اتفاق مرتقب في غزة.. وقف إطلاق النار شهرين وإفراج فوري عن 10 رهائن

قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المفاوضات بين إسرائيل وحماس تقترب من التوصّل إلى اتفاق مرتقب يقضي بإطلاق سراح 10 رهائن بشكل فوري، مقابل هدنة لمدة شهرين.
وأوضح مصدر مطّلع على التفاصيل أن هناك زخمًا في المحادثات، واحتمال حدوث انفراجة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
ووفقًا للخطة، يُطلَق سراح عشرة رهائن أحياء على الفور، دفعة واحدة، بالتزامن مع وقف فوري لإطلاق النار لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين.
كما يتضمن المقترح أن تقدّم حماس، في اليوم العاشر من الصفقة، قائمة بأوضاع المختطَفين لديها، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا.
ولا تزال نقطة الخلاف تدور حول إطلاق سراح ما بين 200 و250 سجينًا فلسطينيًا.
وتُصرّ حماس على الحصول على ضمانات أمريكية أكثر أهمية تتعلق بإجراء نقاش حول إنهاء الحرب بالكامل، حتى في حال الاتفاق على وقف جزئي لإطلاق النار.
من جهتها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "تعتقد إسرائيل أن حماس ستسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح بعض المختطفين خلال الساعات المقبلة".
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: "استؤنفت المحادثات في الساعة الثانية ظهرًا. لقد رأوا حجم النيران التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على غزة، ويدركون أين سنهاجم وبأي قوة. هذه مناطق لم نعمل فيها سابقًا، ويجدون صعوبة في التعامل مع شدة القصف وفهم حجم القوات التي يسعى الجيش الإسرائيلي إلى الدفع بها إلى الميدان. لذلك، فهم يدركون أنه يجب التوصل إلى اتفاق يوقف هجوم الجيش الإسرائيلي".
بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "تقرر في ختام المشاورات أن يبقى الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة غدًا أيضًا"، بعدما كان من المقرر أن يعود إلى إسرائيل مساء اليوم.
وأضافت الصحيفة: "في المحادثات، تُطرح العروض أساسًا من الجانب الأمريكي، عبر المبعوث ستيف ويتكوف الذي عاد إلى الولايات المتحدة، ويشارك الآن عبر الهاتف ومكالمات الفيديو".
وتابعت: "اليوم، تُطرح صيغ مرنة لتجاوز العقبات، تنصّ من جهة على هدف إنهاء الحرب، لكنها لا تُلزم إسرائيل بعدم تجديد العمليات العسكرية في حال عدم التوصل إلى اتفاقات".
وأردفت: "أكد مصدر عربي أن الاتجاه الرئيسي في الدوحة يستند إلى خطة ويتكوف مع إدخال بعض التعديلات، وادعى أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أكثر جدية بعدم تجدد إطلاق النار من جانب إسرائيل إذا توقفت المفاوضات".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى مشاورات مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس بشأن المفاوضات الجارية ونشاطات الجيش على الأرض.
ومن المقرر أن ينعقد المجلس الوزاري الأمني المصغّر "الكابينت" يوم غد الأحد لاتخاذ القرار.
ونقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر في هذه المرحلة إبقاء فريق التفاوض في الدوحة لمواصلة المحادثات غير المباشرة مع حماس".
وأضاف أن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان سيتم تحقيق اختراق.
وقال مسؤول أمريكي كبير مطّلع على تفاصيل المحادثات للموقع إن تقدمًا قد تحقق في المفاوضات الجارية في الدوحة بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لكنه أشار إلى أن الأمر سيستغرق بضعة أيام أخرى لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن "استعداد حماس لاستئناف المفاوضات جاء نتيجة للهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على المخبأ الذي كان يقيم فيه رئيس الجناح العسكري لحماس، والذي أدى، بحسب المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، إلى تصفيته، أي محمد السنوار، فضلًا عن تحركات الجيش الإسرائيلي على الأرض لتوسيع العملية البرية في قطاع غزة، والضغوط الأمريكية على الأطراف".
مؤشرات
وفي مؤشر غير مباشر على حدوث تقدم في المفاوضات، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في بيان: "المرونة المفاجئة التي أبدتها حماس في المفاوضات ليست لأنها أصبحت فجأة مولعة بالسلام، بل لأن الحيش الإسرائيلي شدد قبضته. ولهذا السبب تحديدًا، ليس هذا وقت التراجع ومنح حماس فرصة لالتقاط أنفاسها والتعافي من جديد، بل يجب الضغط على دواسة البنزين حتى النهاية – حتى إخضاع حماس".
وأضاف: "لا يجوز تكرار الخطأ الجسيم الذي ارتُكب في الماضي عندما تم التراخي في إنذار الرئيس ترامب للإفراج الفوري عن جميع المختطفين".
وتابع: "علينا الدخول الآن بكل قوة إلى غزة وإنهاء المهمة – احتلال، السيطرة على الأرض، سحق العدو، وتحرير مختطفينا بالقوة".
وفي غضون ذلك، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تعميم على وسائل الإعلام الإسرائيلية: "كان رئيس الوزراء نتنياهو على اتصال مستمر طيلة اليوم مع فريق التفاوض في الدوحة، ومع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، من أجل ثني حماس عن رفضها والتقدم بصفقة لإطلاق سراح رهائننا. ويستمر هذا النشاط حتى خلال هذه الساعات".
وأضاف: "ومن أجل استنفاد الجهود لتحرير رهائننا، أصدر رئيس الوزراء تعليماته لفريق التفاوض بالبقاء في الدوحة في هذه المرحلة".