إنجاز علمي لمكافحة التغير المناخي.. تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى حجر
العلماء والمهندسون أعربوا عن ذهولهم من هذا التحول السريع للغاز إلى صلب في عامين فقط، بالمقارنة مع مئات أو آلاف السنين التي كانت متوقعة.
فيما يعد إنجازًا يحمل بشرى سعيدة أمام المخاوف من تأثير التلوث والتغيرات المناخية، نجحت تجربة جديدة في تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى حجر الأمر الذي يجعلها وسيلة أرخص وأكثر أمنًا لدفن انبعاثات الغازات الضارة تحت الأرض بدلًا من تخزينها كغاز.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التجربة أجريت في أيسلندا وقام خلالها المهندسون والعلماء بضخ ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض الذي تحول بسرعة إلى حجر، الأمر الذي يجعله طريقة جذرية جديدة لمعالجة تغير المناخ.
ويقدم هذا المشروع الفريد من نوعه وسيلة أرخص وأكثر أمنًا لدفن ثاني أكسيد الكربون المتخلف من الوقود الأحفوري الذي يحترق تحت الأرض؛ حيث لا يمكنه أن يزيد من درجة حرارة الكوكب.
ويعتقد أن هذه الطريقة التي أطلق عليها طريقة "التقاط وتخزين الكربون" أنها ضرورية لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن بعض المشاريع القائمة على تخزين ثاني أكسيد الكربون كغاز والمخاوف بشأن التكاليف والتسرب المحتمل قد أوقفت بعض الخطط.
وبموجب التجربة الجديدة تم ضخ ثاني أكسيد الكربون في الصخور البركانية تحت أيسلندا وتسريع العملية الطبيعية؛ حيث يتفاعل البازلت مع الغاز لتشكيل معادن الكربونات، التي تشكل الحجر الجيري.
وأعرب العلماء والمهندسون عن ذهولهم من هذا التحول السريع للغاز إلى صلب وفي عامين فقط، بالمقارنة مع مئات أو آلاف السنين التي كانت متوقعة.
وقال المهندس يورج ماتر، في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة، والذي قاد الدراسة التي نشرت في مجلة ساينس العلمية: "نحن بحاجة للتعامل مع ارتفاع انبعاثات الكربون، وهذا هو الحل الدائم للتخزين وهو إعادتها إلى شكل حجر".
وقال ماتر إن الشيء الوحيد الذي أعاق ظهور هذه التجربة في وقتها هو عدم اتخاذ إجراءات واضحة من قبل السياسيين، مثل وضع سعر على انبعاثات الكربون".
وأضاف أنه تم بالفعل زيادة مساحة المشروع في أيسلندا في نطاق لدفن ١٠ آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة، والصخور البازلتية المستخدمة شائعة في جميع أنحاء العالم، والتي تشكل أرضية جميع المحيطات وأجزاء من الأرض أيضًا.
وأشار إلى أن العلماء يفكرون في المستقبل في استخدام هذا الأمر لمحطات توليد الكهرباء في أماكن بها الكثير من البازلت.
وذكر علماء آخرون من فريق البحث ومن جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة أن اختبارات مماثلة بدأت في نهر البازلت كولومبيا، وهي تعتبر مساحات تخزين واسعة في واشنطن وأوريجون في الولايات المتحدة.
وتمتلك الهند، التي لديها العديد محطات الطاقة بالفحم الملوثة للبيئة، العديد من مساحات البازلت في منطقة مصائد ديكان. لكن هناك أحد التحديات المحتملة لهذه التقنية الجديدة وهو أنه يتطلب كميات كبيرة من الماء؛ أي ٢٥ طنًا لكل طن من ثاني أكسيد الكربون المدفون. لكن العلماء أكدوا أنه يمكن استخدام مياه البحر، والتي ستكون مصدر إمدادات وفيرة في المواقع الساحلية. ويوجد مصدر آخر وهو الميكروبات الجوفية التي قد تفكك الكربون إلى غاز الميثان، وهو غاز الانبعاثات الضارة القوي.