سيرة المقرئ "مصطفى إسماعيل" في كتاب عن دار الهلال
تعيد دار الهلال المصرية، إصدار طبعة جديدة من كتاب "الشيخ مصطفى إسماعيل ـ حياته في ظل القرآن" للمؤرخ الثقافي الراحل كمال النجمي.
في شهر القرآن، الذي ارتبط في أذهان ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي بأصوات مشاهير القراء (خاصة من مصر)، تعيد دار الهلال المصرية إصدار طبعة جديدة من كتاب «الشيخ مصطفى إسماعيل ـ حياته في ظل القرآن»، للمؤرخ الثقافي الراحل كمال النجمي.
الكتاب صدرت طبعته الأولى قبل 25 عامًا ضمن سلسلة كتاب الهلال، وتعيد السلسلة إصداره من جديد في يونيو 2016 تزامنًا مع حلول شهر رمضان؛ خصوصًا وأن أسماع أجيال من مستمعي الإذاعة المصرية وعشاق سماع القرآن الكريم قد ارتبطوا بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، أحد عمالقة التلاوة القرآنية من الجيل الذهبي من القراء المصريين.
يتناول الكتاب سيرة الشيخ المقرئ، ويمهد له بذكر طرف من تاريخ تلاوة القرآن وتجويده في مصر، في القرن العشرين، ويذكر الكتاب أنه عندما بدأ الشيخ مصطفى إسماعيل خطواته نحو الشهرة في منتصف الأربعينيات عن طريق الإذاعة المصرية، كان الشيخ محمد رفعت ما زال على قيد الحياة، ولكنه كان قد تقاعد واعتزل الناس بعد احتباس صوته وعجزه عن القراءة، وفشل الطب في علاجه بعد محاولات طويلة أرهقت الشيخ كما أرهقت الأطباء!.
وفى الثلاثينيات لم يكن أحد يستمع إلى غير الشيخ رفعت إلا في الندرة والمصادفة، فقد كان صوته وفنه في التلاوة نفحة سماوية باهرة ملأت الدنيا وشغلت الناس، ولم تترك لمعاصريه من «القراء» إلا مساحة متواضعة يتحركون فيها إلى جواره.
وكان الشيخ مصطفى إسماعيل يملك صوتًا فذًا واسع المساحة كبير الحجم وكانت له حصيلة من العلم بالمقامات الموسيقية لا مثيل لها عند أحد من القراء، بمن فيهم الشيخ رفعت نفسه، ولكن الشيخ مصطفى إسماعيل كان يستخدم صوته وعلمه بالمقامات في إبراز جمال الآيات وإعجازها، وكان يخرج كل حرف من مخرجه الأصلي فلا يشتبه بحرف آخر، معتنيًا كل الاعتناء بإظهار التشديدات، وتوفية الغنات، وإتمام الحركات، وتفخيم ما يجب تفخيمه من الحروف، وترقيق ما يجب ترقيقه، وقصر ما يجب قصره، ومد ما يتعين مده، والوقوف على ما يصح الوقوف عليه لا على ما يختاره من وقفات تتعلق بصحة الألحان وجمالها أكثر مما تتعلق بصحة التلاوة وكمالها.
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA== جزيرة ام اند امز