الجيش المصري.. تاريخ من القوة والأخلاق سجلته جدران المعابد
على مر تاريخه الممتد منذ 3200 قبل الميلاد حافظ الجيش المصري على عقيدته التي تجمع بين القوة والأخلاق
على مرالتاريخ المصرى القديم شهدت مصرالعديد من الحروب التي خاضتها لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعًا عن نفسها من ناحية، ومن ناحية أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها والحيلولة دون تشرذمها وتفتتها إلى دويلات صغيرة ضعيفة، وحتى في العصر الذهبي للجيش المصري في عصر الإمبراطورية المصرية.
أنشئ أول جيش نظامي في العالم في مصرعام 3200 ق م، وقد كان ذلك بعد توحيد الملك مينا لمصر، فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.
حافظ الجيش المصري في عز حروبه ضد الغزاة الطامعين في أرض مصر على أخلاقياته، وأعرافه، وتقاليده العسكرية، فقد كان يقاتل بضراوة وشراسة دفاعًا عن العرض والأرضي من ناحية، ويتعامل بتحضر وأخلاق مع المدنيين والعزل من الأطفال والشيوخ من ناحية أخرى.
سجلت جدران مقبرة الملك "بيبي الأول" 2332–2283 ق م، في عصر الأسرة السادسة الحملة العسكرية على فلسطين التى قادها القائد العسكري "وني" الذي سجل أخبار الحملة قائلًا: "حارب جلالته سكان الرمال الآسيويين، وقد حشد جيشًا مؤلف من عشرات الآلاف من الجند".
ويتفاخر القائد "وني" قائلًا: "لم يشاجر أحد منهم غيره، ولم ينهب أحد منهم عجينة للخبز من متجول، ولم يأخذ أحد منهم خبز أي مدينة، ولم يتسول أحد منهم من أي شخص" وهي تعد أقدم وثيقة تاريخية عن أخلاقيات الجيش المصري وعقيدته في احترام المدنيين والحفاظ على ممتلكاتهم في أوقات الحروب.
وفى عصر الدولة الحديثة وهو العصر الذهبي للجيش المصري، حيث أسس الملك "أحمس" الذي حكم مصر من " 1550- 1525 ق م " جيشًا نظاميًّا محترفًا ومدربًا في مصر، وبفضل هذا الجيش نشأت أول إمبراطورية في العالم، وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالًا إلى الصومال جنوبًا ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا.
تغيرت العقيدة القتالية للجيش المصري من الدفاع إلى الهجوم، وذلك بهدف خلق بُعدٍ إستراتيجي خارج حدودها الجغرافي لتأمين الدولة المصرية من الأخطار الخارجية التي تريد احتلال الأراضي المصرية.
وترجع أسباب قوة الجيش المصري، فضلًا عن تدريبه المحترف، وأسلحته المتطورة في ذلك الوقت، أنه لم يكن يعتمد على المرتزقة الأجانب، لكنه كان يعتمد على الاستدعاء والخدمة الإلزامية أثناء الحرب، فكان الجيش المصري بكاملة مصريين، ولا يحتوي على أي عناصر أجنبية أخرى.
تغيرت العقيدة القتالية للجيش المصري ولم تتغير أو تتبدل أخلاقياته وتقاليده ودوره الحضاري الذي حافظ عليه طوال تاريخه، ففى عهد "تحتمس الثالث" صاحب أهم الانتصارات العسكرية في التاريخ المصري، فالجيش الذي حقق الانتصارات هو نفسه الذي عبر عن حرصه على العلم والمعرفة، وذلك بتسجيل غرائب الموجودات في البلاد التي غزاها من طيور وحيوانات وأشجار ونباتات وخضروات وفواكه لم تكن معروفة في مصر، وهي المسجلة على جدران القاعة التي تعرف بقاعة النباتات والحيوانات في معبد الكرنك.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز