فشل اجتماع وزراء منظمة أوبك بسبب إصرار إيران على عدم خفض إنتاجها من النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عليها
وتريد إيران استعادة إنتاجها من النفط الذي قلصته العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها دول غربية لعدة سنوات بسبب البرنامج النووي الإيراني، لكن هذه الأزمة وجدت في الفترة الأخيرة انفراجة بعد تسوية "فيينا النووية" بين إيران ومجموعة 5+1، وما نتج عنها من رفع العقوبات الدولية.
وخلا البيان الختامي لمنظمة "أوبك" من سقف للإنتاج، وهو ما يسمح فيما يبدو للدول الأعضاء بأن تواصل ضخ النفط بالمستويات الحالية إلى السوق العالمية، التي تشهد تخمة وكثرة في معروضات مواد النفط .
وقال عبد الله البدري -الأمين العام لأوبك-: إن المنظمة لم تتمكن من الاتفاق على أي أرقام؛ لأنها لا يمكنها أن تتكهن بحجم النفط الذي ستضيفه إيران إلى السوق العام القادم، مع رفع العقوبات بمقتضى اتفاق بشأن برنامجها النووي توصلت إليه قبل ستة أشهر مع قوى عالمية.
وقبل الاجتماع قال وزير النفط الإيراني "بيجن زنغنه": إن طهران ستكون مستعدة لمناقشة إجراء فقط عندما تصل بلاده إلى مستويات الإنتاج الكامل حال رفع العقوبات الغربية، مشيرًا إلى أن الاجتماع لم يسفر عن أي قرار .
وقال وزير البترول السعودي -في وقت سابق-: إنه يأمل بأن طلبًا عالميًّا متناميًا قد يستوعب قفزة متوقعة في الإنتاج الإيراني العام القادم.
ورددت إيران أكثر من مرة أنها ستزيد من إنتاجها بما لا يقل عن مليون برميل يوميًّا عندما ترفع العقوبات عنها، ودون تخفيضات إنتاجية من منتجين آخرين فإن هذا سيزيد تخمة المعروض؛ لأن الاستهلاك العالمي حاليا يقل بما يصل إلى مليوني برميل يوميًّا عن الإنتاج.
وغادر معظم الوزراء الاجتماع دون الإدلاء بتعليقات، بعدما لم يتوصل وزراء الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى اتفاق كانت تنظره وتتوقعه الأسواق، ومن ثم فلن يكون هناك تغيير، واتفقوا على عقد اجتماعهم المقبل في الثاني من يونيو/حزيران 2016.
وأضاف الأمين العام لأوبك: "أرجئنا القرار للمرة القادمة"، لكن عدم التوصل لاتفاق يعني الإبقاء على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميًّا في 12 دولة بأوبك.
وهذا الرقم يتم تجاوزه حاليا بنسبة 5%؛ لأن الإنتاج الحالي يبلغ 31.5 مليون برميل يوميًّا، وتعني نتيجة الاجتماع أيضا أنه لم يتم التوصل لالتزام لضبط الحصة وسحب البراميل الإضافية مثلما طلبت فنزويلا والإكوادور.
وانخفضت أسعار النفط لأقل من نصف المستوى الذي كانت عليه في نهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، حينما كانت تتجاوز الـ 100 دولار.
كما انخفض سعر خام أوبك لأقل من 38 دولارًا للمرة الأولى منذ 31 ديسمبر/كانون أول 2008.