الترويج الداخلي.. طوق النجاة لإنقاذ السياحة في مصر
السياحة المصرية اضطرتها الظروف إلى اللجوء للسياحة الداخلية من أجل تقليل الخسائر وإسعاف القطاع حتى يستعيد كامل عافيته.. ماذا عن الأرقام؟
أصبحت السياحة الداخلية أو المحلية بؤرة اهتمام الجهات المرتبطة بالسياحة، كلما واجهت المشاكل هذا القطاع الحيوي، المهم للأفراد والشركات والحكومة على حد سواء.
وخلال الأزمات التي واجهت السياحة في مصر منذ أحداث 25 يناير 2011، بدأ الحديث يتجه إلى تقديم تسهيلات للسياحة الداخلية، عبر خدمات وعروض بأسعار مخفضة للمصريين.
ونجحت التجربة خلال سنوات سابقة في استقطاب السياح المحليين، وحققت موارد كبيرة في ظل ظروف طبيعية، لكن النتائج لم تكن على نفس المستوى خلال الشهور التسعة الأخيرة.
أرقام وزارة السياحة تشير إلى أن السياحة الداخلية سجلت 16.5 مليون مواطن، أمضوا نحو 16.4 مليون ليلة، خلال عام 2011، في حين بلغ عدد المسافرين المصريين للخارج نحو 1.6 مليون فرد، أمضوا نحو 28.3 مليون ليلة، خلال العام نفسه.
وفي العام 2014 بلغ عدد المصريين ضمن خدمات السياحة الداخلية بلغ 19.5 مليون سائح محلى، فيما سجلت نفقاتهم 20.8 مليار جنيه، واستحوذت محافظة القاهرة على النصيب الأكبر فى عدد الزائرين، حيث بلغ 30% من إجمالى 19.5 مليون زائر مصرى، تلتها محافظة الإسكندرية، حيث بلغت نسبة الزائرين 26,5%، فيما احتلت مدن جمصة و رأس البر وبلطيم المركز الثالث بنسبة 19,3%، وفقا للدكتورة عادلة رجب رئيس وحدة الحسابات الفرعية للسياحة بوزارة السياحة.
وبلغ عدد الزائرين لمحافظة مرسى مطروح والساحل الشمالى بلغ نسبة 12,3%، فيما بلغت النسبة لمدينة فايد ومحافظة الإسماعيلية والعريش ورأس سدر 6,9%، فيما احتلت مدينة شرم الشيخ والغردقة والعين السخنة وطابا نسبة 3,9% فقط، فيما تدني إقبال الزائرين المصريين على محافظتى الأقصر وأسوان.
وفي العامين 2015 و2016 شهدت مصر عدة حوادث إرهابية أثرت على قطاع السياحة الأجنبية، فاتجهت الجهات العاملة بالسياحة إلى السياحة الداخلية كمنقذ للقطاع، بحسب ما يقوله طارق الشريف، الخبير السياحي ومدير تطوير الأعمال في "كونراد القاهرة"، لافتا إلى أن وزارة السياحة المصرية وضعت خططا لتنشيط السياحة الداخلية، بعد استمرار تراجع أعداد السائحين العرب والأجانب وانخفاض أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة تراوحت بين 30% و60%، وتراجعت الإيرادات بنسبة 43%، وتضمنت الخطط تقديم خصومات وأسعار خاصة ودعم الشركات والسياحة الداخلية بنسبة 50% سواء على "أتوبيسات" السفر أو الفنادق، كما أطلقت مبادرة "مصر في قلوبنا"، الرامية إلى دعم السياحة الداخلية.
وتتضمن الخطط الجديدة إقامة المهرجانات والفعاليات السياحية والثقافية والرياضية بمختلف المدن المصرية وتنفيذها وخصصت الوزارة، وفقا لرئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة المصرية مجدي سليم، نحو 35 مليون جنيه لدعم وتنشيط السياحة الداخلية بالمدن المصرية في ميزاينات العام المالي الذي ينتهي في 30 يونيو الجاري، وهو نفس المبلع الذي تم تخصيصه في العام المالي الماضي، مع دعم الشركات والزائرين المصريين للمدن السياحية، خاصة شرم الشيخ والأقصر وأسوان وطابا ونويبع ودهب.
وتشير بيانات الوزارة إلى أن النتائج هذا العام أقل مما كان متوقعا، وانعكست الأزمات الاقتصادية على حجم الإقبال، بخلاف أن موسم الشتاء من أقل المواسم إقبالا على السياحة من جانب المصريين، الذين تتركز حركتهم السياحية في الصيف، والتي تأخرت هذا العام إلى ما بعد شهر رمضان.
ولفت الشريف إلى أن عدد السياح من السياحة الداخلية خلال الشهور التسعة الأول من العام المالي 2015 – 2016 لم يتجاوز 7 ملايين سائح، أغلبهم في النصف الأول من العام المالي الذي سينتهي هذا الشهر.
الخبير السياحي عادل شكري، المدير العام السابق لغرفة شركات السياحة بالدلتا، يوضح أن السياحة المحلية رغم ذلك ما زالت طوق النجاة في الأزمات التي يواجهها القطاع، وهو ما تتبعه كل الوجهات السياحية في العالم، وفي نفس الوقت لا يمكن التعويل على السياحة الداخلية فقط كبديل للسياحة العربية الأجنبية، لكن يجب العمل بالتوازي على تنشيط السياحة الداخلية، وفي نفس الوقت مواصلة الترويج وطمأنة العالم بعودة الاستقرار والأمن إلى الشارع المصري.
طارق الشريف يؤكد على أن السياحة الداخلية مهمة في الوقت الحالي، لكن ينبغي الانتباه إلى أن السائح الأجنبي والعربي يوفر العملات الصعبة للبلاد، وهو العامل الاقتصادي المهم، الذي لا يتوفر من السائح الداخلي.
فيما ترى الدكتورة عادلة رجب أن السياحة الداخلية تستطيع أن تعوض أي خسائر يمكن أن تترتب على انخفاض حركة السياحة الدولية، لكن هذا يتطلب تطبيق المفاهيم الضابطة لها، وليس مجرد الاستدعاء عند الأزمات.
aXA6IDMuMTQ1LjY0LjI0NSA= جزيرة ام اند امز