"العين" ترصد 5 إعلانات أثارت الجدل وأغضبت المصريين في رمضان
بالتزامن مع بدء الشهر الكريم أغرق المعلنون الفضائيات بعشرات الإعلانات الجديدة، التي احتوت على مبدأ قليل من الإبداع كثير من الابتذال
تعتبر شركات الدعاية والإعلانات شهر رمضان موسما ذهبيا لفرض سيطرتها على الشاشات وجني الملايين بسبب ارتفاع نسب المشاهدة وإقبال الجمهور على متابعة عشرات المسلسلات والبرامج الجديدة.
ولأن الفضائيات اعتمدت مبدأ إتاحة المشاهدة المجانية دون اشتراكات –كما هو الحال مع نظام الباقات- فلا بد أن تكون الإعلانات كرتها الرابح خلال العام وبالأخص شهر رمضان.
بالتزامن مع بدء الشهر الكريم أغرق المعلنون الفضائيات بعشرات الإعلانات الجديدة، التي احتوت على مبدأ قليل من الإبداع كثير من الابتذال، ولفت نظر الجمهور الإيحاءات الجنسية المتكررة، والمعلومات المغلوطة، وبعض الألفاظ المتحرشة، دون مراعاة للذوق العام وحرمة الشهر الفضيل.
تقليد أعمى
ويرى حسن عماد مكاوي وكيل المجلس الأعلى للصحافة وعميد كلية إعلام القاهرة الأسبق، أن الإعلانات والبرامج المذاعة خلال شهر رمضان تعبر عن حالة انحدار القيم والعادات نتيجة الانفلات الإعلامي في مصر.
وقال مكاوي لـ بوابة "العين" الإخبارية اليوم السبت: "أصبح هذا النوع من الإعلانات مستشريا في الفضائيات المصرية، نتيجة الانفلات والقوانين التي لا تزال غير مفعلة، ونتيجة طبيعية للعشوائية التي يحياها الإعلام".
وأضاف "للأسف هذا النوع يعبر عن مدى سيطرة الإعلان على المحتوى الإعلامي في مصر والخروج عن المألوف في الإعلام المرئي، ويعد مؤشرا خطيرا للانحدار بالذوق العام لدى الصغار والكبار أيضا".
وأوضح مكاوي أن هناك إجراءات قانونية يمكنها منع هذا الشكل، لكنها غير مفعلة للتطبيق.
وأشار أن مشكلة متابعة هذا الشكل انتشار الجهل وعدم الوعي لدى كثير من المواطنين المتابعين لها، ومحاولة تقليدها بطريقة عمياء، باعتبارها نموذجا يحتذى به.
وأكد مكاوي أن هدف شركات الإعلان من وراء نشر هذا المحتوى المخالف، الوصول إلى أكبر قدر للمبيعات وتحقيقات أرباح طائلة، على حساب القيم والذوق العام.
الاعتداء على القيم
من جهته يؤكد الدكتور سامي عبد العزيز الخبير الإعلامي وعميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، أن المعلنين لا يعرفون كيف يبدعون دون أن يعتدوا على قيم المجتمع المصري.
وقال عبد العزيز لـ بوابة "العين" الإخبارية إن "التجاوزات ستظل موجودة ما دامت القوانين غير ملزمة للتفعيل، وليس من المعقول أن تخرج هذه الإعلانات بهذا الشكل الجارح، ومن المؤكد أن الإعلانات تنعكس بالسلب على العلامة التجارية المعلن عنها".
وأضاف "هناك فرق أن تلفت نظري وأن تمتلك مشاعري، وما أسهل أن تجذب نظري لكن ما أصعب أن تحصل على ثقتي".
ويرى عبد العزيز أن جهاز حماية المستهلك يقع على عاتقه مسؤولية التدخل، خاصة لو كانت هناك معلومات مغلوطة كما حدث في إعلانات إحدى شركات الألبان.
ما سبب الجدل؟
أحد الإعلانات المثيرة للجدل لشركة ألبان قررت تقديم المنتج بطريقة احتوت على ألفاظ خادشة للحياء مثل كلمة "الدندو" التي تشير إلى صدر المرأة، جاءت على لسان مجموعة من الأطفال، فضلا عن احتواء الإعلان على معلومات مغلوطة، ونفاها بعض الأطباء في مداخلات هاتفية مع بعض البرامج الفضائية، أكد فيها أن تناول اللبن البقري ممنوع بقرار منظمة الصحة العالمية وجمعية أطباء الأطفال الأمريكية، على عكس ما يروج الإعلان.
الأمر لم يقتصر فقط على الإيحاءات، بل تجاوز العنصرية لصالح الذكور، وهو ما ظهر في إعلان إحدى شركات المياه الغازية التي روجت إلى انحصار الرجولة في الأشخاص الذي يشربون منتجها دون غيرهم.
إعلان آخر لشركة ملابس داخلية حمل إيحاءات وألفاظ تروج للتحرش، واحتوى على جمل خادشة مثل "من بره زنقة ومن جوه مرتاح" و "الراعي الرسمي للقعدة المصري"، فضلا عن إشارات تحتوي على معاكسات، خاصة مشهد الفتيات داخل صالات الجيم.
واحتوى إعلان آخر لشركة شهيرة للدجاج واللحوم المجمدة، على ألفاظ عامية وأمثال دراجة في المجتمع المصري، لا تتوافق مع الذوق العام.
ولم تخلُ الإعلانات أيضا من التحيز لأحد الأندية الرياضية الشهيرة في مصر وهو ما حدث مع إعلان إحدى شركات المحمول التي تحيزت للنادي الأهلى المصري واستفزت جمهور الزمالك برقم "6" وهو الرقم الذي حسم إحدى المباريات الشهيرة للنادي الأهلي أمام الزمالك.
في المقابل استحسن الجمهور بعض الإعلانات التي لفتت انتباهه مثل إحدى الإعلانات شركات المحمول التي غنت له المطربة السورية أصالة وبث مضمونه روح الأمل والتفاؤل والمرح، وسارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تداوله.
إعلان أيضا ظهر فيه الرئيس السيسي برفقة الحاجة زينب التي تبرعت بجزء من أموالها لمصر، في إشارة إلى جمع التبرعات لصالح صندوق "تحيا مصر".
ولوحظ تغيب الحملات الإعلانية لدى بعض شركات المياه الغازية خلال موسم رمضان، والتي اشتهرت في المواسم السابقة وجذبت قطاعا عريضا من الجمهور في السنوات الأخيرة، بعد أن اتخذت نمط النوستالجيا والحنين إلى الماضي وبالأخص ذكريات التسعينيات من القرن الماضي.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز