القوات التركية بالموصل العراقية.. انتهاك سيادة أم نواة للتحرير من "داعش"؟
تركيا تنشر 150 جنديا قرب الموصل
معصوم والعبادي يطالبان تركيا بسحب قواتها من الموصل فورا ويؤكدان أنها تتعدى على السيادة العراقية ولا تحفظ حقوق الجوار
أسفر نشْر تركيا لعدد من جنودها، قرب مدينة الموصل العراقية، اليوم السبت، عن توتر سياسي بين بغداد وأنقرة، وصلت إلى حد اتهامات خرق السيادة وتحذير العراق لتركيا من زيادة التوترات الإقليمية.
وبدأت الأزمة بنشر الجيش التركي لحوالي 150 جنديًا في محيط مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، في إطار مهمة لتدريب القوات الكردية العراقية، كما نقلت وكالة "الأناضول" الرسمية التركية.
ونقلت الوكالة عن مصادر قريبة من قوات الأمن أن هؤلاء الجنود الأتراك، تؤازرهم ما بين 20 إلى 25 دبابة، انتشروا في منطقة بعشيقة شمال الموصل، وأن العملية هي استبدال للوحدة التركية المنتشرة في الإقليم بوحدة أخرى، موضحة أن الجنود الأتراك، يتمركزون في تلك المنطقة منذ عامين ونصف، في إطار اتفاق بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراقي لتدريب قوات البشمركة، حيث يتمتع الإقليم بحكم ذاتي شمال البلاد.
في المقابل، طالب مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، تركيا، بسحب قواتها بشكل فوري، مؤكدا في بيان له "أن دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية "يعتبر خرقًا خطيرًا للسيادة العراقية، ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا"، دون إشارة منه إلى أي اتفاقات مسبقة، تنص على نشر أو وجود القوات التركية.
الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بدوره، طالب تركيا بسحب قواتها من الموصل، واصفا ما حدث بأنه "انتهاك للقوانين الدولية"، ومحذرا أنقرة من زيادة التوترات السياسية الإقليمية.
وطالب معصوم في بيان له، وزارة الخارجية العراقية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية استقلال البلاد.
وتقوم تركيا بتدريب قوات المعارضة السورية، كما قامت الولايات المتحدة بتدريب قوات عسكرية سورية في تركيا، قبل أن تسمح تركيا بدخول تلك القوات إلى الأراضي، وفق "الأناضول".
من جانبه، قال مصدر عسكري تركي، لوكالة رويترز، إن الجنود الأتراك وصلوا بعشيقة في قضاء الموصل، في إطار عمليات تدريب دورية، للقوات العراقية.
ومن داخل المحافظة، كشف عضو مجلس محافظة الموصل غزوان الداوودي، لـ"العين" أن القوات التركية ليست قتالية، وأن مهمتها تقتصر على التدريب وعلى حماية المعدات الحربية.
وأضاف أن قيادة عمليات الموصل تقوم بالتنسيق مع التحالف الدولي (أي أن التنسيق يجري بين حكومة بغداد وكردستان والتحالف الدولي) لانطلاق عملية تحرير الموصل.
ولفت المتحدث باسم قوات تحرير نينوى، محمود السورجي، لـ"العين" أن القوة التركية تتهيأ للمشاركة ضمن قوات التحالف الدولي في تحرير الموصل، مؤكدا ما أعلنته "الأناضول" من تزويد القوة بدبابات وعتاد ومعدات حربية.
وطالب السورجي، الحكومة المركزية، بدعم معسكر الزلكان الذي يضم أكثر من ثمانية آلاف متطوع، فضلا عن قوات الشرطة المحلية والبيشمركة الكردية، وقال إن أطرافا في التحالف بدأوا بالاتصال معهم، لعقد لقاء يتم في ضوئه تحديد انطلاق عمليات تحرير الموصل.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA=
جزيرة ام اند امز