هل محاصيل بلادك "أجنبية" أم "أصلية"؟
دراسة حديثة تكشف أن النباتات التي تنمو في تربة بلادك غالبا ما تكون "أجنبية" ولها أصول أخرى
أثبتت دراسة جديدة شارك فيها عددٌ من الباحثين حول العالم إلى أن الدول التي تعتمد على محاصيل تعود أصولها إلى دول أخرى قد تقع أحيانا في أجزاء أخرى مختلفة تماما من العالم، وأن العلاقات المتشابكة بين أنظمة الغذاء العالمية مستمرة في النمو.
فمن المعروف أن العديد من الأغذية المشهورة في دول محددة لا تعود أصولها إلى هذه الدول، وإنما حملها المسافرون والتجار في مرحلة ما من الزمن، مثل الطماطم المرتبطة عادة بإيطاليا ولكن تعود أصولها الحقيقية إلى الأمريكيتين.
وقال كبير الدراسة والخبير البيئي كولن خوري، إن الهدف من الدراسة هو معرفة أصول النباتات التي بات بينها وبين الإنسان علاقة عميقة ومتجذرة.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن هذا السؤال مهم في العالم الذي يتعرض فيه الأمن الغذائي إلى تهديد متزايد بسبب النمو السكاني السريع ومجموعة متنوعة من التحديات البيئية، وخاصة تأثيرات التغييرات المناخية.
ومن خلال إلقاء الضوء على الترابط بين الأنظمة الغذائية العالمية، تؤكد الدراسة أهمية حماية تنوع المحاصيل المزروعة في جميع أنحاء العالم.
وحللت الدراسة أكثر من 100 محصول في 177 دولة، باستخدام بيانات من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عن الأغذية الموردة أو المنتجة في كل دولة، وخلصت النتائج إلى أن حوالي 69% من الأغذية الموردة والمنتجة "أجنبية" أي تعود أصولها إلى مناطق أخرى.
وبالعودة إلى بيانات من الخمسين سنة الماضية، وجد الباحثون أيضًا أن هذه الروابط ازدادت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، مع حدوث زيادة بعينها في استخدام المحاصيل الأجنبية في إفريقيا وأمريكا الوسطى وأجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية.
وبصورة عامة، فكل دولة متضمنة في الدراسة تعتمد على محاصيل أجنبية إلى حد ما، على الرغم من أن درجة الاعتمادية تختلف من دولة إلى أخرى.
كما وجدت الدراسة أن أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزلندا ومناطق محددة في إفريقيا وأوروبا ومنطقة البحر الكاريبي من بين تلك المناطق التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المحاصيل الأجنبية؛ وقد يكون ذلك لأنها تقع نسبيًا بعيدًا عن العديد من مناطق التنوع حول العالم حيث تُتنج المحاصيل الأساسية.
ومن جانب آخر، فالدول الأكثر قربًا من مناطق التنوع تميل إلى امتلاك نسبة أكبر من المحاصيل المحلية في غذائهم، وتشمل بعض المناطق الرئيسية للتنوع في العالم والتي تعد موطنًا لأكبر عدد من المحاصيل الشهيرة، دول آسيا وجنوب شرق أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط وأمريكا الجنوبية الاستوائية.
وقال خوري رئيس الدراسة إن الفكرة الأساسية للبحث هي أهمية حماية تنوع المحاصيل في جميع أنحاء العالم؛ لأن الأغذية التي تعود أصولها إلى مكان واحد قد تصبح أساسية في مكان آخر في يوم من الأيام.
ويؤمن خبراء البيئة أن الحفاظ على مجموعة واسعة من النباتات المتنوعة وراثيًا، قد يساعد العلماء في العمل على تكاثر أنواع صامدة من المحاصيل في المستقبل، وهي تلك الأنواع التي يمكن أن تنمو في أماكن مختلفة عديدة وتتحمل التغييرات المناخية الشديدة وتقاوم الأمراض.
وفيما يتعلق بهذا الشأن، نصت اتفاقية دولية في 2001 على أنه يجب على الدول تشارك فوائد الأبحاث الوراثية على المحاصيل، وذلك إدراكًا للأهمية البالغة لمثل هذه المعلومات للأمن الغذائي العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت بعض الدول بنوكا للبذور وأماكن آمنة لتخزين البذور؛ لأغراض بحثية وفي حالة تعرض محاصيل منطقة للدمار البالغ نتيجة حدوث كارثة سواء كانت اندلاع حرب أو ظهور طقس كارثي.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز