بالفيديو.. "مصارعة ثيران" بدون عنف في الإمارات
في الفجيرة شرقي الإمارات العربية، تقام كل أسبوع مصارعة بين ثيران ضخمة تختلف تماما عن مصارعة الثيران المعروفة في إسبانيا.
يتحلق إماراتيون وسياح أسبوعيا في الفجيرة، حول سور حلبة رملية قرب شاطئ الإمارة الصغيرة شرقي الإمارات العربية، حيث يتابعون بشغف وترقب ما يعرف بـ "مناطحة الثيران"، وهي رياضة تتميز بالشراسة، لكنها تحفظ حياة "أبطالها" وهما في هذه الحال ثوران يقارع كل منهما الآخر حتى النصر.
وتحت الأنظار الشاخصة لمشاهدين من مختلف الأعمار، يتحرك أكثر من عشرة متحكمين بالثيران يمسك كل منهم بحبل غليظ مربوط بالثور، على إيقاع الأوامر التي يصدرها معلق عبر المذياع، وبإشارة منه يباعد هؤلاء ما بين الثيران، بانتظار أن يعلن المعلق اسم المتباريين المقبلين.
ويصدح المتحدث عبر مكبر الصوت، باسم "توماس" و"جاكسون"، فيتقدمان إلى وسط الحلبة، على وقع رنين يعرف محليا بـ"الونان"، يشبه صوت التصفيق الذي يهدف إلى بث مزيد من الحماسة والتشويق، قبل أن ينخرط الثوران في منازلة تستمر دقائق معدودة، وسط تصاعد تراب الحلبة.
مصارعة بدون عنف ولا دماء
يشارك كل أسبوع، زهاء 80 ثورا في جولات المناطحة التي تستمر ساعات، ويتابعها من خارج الحلبة عشرات الرجال والنساء والأطفال، يتوزعون وقوفا أو داخل سياراتهم التي غالبا ما تكون ذات دفع رباعي.
وتختار لجنة تحكيم مؤلفة من ثمانية رجال من كبار السن، الثور الفائز، وعلى الرغم من أن الفائز لا يمنح جائزة مالية، إلا أنه يوفر لصاحبه مدخولا مهما بشكل غير مباشر.
وعلى عكس مصارعة الثيران في دول أخرى خصوصا جنوب شرق آسيا، لا يراهن المتفرجون على الثور الفائز، لكون المراهنات ممنوعة في الشرع الإسلامي ويجرمها القانون الإماراتي.
وتختلف "مناطحة الثيران" في أوجه عدة عن المصارعة التقليدية كتلك المعروفة عالميا في إسبانيا، فبدلا من "الماتادور" أو المصارع ذي الزي الملون، يتواجد في الحلبة أشخاص يرتدون "الدشداشة" البيضاء، ويمسكون بحبل يضبطون به حركة الحيوان.
ويؤكد أحد القائمين على المصارعة، وجود اختلافات أخرى، أهمها مصير الحيوان نفسه، ويقول "هناك، يمكنهم أن يسيئوا معاملة الحيوان أو يعذبوه، أما هنا فنحن رحيمون به، نقدم له العناية الطبية ونهتم به، ونطعمه بشكل جيد".
ولا تصنف الثيران وفق أوزانها، بل يمكنها أن تشارك في المصارعة منذ بلوغها العامين وإلى حين بقائها قادرة على القيام بذلك.
وأبرز ثيران الفجيرة هو "ريلا"، الثور الأسود الضخم الذي يفوز بشكل متكرر، وبات ذائع الصيت إلى درجة أن زوارا من سلطنة عمان المجاورة، يأتون خصيصا إلى الفجيرة لمشاهدته.
ويكثف هؤلاء تمارين الثيران الصالحة للنزال، عبر جعلها تمشي في البحر لتقوية عضلات قوائمها، ولاحقا في الجبال لتقوية عضلات الصدر.