التكنولوجيا الزراعية قادرة على توفير الغذاء لـ 10 مليارات إنسان
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، تقول إن 2 مليار إنسان بالعالم، من بين 7.3 مليار، لا يملكون ما يكفي من الطعام.
من الخطأ اعتبار الحصول على الطعام أمرا مفروغا منه، بينما السجل التاريخي للنضال من أجل الحصول على الطعام هو نشاط إنساني للجميع لمساعدة المزارعين والعاملين بالزراعة.
فقد تحول الجوع إلى مصدر تهديد طوال الوقت، ويعتبر تخزين الطعام بمثابة تأمينا لمواجهة الجوع، لذا تعد التكنولوجيا الزراعية بمثابة تحديا لمواجهة المجاعات.
ولا يشعر معظم سكان المدن الغنية بالقلق بشأن مصدر الوجبة القادمة، حيث تبلغ نسبة العاملين بالزراعة اثنين من بين كل خمسة أفراد، ولكن ماذا لو أصبحت الآن النسبة واحدا فقط من بين كل خمسين شخصًا.
وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، هناك أكثر من 2 مليار إنسان بالعالم من أصل 7.3 مليار لا يملكون ما يكفي من الطعام.
وبحلول عام 2050 سيتزايد العدد إلى 10 مليارات إنسان، مما يؤدي لزيادة الطلب على اللحوم والأسماك والألبان والبيض. وهذا يعني ضرورة إنتاج غذاء بشكل أكبر، وهو الأمر الذي يعد من خلال حسابات منظمة "الفاو" أمرا صعبا، لكن ليس مستحيلًا.
وقد ذكر الاقتصادي "توماس مالثوس" قبل 200 عاما، تخوفه من تزايد أعداد السكان ونفاد الطعام، ونقص الإنتاجية من المواد الغذائية الأساسية كالأرز والقمح.
ومع التغييرات المناخية وإدخال بعض المواد المستحدثة لزراعة المحاصيل بأراضٍ جديدة، تظهر التكنولوجيا الزراعية التي تتغير سريعًا، وتظهر بصورة أكثر في الدول الغنية والمزارعين بالدول متوسطة الدخل مثل البرازيل.
وتعتمد التكنولوجيا الحديثة على التغيير الجيني، وإمكانية زراعة المحاصيل بطرق وأوقات مختلفة من العام.
ومع التقدم العلمي تزيد الإنتاجية، ويصبح الطعام غنيا بالمواد الغذائية والفيتامينات، وتصبح المحاصيل أكثر قدرة على مقاومة الحرارة والجفاف وظاهرة الاحتباس الحراري المؤثرة على زراعة المحاصيل.
ولعل من اللافت أن هذه التكنولوجيا تستخدم في عدد قليل من الدول النامية، بالرغم من اعتماد الدول المتطورة على التكنولوجيا الزراعية من خلال التعديل الوراثي.
وتعد زرعة الهضاب ظاهرة لزراعة الأماكن الأكثر كثافة بالعالم، لتمتد إلى المزارعين ببعض المناطق في إفريقيا وآسيا، وتعد أفضل الطرق الحديثة لحماية الإنسانية من الجوع، بزيادة 70% من الإنتاج، وتسمح بنقل الفائض للأسواق، ويشجع على الإنتاجية ويقلل النفايات.
وبالإضافة إلى سياسة الحكومات لتقليل النفايات بشكل عام، والتي تحدث تغييرًا كبيرًا، تقول منظمة الأغذية والزراعة إن ثلث الطعام يُفقد بعد عملية الحصاد.
وفي الدول الغنية تحدث عملية فقدان الطعام بناءً على السلوك اليومي للمستهلكين، لكن بالدول الفقيرة لا تصل الأطعمة إلى المستهلكين، إلا أن الممارسات الخاطئة بعملية الحصاد، من سوء التخزين وإهمال بعملية النقل، يؤدي لتدمير الطعام ومنعه من وصوله إلى المستهلك. الأمر الذي يفتح المجال واسعا لضرورة إجراء الدراسات اللازمة لتغيير هذه السلوكيات، لأنها ببساطة تعني تقليل الفاقد من الغذاء، وتوجيهه إلى ملايين البشر الذين يموتون جوعا كل عام.
كما أن بناء الصوامع المناسبة لتخزين الحبوب، واللجوء إلى طرق نقل تحافظ على المحاصيل أثناء العملية، يساعد في الحفاظ على 70% من المحصول.
وإذا كان من الصعب تطبيق نظرية التوازن بين تزايد أعداد السكان، وتعدد مصادر الغذاء، لوجود عقبات كالتغيير المناخي، فإن تحليل منظمة "الفاو" لإنتاجية المحاصيل والحبوب، تشير إلى استمرار النمو، وإمكانية تغذية 10 مليار إنسان تغذية جيدة بفضل التكنولوجيا الزراعة.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA=
جزيرة ام اند امز