الأردنيون يلتهمون 6 ملايين دجاجة أول أسبوع في رمضان
خلال الأسبوع الأول من رمضان وصل استهلاك الأردنيين من الدجاج إلى 6 ملايين دجاجة، بحسب فارس حمودة رئيس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن
خوفا من "العيب الاجتماعي" والاتهام بـ "الاستهانة بالضيف"، تحرص السيدة الأردنية أم محمد خريسات، على ألا تخلو ولائمها في شهر رمضان من الدجاج أو اللحوم.
أم محمد، لم تكترث بالتحذيرات الصحية، التي دأبت وسائل الإعلام على ترويجها، من خطورة تناول اللحوم لمدة 30 يوما بشكل متتابع وبكميات غير محدودة، واستمرت مثل آلاف الأردنيات في تلك العادة، التي رفعت سقف استهلاك الدجاج في الأردن خلال الأسبوع الأول من رمضان إلى 6 ملايين دجاجة، بحسب فارس حمودة رئيس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن.
ويقول حمودة إن الأردنيين استهلكوا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك نحو 6 آلاف طن من الدجاج الطازج، بما يعادل 6 ملايين طير دجاج، تم طرحها خلال الأسبوع الأول، واستهلكت تقريبا بشكل كامل.
ويضيف حمودة، أن قطاع الدواجن يعتزم طرح 23 ألف طن من الدجاج الطازج خلال شهر رمضان المبارك، ما يعادل 23 مليون طير، إذ تزيد مستويات الاستهلاك الشهري من الدجاج خلال شهر رمضان بنسبة 53 %، أي ما يعادل 8 آلاف طن.
وتمتد هذه الحالة من الاستهلاك المفرط مع المواد الغذائية الأخرى، ويقول خليل الحاج توفيق، نقيب تجار المواد الغذائية، إن الاستهلاك العام بشهر رمضان يزيد عن الأشهر العادية بنسبة 20 بالمئة.
ويعزي الدكتور حسين الخزاعي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية، هذه الحالة إلى الخوف من الانتقادات الاجتماعية، بأن يقال مثلا إن المستضيف ليست لديه المقدرة على الشراء.
وطالب الخزاعي بزيادة الوعي لدى المجتمع بكيفية الاستهلاك وعدم التبذير في شهر رمضان وبقية الأشهر، وأن يتم تقدير النعمة، لأن معظم العائلات تعد طعاماً زائدا عن حاجتها، وفي نهاية المطاف إما أن يذهب هذا الطعام إلى الإتلاف أو لا يتم الاستفادة منه.
ومن جانبه، يتعجب الدكتور طارق فرح، المختص بالتغذية، من تحويل شهر رمضان من نعمة إلى نقمة.
ويقول: " هذا الشهر جوهره العبادة، وتنظيم الغذاء ولكن ما يحدث ليس له علاقة بالغاية والرسالة من رمضان".
ويحذر د. فرج، من أن المبالغة في تناول أي مادة سيشكل خطراً على صحة الإنسان، مشيرا إلى أنه يجب مراعاة الحدود المعقولة في مائدة الإفطار وعدم المبالغة في الطعام.
وشدد على أن المسرفين في وقت الإفطار معرضون للإصابة بالدوار الحركي، خاصة في الأيام الأولى من رمضان، إذ أن الأكل الكثير يدفع الجسم إلى زيادة اتساع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي وتوجيه نشاط الدورة الدموية إلى هذا الجزء من الجسم، في حين يقل نشاط الدورة في بقية أجزاء الجسم، لذلك يصاب الصائم بالصداع والقابلية للغثيان بعد الإفطار نتيجة الإفراط في تناول الطعام.
ويلفت فرح الانتباه إلى أهمية مراعاة المستضيفين للضيف، فهناك من يعانون من أمراض ولا يرغبون في الإعلان عنها، لهذا يجب أن يترك الضيف على راحته وألا لا يجبر على تناول أي أطعمة قد تكون مهددة لصحته.
وكانت دراسة أمريكية في جامعة "ساوث كاليفورنيا الأمريكية"، قد توصلت إلى أن الإفراط في تناول اللحوم والبيض والألبان يتساوى مع التدخين من حيث الضرر الواقع على الصحة.
وأشارت الدراسة إلى أن التدخين يسبب سرطان الرئة، والإفراط في تناول اللحوم والبيض والحليب يسبب الإصابة بالسرطان والسكري، إذ تزيد نسبة الإصابة بمقدار أربعة أضعاف لدى من يتناولون اللحوم والبيض والألبان بشكل منتظم، في حين تقل في حالة الأشخاص الذين لا ينتظمون في تناولها.
aXA6IDMuMTM4LjM0LjY0IA== جزيرة ام اند امز