المحلات ازدحامًا قبل بداية رمضان بأسابيع وتستمر لنهاية الشهر.
أشكال الفانوس المصري
ويعبر محمود حبيب الشاب الثلاثيني الذي ترك الوظيفة من أجل العمل في مهنة الأب والجد، عن سعادته لعودة الفانوس القديم، ويقول حبيب: "أنا خريج بكالوريس تجارة، فضلت العمل في تجارة الفوانيس، وكان نفسي في يوم ترجع مصر تنتج الفانوس بشكله الذي نعرفه".
وتنوعت أشكال الفانوس المصري وأسعاره، ومنها الفانوس المصنوع من "الصفيح" ويتراوح سعره من 35 إلى 300 جنيه، ويحدد على حسب الحجم، أما شكل الخيمية فهو شكل جديد يعود به الفانوس المصري، وتتراوح أسعاره من 25 - 150 جنيهًا، ويحظى بإقبال كبير على شرائه، مثل الفانوس الخشبي الذي تتراوح أسعاره من 20 إلى 150 جنيهًا.
كما يعود الفانوس النحاس بتصنيعه في ورش خان الخليلي، ويتميز بجودة الصنع مزود بشمعة، ويطلق عليه الفانوس "المعمر" ويمكن اقتنائه مدة طويلة، لذا يرتفع ثمنه من100جنيه للحجم الصغير إلى 300 حنيه، بالإضافة إلى الفانوس الزجاج المزخرف بألوان رائعة.
الياميش والبلح
ولم يكن حال تجار البلح كذلك، بل يرتسم على وجوهم ركود السوق، خاصة عند اكتفاء المارة بالسؤال عن الأسعار دون شراء، ويقول أحد تجار البلح، رافضًا ذكر اسمه " الإقبال ضعيف جدًا السنة دى، مع زيادة مصاريف الشحن لنقل البلح من أسوان جنوب مصر، يتضاعف السعر على التجار والزبائن".
ويتنوع هذا العام أنواع البلح، ويرفض التجار إطلاق أسماء المشاهير على البلح، ويعرف بنوع النخيل، وأفخر الأنواع يصل سعر الكيلو الواحد إلى 70 جنيهًا هو بلح "البرتمودة"، ويقسم التجار أنواع البلح إلى 4 مستويات، تتراوح الأسعار من 15- 50 جنيهًا، ومنها أنواع " السكوتي"، و" القنديلة"، و"الملكابي"، و" الشبح".
درجة إقبال المصريين
وتباينت آراء تجار الياميش حول درجة إقبال المصريين، ومدى تأثير حملات المقاطعة لشراء الياميش المستورد، ورأى البعض أن إقبال المشتري طبيعي مثل الأعوام السابقة، مشيرًا أن الأسعار ثابتة لم ترتفع.
في حين أكد آخرون على اختلاف السوق مع زيادة في الاسعار بجوالي 40% عن عام 2015، وأن بعض المحلات توقفت عن بيع المكسرات مثل الكاجو الذي تجاوز ثمنه 140 جنيهًا للكيلو الواحد، ووصل سعر الكيلو الواحد من اللوز، والندق، وعين الجمل من 130- 150 جنيهًا، وتجاوز سعر الفستق من 135-190 جنيهًا، وارتفع ثمن القراصيا إلى 150 جنيهًا، ووصل ثمن المشميشة 60 جنيهًا.
وتوقعوا زيادة الإقبال على جوز الهند، والزبيب، وقمر الدين السوري، فلم تتجاوز الأسعار 40 جنيهًا للكيلو الواحد، بينما قل الإقبال على قمر الدين المصري لم يتجاوز ثمنه 20 جنيهًا.
بينما رآي أحد البائعين جانب إيجابي في زيادة الأسعار، هو تعديل السلوك الشرائي وتغيير الثقافة الاستهلاكية لدى الكثيرين خاصة في شهر رمضان.
وأرجع محمد بربي، صاحب أحد المقاهي بالحي، السسبب وراء زيادة الأسعار إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، بالإضافة إلى استغلال التجار لرفع الأسعار بشكل غير طبيعي، ونظرًا لضعف حجم الاستيراد، لجأ الكثيرون من التجار لبيع ياميش ومكسرات مخزنة من العام الماضي، مما أدى لشراء المواطنين كميات قليلة من الياميش مقارنة بالعام الماضي.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg
جزيرة ام اند امز