كيف يرى الشارع السياسي في تونس مبادرة بعث حكومة وحدة وطنية؟
سياسيون تونسيون في تصريحات لـ"العين" يثمنون مبادرة السبسي ويقولون إن المرحلة الانتقالية تدار بالديمقراطية ليس الصناديق
بحث الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد ورئيس البرلمان التونسي محمد الناصر مقترحه تشكيل حكومة "وحدة وطنية" الذي أصبح الحديث الرئيسي في الشارع السياسي التونسي.
ومن جانبه قال اسكندر سهتال، عضو المجلس الوطني بنداء تونس، إن الجرأة لم تغب عن السبسي في إعلان مبادرة بعث حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على الخروج من الأزمة الاقتصادية و تأمين السلم الاجتماعي.
وأضاف سهتال في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن السبسي قام بالدفع نحو أن يكون الاتحاد التونسي للشغل واتحاد الأعراف شريكا فعليا للحكومة برفقة أحزاب وطنية لتسير العجلة الاقتصادية نحو الأفضل، لتقابل عدة أحزاب تونسية لمبادرته بالترحاب.
وأوضح سهتال أن حزب حركة نداء تونس أكد على أنه يثمن التفاعل الإيجابي لمختلف الأحزاب السياسية والمنضمات الوطنية مع هذه المبادرة.
وأشار إلى أن الحزب على استعداد لفتح حوار فوري مع كافة القوى الوطنية المعنية بهذه المبادرة، إذ شكلت الهيئة السياسية فرق عمل عهد لها تقييم الوضع الحالي وإعداد مشروع برنامج مفصل حول أهم الأولويات التي أشار لها سيادة الرئيس الجمهورية في مبادرته و هي: الحرب على الإرهاب، مكافحة الفساد، التنمية الجهوية، التشغيل، معالجة قضايا الشباب، التربية والتعليم والصحة.
وتوقع أن تكون الحكومة القادمة برئاسة رئيس حكومة ذي كاريزما بين أوساط الشعب ووقار وفريق حكومي شاب وكفء يتميز بالخبرة و الطموح.
فيما قال أسامة عويدات، عضو المكتب السياسي لحزب حركة الشعب التونسي، إن الحركة تابعت بكثير من الإهتمام مبادرة رئيس الجمهورية التونسية التي أطلقها عبر وسائل الإعلام العمومية والتي دعا من خلالها إلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية" على أنقاض حكومة الائتلاف الرباعي المنبثقة عن انتخابات أكتوبر 2014 والتي لم تشذ عن سابقاتها من حكوماتِ ما بعد الثورة في الفشل وعدم القدرة على الاستجابة للحد الأدنى من انتظارات المواطنين فضلاً عن استشراء الفساد وعودة المحسوبية.
وأضاف عويدات في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن حركة الشعب ومن موقع حرصها على تثبيت مبدأ الوحدة الوطنية وتكريس الحوار كآلية وحيدة للخروج من الأزمات المتتالية التي تعيشها البلاد بعيدا عن أوهام الأغلبية والأقلية وشرعية صناديق الاقتراع وإيمانًا منها بأن المراحل الانتقالية تُدار بمبدأ الديمقراطية التشاركية قامت بتثمين ما تضمنته مبادرة رئاسة الجمهورية من اعتراف صريح بفشل تجربة حكم الائتلاف الرباعي على كل الأصعدة وعجزه عن التخلص من معضلة المحاصصة الحزبية بدل بلورة برنامج حكم يستجيب لتحديات المرحلة الانتقالية بأبعادها الاجتماعية والسياسية والأمنية.
وأوضح أن مبادرة السبسي تعتبر المخرج الملائم على المدى المنظور من أزمة المصداقية التي انتهت إليها حكومة الائتلاف الرباعي الحاكم شريطة أن يصحبها حوار حقيقي يضبط أولويات المرحلة القادمة ويبلور البرنامج الذي ستتشكل على أساسه حكومة الوحدة الوطنية خاصة في مجالات التشغيل والتنمية والإصلاح الجبائي والحدّ من سياسة الدين من الخارج ورهن حاضر البلاد ومستقبلها للدوائر المانحة دولا وبنوكا وشركات ومقاومة الفساد والتصدي للإرهاب.
وأكد أن الحركة تعبر عن استعدادها للمساهمة، جنبا إلى جنب، مع المنظمات الوطنية وكل القوى التقدمية في بناء مشروع وطني توافقي ينهي حالة الارتجال والارتباك التي هيمنت على الأداء الحكومي طيلة سنوات ما بعد الثورة.
وشدد عويدات على أهمية حسن اختيار من ستناط بعهدته مسؤولية تشكيل وقيادة الفريق الحكومي المرتقب الذي يمتاز بالنزاهة والكفاءة وعدم التورط في خيارات وجرائم المراحل السابقة، موضحا أن حركة الشعب شعارها الدائم لا يهمها من يحكم و لكن كيف يحكم من هذا المنطلق تفاعلت مع مبادرة رئيس الدولة بالإيجاب.
وأكد على أن حركة الشعب قبل التفكير في المشاركة في حكومة وحدة وطنية تعبر عن استعدادها للمشاركة في حوار وطني لإنجاز مشروع حكومة وحدة وطنية و برنامجا لها يخرج بالدولة من حالة الارتباك والفشل التي عرفتها الحكومات المتعاقبة بعد الثورة على نظام بن علي.
يذكر أن رئاسة الجمهورية التونسية أعلنت في بيان لها أن السبسي بحث خلال لقاء مع الحبيب الصيد الوضع العام في الدولة التونسية ومقترح حكومة الوحدة الوطنية وضرورة توفير جميع أسباب نجاحها استجابة لمتطلبات المرحلة الحالية.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز