دخلت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، الخميس، يومها الـ64، وسط تصاعد في المواجهات بالعديد من نقاط التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتسفر حصيلة اليوم -بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني- عن استشهاد فلسطينييْن وإصابة 71 واعتقال 37.
وقال مراسل بوابة العين، إن شابًّا استشهد صباحًا بعد تنفيذ عملية فدائية أدت لإصابة جندي، فيما استشهد شاب آخر مساءً، بعد تنفيذ عملية طعن أدت لإصابة جندي من حرس الحدود الإسرائيلي بجروح خطيرة.
والمشهد المميز للانتفاضة الفلسطينية الثالثة هو استخدام السكين في طعن الجنود، وهو ما أعطاها اسم "انتفاضة السكاكين"، بينما يفضل البعض تسميتها بـ"انتفاضة القدس"؛ لأنها اندلعت بسبب تجاوزات الاحتلال في القدس.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، إن الشاب الذي استشهد مساءً طعن شرطيًّا من حرس الحدود قرب باب العامود في القدس، قبل أن يطلق جنود الاحتلال النار نحوه ويردوه قتيلًا. ولم تعرف هوية الشاب الذي شوهدت جثته ملقاة على الأرض حتى الآن.
ويقول مراسل العين، إن قوات الاحتلال أقدمت على تعرية الشهيد بشكل مهين أمام جمع من المستوطنين المتطرفين في المكان، وتناقلت الصور وسائل الإعلام العبرية.
وهرعت إلى المكان قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال التي شرعت في حملة تمشيط واسعة بعدما أعلنت أنها تشتبه بوجود شخص آخر ساعد المنفذ على الوصول إلى المكان.
حي النقار شمال الضفة
واندلعت في هذه الأثناء مواجهات مسائية في العديد من نقاط التماس مع قوات الاحتلال بالضفة الغربية، كان أشدها في حي النقار بقلقيلية شمال الضفة.
وقالت مصادر محلية، إن وحدات من جيش الاحتلال اقتحمت الحي، وسط مواجهات مع المواطنين الذين رشقوها بالحجارة والزجاجات الفارغة، وهو أمر بات يتكرر يوميًّا تقريبًا.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها قدمت الإسعاف إلى 71 مصابًا في الضفة اليوم، بينهم 7 إصابات بالرصاص الحي، و4 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و60 إصابة بالغاز المسيل للدموع.
واندلعت مواجهات عنيفة في بلدة أبو ديس بالقدس، أدت إلى إصابة شاب بالرصاص الحي، و5 آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق.
واندلعت المواجهات عقب الإعلان عن استشهاد مازن عريبة (37 عامًا) وهو ضابط في جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي استشهد برصاص الاحتلال بعد تنفيذه عملية أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة على حاجز حزما الإسرائيلي الواقع شمال مدينة القدس المحتلة ظهر اليوم.
وهذا هو أول ضابط فلسطيني ينفذ عملية ضد قوات الاحتلال منذ بدء الانتفاضة مطلع أكتوبر الماضي.
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة، إن عريبة أطلق النار على الجنود الإسرائيليين بحاجز حزما شمال القدس، ما تسبب بإصابة أحد الجنود، قبل أن يجري إطلاق النار تجاهه وقتله.
وأعلنت القوى الوطنية الحداد والإضراب 3 أيام حدادًا على روح الشهيد في بلدة أبو ديس مسقط رأس الشهيد، وكذلك العيزرية شمال شرق القدس المحتلة، مشيرة إلى تجمع المواطنين في منزل الشهيد.
قائمة المعتقلين تتزايد
وفي ساعات المساء، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة قباطية جنوب جنين، بعد استدعائهم إلى معسكر سالم.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين أحمد زياد صادق نزال (27 عامًا)، وتوفيق فيصل نزال (30 عامًا)، بعد تسليم ذويهم بلاغًا لمراجعة مخابراته في معسكر سالم ، وهو ما يرفع عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ فجر اليوم إلى 37 شخصًا، بعد أن كانت الإحصائية حتى الصباح تتحدث عن 20 معتقلًا، بعد يوم جرى فيه اعتقال 39 آخرين.
وبحسب مصادر محلية، فإن شهداء اليوم الخميس يرفعون حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بداية الانتفاضة في الأول من أكتوبر الماضي ليصل عددهم إلى 110 شهداء بينهم 24 طفلًا و5 سيدات، مقابل 20 إسرائيليًّا قتلوا في 180 عملية تنوعت بين الطعن بالسكين، والدهس بالسيارة، وإطلاق الرصاص.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز