تسميم المياه الفلسطينية .. فتوى لحاخام على وقع حرب التعطيش
فتاوى حاخامات يهود تجيز للمستوطنين تسميم المياه الفلسطينية؛ تعكس تجليات معركة المياه التي تؤرق الفلسطينيين.
على وقع حرب التعطيش، التي تعاني منها المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، بفعل السياسات الإسرائيلية جاءت فتاوى حاخامات يهود تجيز للمستوطنين تسميم المياه الفلسطينية؛ لتعكس تجليات معركة المياه التي تؤرق الفلسطينيين في ظل شبكة المستوطنات التي تخنق تجمعاتهم السكانية والزراعية وتحولها إلى كانتونات منعزلة.
الفتوى الصادمة كشفت عنها منظمة "يكسرون الصمت" الحقوقية الإسرائيلية، مؤكدة أن الحاخام شلومو ملميد رئيس ما يسمى "مجلس حاخامات المستوطنات" في الضفة الغربية، هو مصدر الفتوى التي تجيز تسميم مياه الشرب، لافتة إلى أن المستوطنين يعكفون على تسميم مياه الشرب في القرى والبلدات الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية.
ونقلت المنظمة عن الحاخام قوله: "إن الهدف من تسميم المياه يتمثل في دفع السكان المحليين الفلسطينيين إلى ترك قراهم وبلداتهم ليتسنى للمستوطنين السيطرة على أراضيهم".
وتسيطر إسرائيل على مصادر أحواض المياه الجوفية الثلاثة التي تغذي مجمل الأراضي الفلسطينية بالمياه (الحوض الشرقي والشمالي والغربي)، وتسيطر كذلك على مجمل آبار المياه المنتشرة في مدن الضفة الغربية.
حرب مياه
ويعتبر مهندس المياه في بلدية سلفيت أحمد شاهين، أن حرب الإسرائيليين المائية لا تقتصر على فتاوى تسميم مياهنا، لافتا إلى تزامن الفتوى مع إقدام سلطات الاحتلال على تقليص كميات المياه الموردة للفلسطينيين من شركة "مكروت" الإسرائيلية المزود الرئيس للمياه في الضفة الغربية.
ويقول شاهين لبوابة "العين": حسب اتفاقية أوسلو فإنه يمنع على الفلسطينيين حفر أبار مياه إلا بعد موافقة لجنة اسرائيلية فلسطينية مشتركة، وتعطي الاتفاقية حق تزويد المناطق الفلسطينية في الضفة لشركات إسرائيلية، وهو ما يحرم الفلسطينيين من حفر أبار مياه خاصة بهم .
ويضيف، ليس لنا استقلالية في إدارة المياه من مصادرها الرئيسة، وهي لإسرائيل، التي تضع قيودا كثيرة وشديدة لإدارة المياه من قبل الفلسطينيين.
ومحافظة سلفيت شمال الضفة الغربية أكثر محافظات الضفة الغربية الإحدى عشر التي تجثم على أراضيها مستوطنات إسرائيلية، وفيها مستوطنة "ارئيل" أكبر مستوطنات الضفة الغربية.
ويوضح شاهين لذلك من الصعب أن يقدم الاسرائيليون على تسميم مصادر المياه الرئيسة؛ لأنها هي مصدر المياه للفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، إلا أن مخاوف المسؤول في قطاع المياه الفلسطيني يخشى أن تصل أيدي المستوطنين الاسرائيليين إلى خزانات المياه الخاصة بكل مدينة وقرية .
ويبين شاهين أن مخاوف تسميم المياه أو تلويثها تأتي في المرحلة الثالثة، وهي مرحلة تخزين المياه في خزانات خاصة بالفلسطينيين وأخرى خاصة بالإسرائيليين، ويتحكم كل طرف في تزويد من يشاء من مياه الخزانات.
تخوفات جدية
ويحذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس من ارتكاب المستوطنين جريمة جديدة بحق المياه الفلسطينية؛ مشيراً أن المياه الفلسطينية تتعرض لجرائم اسرائيلية بدأت مع الاحتلال بالسيطرة على منابع المياه الرئيسة، ومن ثم التحكم في كمية المياه الخاصة بالفلسطينية، وبنوعية تلك المياه أيضا.
وتقدر حصة الفلسطينية من المياه بـ60 لترا يومياً، بينما حصة الإسرائيلية 280 لترا يومياً.
ويقول دغلس لبوابة "العين"، إن جرائم الاحتلال بحق المياه وصلت إلى مرحلة تسميمها وتلويثها، ويؤكد " أن المستوطنين لا ينتظرون فتوى حاخامات بقدر ما ينتظرون غطاء سياسيا دينيا في محاولة لإبادة الفلسطينيين وطردهم من أرضهم".
ويؤكد المسؤول الفلسطيني أنهم يأخذون فتوى الحاخام على محمل الجد، لذلك قرروا اتخاذ سلسلة إجراءات لمراقبة المياه، وإجراء تحليل لها قبل وصولها للفلسطينيين.
ويشير شاهين إلى إجراءات مستمرة تقوم بها طواقم المياه الفلسطينية لمراقبة المياه ومتابعتها في الخزانات بإجراء فحوصات مخبرية لكشف التسمم أو التلوث.
مطلوب حماية
ولا يكتفي منسق الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية خالد منصور، بفحوصات المياه لحمايتها من عبث المستوطنين، ويؤكد أن المطلوب تحرك شعبي ورسمي فلسطيني يوفر حماية دائمة لخزانات المياه المنتشرة في الضفة الغربية لحمايتها.
ويقول منصور لبوابة "العين"، على الفلسطينيين أن يشكلوا لجانا دائمة خصوصاً في ساعات الليل لحماية المياه من عبث الإسرائيليين، مضيفاً من يحرق العائلات الفلسطينية وهم نيام لا يتورع عن تسميم مياههم لتحقيق مشروعهم التوارتي بطردنا من أرضنا.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الفتوى الحاخامية، وقالت في بيان لها، إن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة تواصل حربها المفتوحة على وجود الإنسان الفلسطيني في أرض وطنه، وتتعدد أشكال وأوجه هذه الحرب لتطال جميع مناحي الحياة الفلسطينية.
وحملت حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تبعات ومخاطر هذه الحرب والفتاوى، وطالبتها باعتقال هذا الحاخام، الذي يحرض على القتل أولا، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تنفيذ هذه الفتوى ثانيا، كما طالبت المجتمع الدولي بالخروج عن صمته، وتجاهله لهذا العدوان الخطير والمستمر ضد الشعب الفلسطيني.
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز