سوريون يتحدون الحرب للمشاركة في الألعاب الأولمبية
لاعبون سوريون يقررون تحدي الحرب وصعوبة الحصول على تأشيرات للمشاركة في الألعاب الأولمبية التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
قرر لاعبون سوريون تحدي الحرب وصعوبة الحصول على تأشيرات للمشاركة في الألعاب الأولمبية التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في أغسطس/آب، آملين العودة مع ميداليات لعلها تخفف من وطاة النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من 5 سنوات.
ويقول مجد غزال (28 عاما) المشارك في الأولمبياد برياضة الوثب العالي لوكالة فرانس برس "سأبذل كل جهدي بالتعاون مع مدربي عماد سراج لتحقيق منافسة قوية على أمل اعتلاء منصة التتويج وصنع الفرح للشعب السوري".
ويرى غزال الذي سجل أفضل رقم عالمي قبل نحو شهر في لقاء بكين الدولي وقدره 2,36 متر، أن نجاحه بتحقيق مركز متقدم في ريو مرهون "بمشاركات نوعية تسبق انطلاق الدورة" لافتا إلى أن "المعسكرات التدريبية الداخلية لا تكفي".
ويتحدث غزال أثناء قيامه ببعض التمارين في ملعب تشرين وسط دمشق عن الصعوبات التي يواجهها للمشاركة في المسابقات ومنها "رفض المغرب ودول أوروبية منحي تأشيرة دخول".
ويجزم المدرب عماد سراج بقدرة غزال على منافسة أبطال العالم، متمنيا أن تسمح له بعض الدول الأوروبية بالدخول إليها والمشاركة في بطولاتها الدولية قبل الأولمبياد ليصل إلى المستوى المطلوب.
ومنذ اندلاع النزاع الذي تشهده سوريا منذ مارس/آذار 2011، تأثرت الرياضة السورية شأنها شان بقية القطاعات بفعل الحرب والهجرة ومقتل عدد من الرياضيين بالإضافة إلى صعوبة الحصول على تأشيرات بعد إغلاق معظم السفارات الأجنبية أبوابها في دمشق.
وأعلن عدد من الرياضيين السوريين معارضتهم للنظام منهم لاعب كرة القدم عبد الباسط الساروت أحد حراس مرمى نادي الكرامة الحمصي، الذي انضم إلى صفوف الفصائل المقاتلة. كما هاجر عدد آخر منهم إلى خارج البلاد.
ويقول رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا موفق جمعة لوكالة فرانس برس "الأزمة التي تعيشها سوريا أثرت بشكل كبير على إعداد وتدريب اللاعبين نتيجة عدم توفر عنصر الأمان في الكثير من الأحيان".
وأدى "رفض العديد من الدول إعطاء اللاعبين تأشيرات دخول"، إلى عدم تمكنهم من المشاركة في عدد من المنافسات والبطولات الدولية، وفق جمعة ما دفعهم إلى "تحدي الوضع القائم ومتابعة تدريباتهم على ملاعب العاصمة".
وبحسب جمعة، لا تزال الدولة السورية الطرف الوحيد الذي "يرعى الرياضة على رغم الظروف الصعبة ووجود أولويات أخرى" أملا في أن "يرتفع العلم السوري على منصات التتويج" في ريو دي جانيرو .
بعثة صغيرة:
تشارك سوريا في الأولمبياد ببعثة صغيرة مع تأهل 6 لاعبين ولاعبات حتى الآن، هم مجد غزال وغفران محمد (ألعاب القوى) وزاد برازي وبيان جمعة (السباحة) ومعن أسعد (رفع الأثقال) وهبة اللجي (كرة الطاولة).
ومن الممكن أن يرتفع العدد في حال فوز الملاكمين السوريين أحمد غصون (69 كلج) وشقيقه علاء غصون (81 كلج) في بطولة العالم في أذربيجان، اذ من المقرر أن يتاهل الخمسة الأوائل في كل وزن إلى الدورة الأولمبية.
وتدرك العداءة غفران محمد (27 عاما) صعوبة تحقيقها مركزا متقدما في الأولمبياد وتقول "من الصعب أن أنافس لكن يكفيني شرف المشاركة ورفع علم سوريا".
ولم تُخفِ حزنها وهي تتدرب في ملعب مدينة تشرين الرياضية الذي تعرض خلال سنوات الحرب لقذائف هاون، جراء إصابة عدد من اللاعبين، لكنها تقول "أتدرب هنا ولا أخشى الموت".
وينظر الشارع السوري إلى مشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية بوصفها فرصة ليدرك العالم أن الرياضة صامدة رغم كل الصعوبات.
ويعتبر مدير صحيفة الاتحاد الرياضية محمد عباس أن مجرد وجود سوريا في ريو دي جانيرو هو "بمثابة تأكيد أنها تتنفس وصامدة في وجه الإرهابيين" في إشارة إلى فصائل المعارضة المسلحة.
ويرى الجمهور المحلي أن هذه المشاركة رسالة مهمة للعالم أجمع.
ويأمل محمد بيلاني أن تعود البعثة السورية "بميدالية على الأقل" ولا يقتصر الأمر على خوض المنافسة فحسب، مضيفا بحماسة "عندما يرى العالم العلم السوري يرفرف في البرازيل سيعرفون أن سوريا صامدة وقوية ولن تنكسر".
ميداليات سابقة:
خلال مشاركتها السابقة في الألعاب الأولمبية، أحرزت سوريا 3 ميداليات ذهبية حصدتها العداءة غادة شعاع في مسابقة السباعي في دورة أتلانتا العام 1996، وفضية للمصارع جوزيف عطية في دورة لوس أنجلوس 1984، وبرونزية للملاكم ناصر الشامي في أثينا 2004.
وتشارك سوريا في الألعاب الاولمبية المقبلة للمرة الثالثة عشرة، وفي ما ياتي قائمة بالمشاركات السابقة.
وكانت المشاركة الأولى في أولمبياد لندن العام 1948 وشاركت بلاعب واحد هو زهير الشرجبي وحل سادسا في مسابقة الغطس.
وشاركت سوريا للمرة الثانية في موسكو العام 1968، والثالثة في ميونخ 1972 والرابعة في موسكو 1980 ولم يحقق الرياضيون السوريون أي نتيجة.
وأحرز المصارع جوزيف عطية أول ميدالية في المشاركة الخامسة في لوس أنجلوس عام 1984 عندما أحرز فضية وزن 100 كلغ في المصارعة الحرة.
وكانت المشاركة السادسة في سيول عام 1988 حين حل المصارع خالد فرج في المركز الرابع لوزن 48 كلج في المصارعة الرومانية.
ولم تحقق المشاركة السابعة في برشلونة عام 1992 أي نتائج.
وفي المشاركة الثامنة في أتلانتا عام 1996، فازت غادة شعاع بأول ميدالية ذهبية في المسابقة السباعية.
ولم تحرز سوريا أي ميدالية في دورة سيدني عام 2000.
وكانت المشاركة العاشرة في أثينا عام 2004 ونال الملاكم ناصر الشامي ميدالية برونزية لوزن 91 كلج.
ولم تحقق سوريا في المشاركتين الأخيرتين في بكين عام 2008 ولندن عام 2012 أي ميداليات.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز