زر "النووي" يقترب من أصابع ترامب .. ماذا سيحدث للعالم؟
دقائق معدودات هي كل ما يمتلكه أي رئيس تمتلك بلاده أسلحة نووية ليجيب عن السؤال الذى سيغير خارطة العالم أجمع ألا وهو: هل نشن حربا نووية؟
دقائق معدودات هي كل ما يمتلكه أي رئيس تمتلك بلاده أسلحة نووية، ليجيب عن السؤال الذي سيغير خارطة العالم أجمع، ألا وهو: "هل نشن حربًا نووية؟"
تقرير مطول نشرته مجلة "بولتيكو" الأمريكية، استعرض فيه خبير الأمن النووي بروس بلير رحلة هذا السؤال، شارحًا ماذا سيحدث بالتفصيل، إذا اتخذ الرئيس الأمريكي القادم قرارًا بشن الحرب النووية، في حالة وجود تهديدات محتملة من دول أخرى.
التقرير استهدف المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب"، الذي وصفه بلير بأنه إن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة، لن يكون له إصبعًا واحدًا فقط على الزر النووي وإنما عدة أصابع.
أحد هذه الأصابع سيكون متأهبًا ليمنح قادته المعنيين بالشأن النووي قرار الموافقة أو الرفض بشأن شن الهجوم، أما الأصابع الأخرى فسوف تحدد حجم القوى النووية الأمريكية، وتركيبها وإستراتيجية استخدامها.
أصابع إضافية ستحدد الإجراءات النووية التي تتخذ في غيابه أو وفاته من قبل من يخلفه في الرئاسة، بدءًا من نائبه أو مجلس الوزراء الذي يعينه أو الجنرالات، أو أي من يفوضه لاتخاذ سلطة الإطلاق.
وكما هو الحال مع أسلافه، سلطة ترامب المتحكمة في حياة أمم كاملة ستكون غير محدودة، فالطوفان النووي الذي يمكن أن يقوده يشمل آلاف الأسلحة.
هناك ما يقرب من 2000 سلاح نووي إستراتيجي أمريكي يستهدف في المقام الأول روسيا والصين، بالإضافة إلى عشرات أخرى تستهدف دول عديدة أخرى وهي كوريا الشمالية وإيران وسوريا، جميعها ستكون تحت تصرف ترامب في الدقائق الأولى من رئاسته للبلاد، حال نجاحه.
إذا أعطى الرئيس الأمر، لن يكون لدى القادة التنفيذيين له أي أرضية قانونية أو إجرائية لرفضه، مهما بدا قراره غير مناسب، وفقًا لما قاله بلير.
ماذا يعني أن تصبح أصابع ترامب على الزر النووي؟ يقول بلير، إنه لا يعرف إجابة هذا السؤال، ولكن ما يعرفه هو أنه في العصر النووي عندما يجب أن تتخذ هذه القرارات بصورة سريعة للغاية، تصبح الرئاسة متورطة فيما يشبه بالمَلَكِيَّة النووية.
وفي ظل هذا التعقيد المربك، والذي يثير مخاوف عديدة، أورد بلير مجموعة من التصريحات التي أطلقها ترامب، قد تكشف ما سيفعله إذا امتلك بين يديه قرار شن الحرب النووية، إن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة.
في 28 إبريل/نيسان الماضي، قال ترامب: "لا أريد استبعاد أي شيء، سأكون الشخص الأخير الذي يستخدم الأسلحة النووية، إن استخدام الأسلحة النووية أمر مرعب، سأكون أخر شخص يستخدمها".
يقول بلير، إن عدم استبعاد ترامب القاطع لأن يكون المستخدم الأول للأسلحة النووية قد يبدو أمرًا مثيرًا للجدل، ولكنه ليس كذلك، فجميع الرؤساء في الماضي وضعوا الخيار النووي على الطاولة، ومثلهم أيضًا يعبر ترامب عن احترام عميق لقوة الأسلحة النووية التي تشكل وجودها أو انتشارها التهديد الأكبر للعالم.
وفى نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، قال ترامب: "سأمتلك جيشًا قويًا للغاية ومحترمًا للغاية، ولن نطلق الأسلحة النووية على أي شخص".
وفى 6 إبريل/نيسان الماضي أيضًا، صرح ترامب: "سأحب أن أرى عالمًا خاليًا من النووي، هل سيحدث هذا؟ إن فرص حدوث ذلك قليلة للغاية، لذلك أظن أن هذا أمر رائع في عالم مثالي، ولكن لا أظن أنه سيحدث بسهولة كبيرة".
وفى 26 مارس/آذار تساءل ترامب: "وهل سأفضل أن تمتلك كوريا الشمالية أسلحتها النووية بينما تمتلكها اليابان أيضًا؟ قد يكون أفضل حالًا بصورة ممتازة إذا كان هذا هو الحال، لديك كوريا الشمالية، ونحن بعيدون للغاية ونحمي الكثير من الأشخاص، ولا أعرف أننا مجهزين بالضرورة لحماية اليابان وكوريا الجنوبية، حسنًا، لا أظن أنه قد يكون أمرًا سيئًا للغاية أن تمتلك اليابان أسلحة نووية، فإذا كانت اليابان لديها ذلك التهديد النووي، لست متأكدًا من أن هذا سيكون أمرًا سيئًا لنا، أظن بكل صراحة أنه مع وجود كوريا الشمالية فإن امتلاك اليابان الإمكانية هو أمر قد يحدث سواء أعجبنا ذلك أم لا".
في 2 إبريل/نيسان الماضي إنهم "يجعلون الأمر يبدو وكأنني أرغب في امتلاك اليابان أسلحة نووية، أنا لا أرغب في ذلك، هل يمكن أن أكون صريحًا معك؟ هذا الأمر سوف يحدث، إنها مجرد مسألة وقت".
ويعلق بلير أن الخطأ الرئيسي لترامب هو عدم مبالاته في تخيل توسع القنبلة إلى الحلفاء والأعداء على حد سواء، فبالنسبة للعديد من المراقبين، هذا الانتشار كابوس.
في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قال ترامب:"سأكون شخصًا هادئًا عند التعرض للضغوط بصورة مثيرة للذهول".
وفى 27 أبريل/نيسان الماضي، قال: "بالنسبة لي، التهديد الأمني الأول الذي يواجه الولايات المتحدة دائمًا هو النووي، وعلينا أن نكون حذرين بشكل لا يصدق".
يقول بلير، إن ترامب يفهم هذه المسألة بصورة صحيحة، موضحًا أنه للتحكم في سياسة حافة الهاوية، فيما يتعلق بالشأن النووي أثناء اندلاع أزمة، يجب على ترامب الحفاظ على خطوط مفتوحة للاتصالات والإصغاء إلى مواقف الطرف الآخر ومطالبه.
بالإضافة إلى ذلك، يجب عليه توضيح الخطوط الحمراء وإنفاذها، والتفاوض بحسن نية، والإيفاء بالوعود، واحتواء المشاعر، والامتناع عن الإهانات والكذب.
يختتم بلير تقريره المطول بالقول، إنه ليس واضحًا أن ترامب ومستشاريه وخلفاءه وجنرالاته المستقبلين، والذين لم يُكشف عن أسمائهم بعد، على مستوى هذه المهمة، فترامب لم يقدم حتى الآن ما يقنع بأن بإمكان الأمريكيين الاستغراق في النوم مطمئنين، وهو على رأس هذا الفريق.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز