«توغل بري» إسرائيلي في غزة.. و«نزوح» نحو نصف سكان المدينة

ما إن غادر وزير الخارجية الأمريكي، إسرائيل، حتى أعلنت إسرائيل عن الشروع بعملية برية واسعة النطاق، في غزة، وذلك بعد ليلة عصيبة شهدتها مدينة "المليون".
وفي بيان تلقى مراسل العين الإخبارية" نسخة منه، قال الجيش الإسرائيلي: "خلال الساعات الـ24 الأخيرة، شرعت قواتنا النظامية والاحتياطية من الفرق 98، 162، و36 بعملية برية واسعة في أرجاء مدينة غزة في إطار عملية "عربات جدعون 2".
وتزامنا مع ذلك، أضاف الجيش، "تعمل قوات الفرقة 143 في منطقة التأمين مقابل بلدات النقب الغربي، وتنفذ عمليات هجومية في منطقتيْ رفح وخان يونس (جنوبي قطاع غزة)، بينما تتحرك قوات الفرقة 99 في شمال القطاع".
وأشار إلى أن "الأنشطة الهجومية في إطار العملية، واسعة النطاق ومكثفة وتشكل امتدادا مباشرا لإنجازات عربات جدعون، وذلك بهدف تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة".
ويأتي إعلان الجيش بعد وقت قليل من تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لدى وصوله للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد، اليوم الثلاثاء، قال فيها إن إسرائيل شنت عملية مكثفة في غزة.
وكانت أنباء قد تضاربت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، حول طبيعة العملية، حيث تحدثت بعضها عن توغل بري، في وقت نفت أخرى ذلك وقالت أنها عملية مكثفة تمهيدا للدخول إلى المدينة.
ماذا يحدث؟
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن عملية احتلال مدينة غزة دخلت مرحلتها المكثفة.
وقالت "أمس قُبيل الساعة العاشرة ليلا، بدأت قوات من الفرقتين 98 ו-162 بالتحرك نحو احتلال مدينة غزة، وذلك بالتوازي مع غارات واسعة النطاق لسلاح الجو. عملية “مركبات جدعون 2" دخلت مرحلتها المكثفة بتوجيه من المستوى السياسي.".
ووفق المصدر فإن "الأسلوب المتبع يتمثل في دخول تدريجي مع نيران كثيفة لمرافقة القوات، كما جرى الليلة الماضية،
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن في مدينة غزة "نحو 2000 مسلح يشكّلون النواة الصلبة، إلى جانب آخرين."
نزوج جماعي
وصباح اليوم، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه في إكس: "بدأ الجيش تدمير بنى حماس التحتية في مدينة غزة".
وأخطر السكان بالقول "تعتبر مدينة غزة منطقة قتال خطيرة فالبقاء فيها يعرضكم للخطر. انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد إلى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة من خلال المركبات أو سيرًا على الأقدام".
وتابع أدرعي: "انضموا إلى أكثر من 40% من سكان المدينة الذين انتقلوا من المدينة".
غزة "تحترق"
واستبقت العملية البرية، تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح الثلاثاء، قال فيها إن مدينة غزة "تحترق".
وتأتي العملية بعد أيام من تكثيف الجيش الإسرائيلي من قصفه لمناطق متفرقة في مدينة غزة، واستهداف الأبراج الشاهقة. وكذلك بعد مغادرة وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو، البلاد.
كما أنها تأتي بعد ليلة عصيبة عاشها سكان المدينة، حيث شنّ الجيش الإسرائيلي قصفا عنيفا ومتواصلا، بعدما تحول معظمها إلى أنقاض بعد نحو عامين من الحرب، منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفاد سكان في غزة، بشن غارات جوية مكثفة شمال غرب المدينة وجنوبها خلال الليل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ووفق "يديعوت أحرونوت"، غادر أكثر من 350 ألف فلسطيني المدينة، وذلك بحلول مساء الإثنين. ويتوقع مسؤولو الأمن الإسرائيليون تزايد النزوح مع استمرار التقدم.
وركزت غارات الليلة الماضية على ثلاثة أحياء رئيسية: الشيخ رضوان، والكرامة، وتل الهوى، وسط حديث عن 37 غارة جوية نُفذت خلال 20 دقيقة. وسُمع دوي انفجارات القصف في أماكن بعيدة داخل إسرائيل مثل تل أبيب ومنطقة شارون.
تحذير روبيو
وقبيل مغادرته إسرائيل متوجها إلى قطر، حذر روبيو بأن حركة حماس أمامها "مهلة قصيرة جدا" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال للصحفيين "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جدا للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع".