تضارب الأنباء حول «توغل بري» إسرائيلي في غزة.. و«نزوح» نحو نصف سكان المدينة

ما إن غادر وزير الخارجية الأمريكي، إسرائيل، حتى أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن بدء عملية مكثفة في غزة، وذلك بعد ليلة عصيبة شهدتها مدينة "المليون".
ولدى وصوله للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد، اليوم الثلاثاء، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل شنت عملية مكثفة في غزة.
وقال نتنياهو لقضاة المحكمة المركزية الذين ينظرون في تهم الفساد ضده: "بدأنا عملية مكثفة في غزة. دولة إسرائيل في مرحلة حاسمة من هذا الصراع، وهذا له تبعات".
وأضاف: "اليوم اختل التوازن تماما. هناك مطالب غير منطقية. في هذا اليوم تحدث أمور في غاية الأهمية لا أستطيع التوسع فيها. أن يُطلب من رئيس وزراء إسرائيل أن يكون هنا من التاسعة والنصف صباحا حتى السادسة مساء – هذا غير منطقي".
توغل بري أم جس نبض؟
وفيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية مثل "يديعوت أحرونوت" و"معاريف"، عن توغل بري، نفت هيئة البث الأمر، مكتفية بالحديث عن عملية مكثفة، دون المزيد من التفاصيل لاسيما حول طبيعة العملية.
وكانت "يديعوت أحرونوت" قد ذكرت أنه أُبلغ عن وجود دبابات في شارع الجلاء بوسط المدينة، مما أثار حالة من الذعر وفرارا جماعيا.
لكن هيئة البث الإسرائيلية نفت وجود آليات عسكرية داخل المدينة.
من جهتها، ذكرت صحيفة "معاريف" أنه "من المفترض أن تشارك قوات كبيرة في المناورة البرية على أساس أربع فرق: 36 و 98 و 99 و 162".
وقالت: "سيقوم الجيش الإسرائيلي بتشغيل مجموعة كاملة تقريبا من الألوية النظامية، بالإضافة إلى عدة ألوية احتياطية. من بين الألوية التي ستعمل: الألوية المدرعة الثلاثة النظامية - 7 و 401 و 188".
ولفتت إلى أنه من المتوقع أن تستغرق المناورة وقتا طويلا.
ماذا يحدث؟
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن عملية احتلال مدينة غزة دخلت مرحلتها المكثفة.
وقالت "أمس قُبيل الساعة العاشرة ليلا، بدأت قوات من الفرقتين 98 ו-162 بالتحرك نحو احتلال مدينة غزة، وذلك بالتوازي مع غارات واسعة النطاق لسلاح الجو. عملية “مركبات جدعون 2" دخلت مرحلتها المكثفة بتوجيه من المستوى السياسي.".
وأوضحت أن " القوات دخلت إلى مشارف مدينة غزة، كنقاط انطلاق تمهيدا للتقدم داخل المدينة. التقارير الصادرة من غزة حول وجود دبابات وناقلات جند مدرعة داخل المدينة غير صحيحة. فرقة إضافية، هي الفرقة 36 – الثالثة في التعداد – من المتوقع أن تنضم للقتال خلال الأيام القريبة".
ووفق المصدر فإن "الأسلوب المتبع يتمثل في دخول تدريجي مع نيران كثيفة لمرافقة القوات، كما جرى الليلة الماضية، ومصادر في الجيش الإسرائيلي تقول إن المبدأ سيبقى: أولوية لأمن القوات على حساب سرعة التقدم".
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن مدينة غزة فيها "نحو 2000 مسلح يشكّلون النواة الصلبة، إلى جانب آخرين."
الجيش يتحدث عن "مرحلة جديدة"
وفي أول تأكيد عسكري على أن العملية العسكرية ضد غزة دخلت مرحلة جديدة، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه في إكس: "بدأ الجيش تدمير بنى حماس التحتية في مدينة غزة".
وأخطر السكان بالقول "تعتبر مدينة غزة منطقة قتال خطيرة فالبقاء فيها يعرضكم للخطر. انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد إلى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة من خلال المركبات أو سيرًا على الأقدام".
وتابع أدرعي: "انضموا إلى أكثر من 40% من سكان المدينة الذين انتقلوا من المدينة".
ولم يتطرق الجيش حتى اللحظة إلى أية توغل بري في المدينة.
غزة "تحترق"
واستبقت العملية العسكرية المكثفة، تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح الثلاثاء، قال فيها إن مدينة غزة "تحترق".
وتأتي العملية بعد أيام من تكثيف الجيش الإسرائيلي من قصفه لمناطق متفرقة في مدينة غزة، واستهداف الأبراج الشاهقة. وكذلك بعد مغادرة وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو، البلاد.
كما أنها تأتي بعد ليلة عصيبة عاشها سكان المدينة، حيث شنّ الجيش الإسرائيلي قصفا عنيفا ومتواصلا، بعدما تحول معظمها إلى أنقاض بعد نحو عامين من الحرب، منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفاد سكان في غزة، بشن غارات جوية مكثفة شمال غرب المدينة وجنوبها خلال الليل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ووفق "يديعوت أحرونوت"، غادر أكثر من 350 ألف فلسطيني المدينة، وذلك بحلول مساء الإثنين. ويتوقع مسؤولو الأمن الإسرائيليون تزايد النزوح مع استمرار التقدم.
وركزت غارات الليلة الماضية على ثلاثة أحياء رئيسية: الشيخ رضوان، والكرامة، وتل الهوى، وسط حديث عن 37 غارة جوية نُفذت خلال 20 دقيقة. وسُمع دوي انفجارات القصف في أماكن بعيدة داخل إسرائيل مثل تل أبيب ومنطقة شارون.
تحذير روبيو
وقبيل مغادرته إسرائيل متوجها إلى قطر، حذر روبيو بأن حركة حماس أمامها "مهلة قصيرة جدا" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال للصحفيين "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جدا للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع".