الإعلان عن وقف إطلاق النار في السويداء السورية.. وانتشار الشرطة العسكرية

أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الثلاثاء، عن وقف تام لإطلاق النار في مدينة السويداء، وذلك بعد أيام من اشتباكات أسفرت عن مقتل العشرات.
وشهدت محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين واحدة من أعنف المواجهات منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق بشار الأسد بين مسلحين وفصائل مسلحة درزية قبل تدخل القوات الحكومية.
ووفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن اشتباكات دارت أمس في الريف الغربي للسويداء، "بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء المدينة من جهة أخرى".
واليوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا): "إلى جميع الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء، نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، على أن يتم الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون".
وأضاف: "أصدرنا تعليمات صارمة للقوات الموجودة داخل مدينة السويداء بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من ضعاف النفوس".
وأشار أبوقصرة إلى أنه "سيتم البدء بتسليم أحياء مدينة السويداء لقوى الأمن الداخلي حالما يتم الانتهاء من عمليات التمشيط، لمتابعة ضبط الفوضى وعودة الأهالي لمنازلهم، وإعادة الاستقرار للمدينة".
كما وجهت وزارة الدفاع "ببدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين"، بحسب الوزير.
ما قبل وقف إطلاق النار
وكانت الاشتباكات قد تجددت اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع دخول القوات الحكومية السورية للمدينة، بعد ترحيب الهيئات الروحية للدروز.
وكانت هيئات روحية درزية دعت في بيانات، المقاتلين إلى تسليم سلاحهم وعدم مقاومة الجيش السوري، بينهم الشيخ الدرزي البارز حكمت الهجري الذي رحّب بدخول القوات الحكومية.
لكن الهجري سرعان ما استأنف ودعا إلى "التصدي" لما وصفها "الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة".
وقال في بيان مصور لاحق "رغم قبولنا بهذا البيان المذل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزل".
ولم يصدر حتى لحظة كتابة الخبر أي تعليق عن الهيئات الروحية للدروز بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته وزارة الدفاع.
وتزامنا مع دخول القوات الحكومية للسويداء، اليوم، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الطيران الإسرائيلي استهدف المدينة.
ويوم أمس، أعلنت تل أبيب أنها هاجمت "دبابات عدة" في المنطقة، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت لاحق من استهداف الدروز.
ومنذ مايو/أيار الماضي، يتولى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو.