"نيويورك" الفائز الأول في سباق ترامب وكلينتون للبيت الأبيض
المنافسة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب ستسفر عن فوز أول نيويوركي بالرئاسة الأمريكية منذ 72 عاما
قد يكون الأمر المؤكد الوحيد في المنافسة بين الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب هو وصول نيويوركي إلى البيت الأبيض للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
ففي 20 يناير/كانون الثاني 2017، سيقسم أحدهما اليمين ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة: إما ابنة المدينة بالتبني التي مثلتها مرتين في مجلس الشيوخ، أو رجل الأعمال الثري في مانهاتن.
وللمرة الأولى منذ 72 عاما، يتواجه مرشحان من نيويورك في انتخابات عامة منذ فوز فرانكلين روزفلت على حاكم المدينة الجمهوري توماس ديوي في 1944.
وكلينتون وترامب شخصيتان مختلفتان جدا كانت تربط بينهما علاقات اجتماعية من قبل لكنهما عدوان سياسيان حاليا. لكنهما قادمان من مكان واحد في هذا البلد الذي يضم 4 مناطق توقيت.
وقد يكون أحد اسباب ذلك قوة الجذب التي تتمتع بها نيويورك.
وقالت شارين اوهالوران استاذة الاقتصاد السياسي والدولي والعلاقات العامة في جامعة كولومبيا إن "نيويورك تجذب الاشخاص الجريئين جدا الذين يتمتعون بكفاءة عالية وأداء عال".
وأكد ويل ليو (30 عاما) الذي يعمل في قطاع المال "في بعض الأحيان يجب أن تتمتع بصفات لا يملكها سوى النيويوركي". وأضاف "أعرف أن من ينجح هنا ينجح في كل مكان آخر".
تأييد لكلينتون
قد يكون السبب الآخر هو التنوع. فنيويورك أكبر مدينة في البلاد تحكى فيها أكثر من 200 لغة و35 % من سكانها البالغ عددهم 8.55 مليون نسمة، مولودون خارج الولايات المتحدة.
وتشكل كلينتون التي أطلقت حملتها التاريخية لتصبح أول امرأة تتولى قيادة القوات الأمريكية من أمام نصب فرانكلين روزفلت في نيويورك، نموذجا للنخبة الديموقراطية المثقفة في الولاية.
وانتخبت نيويورك كلينتون المولودة في ايلينوي ودرست المحاماة في آيفي ليغ، ممثلة لها في مجلس الشيوخ مرتين مما سمح لها بالخروج من ظل زوجها الذي اتاح لها ان تكون السيدة الأولى في البيت الابيض والسيدة الأولى في اركنسو قبل ذلك.
أما ترامب، فقد جاء من قطع العقارات العالمي في مانهاتن ويعد من المشاهير ومقدم أحد برامج تلفزيون الواقع في الماضي. وقد احتلت قضايا طلاقه الصاخبة وآرائه عناوين الصحف الصفراء.
ويمكن اعتبار ترامب ليبراليا إلى حد في القضايا الاجتماعية ومحافظا في المسائل الاقتصادية، كما قالت اوهالوران.
لكن بينما تتمتع كلينتون بتأييد ناخبين في نيويورك، لا يلقى ترامب هذا الدعم. فناطحات السحاب التي يملكها في مانهاتن تزين نيويورك لكنه خسر الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في مانهاتن امام خصمه المعتدل جون كاسيك.
وبدلا من ذلك، يتحدث ترامب إلى البيض من الطبقة العاملة من الجمهوريين الذين يشعرون باستياء كبير. وهو يتمتع بالتأييد في بعض الاحياء لكن نيويورك بشكل عام ديموقراطية منذ حوالى 30 عاما.
صدفة
عدد الناخبين الديموقراطيين المسجلين في نيويورك اكبر بمرتين من عدد الجمهوريين لكنها تضم مناطق محافظة تمنع اي ديموقراطي متطرف من الفوز، وهذا ما ساعد كلينتون على صقل قدراتها الانتخابية.
وقالت اوهالوران لوكالة فرانس برس "لكسب موقع في السياسة في ولاية نيويورك يجب ان تكون قادرا على تجاوز الخطوط لتحقيق الفوز وهذا تمرين مهم لمرشح رئاسي محتمل".
على الصعيد الوطني، تشكل نيويورك مصدرا مهما للتبرعات للحملات السياسية وهي مؤثرة جدا بصفتها مقرا لوسائل الاعلام الليبرالية.
وفي حال تقدم ترامب وحقق ما لم يكن أحد يتصوره بفوزه في الانتخابات في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، فسيكون أول رئيس مولود في نيويورك منذ تولي تيودور روزفلت السلطة في 1901.
وكان تيودور روزفلت الذي يحمل احد أحفاد ترامب اسمه الأول، ثريا أيضا وعرف بحبه للحياة. وإذا انتخب ترامب فسيكون أكبر الرؤساء سنا عند انتخابه، بينما كان تيودور روزفلت حينذاك الأصغر سنا.
ورأى ستيفن هيس من معهد بروكينغز ان مدينة كلينتون وترامب ستختار أحدهما "لكن هذا لا يعني أي شئ". وأضاف لفرانس برس أن الأهم هو أن كلينتون هي أول سيدة ترشح عن حزب كبير وترامب هو مرشح غير عادي لحزب، ولا يتمتع بأية خلفية سياسية.
وأضاف "أنهما مرشحان غير عاديين وكونهما قادمين من نيويورك هو شبه صدفة".
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjIwMyA= جزيرة ام اند امز