30 نائبًا من الحزب الحاكم في تونس يعلقون عضويتهم في البرلمان
انقسامات عميقة في حزب "نداء تونس" تهدد بتفككه
يشهد الحزب الذي يمثل الأغلبية وفاز بالانتخابات التي شهدتها تونس، وأوصلت الرئيس الباجي قائد السبسي للرئاسة؛ انقسامات عميقة تهدد بتفككه.
يشهد حزب "نداء تونس" -الذي يشغل أكثرية المقاعد في البرلمان- انقسامات عميقة قد تؤدي إلى تفككه، هذا ما انعكس بعد إعلان 30 نائبا في البرلمان تعليق عضويتهم في هذا الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي، مهددين بالاستقالة والانسحاب من كتلته البرلمانية "في حال تواصل الوضع على ما هو عليه" داخل الحزب.
وقال النواب في بيان: "نعلن عن تعليق عضويتنا (..) إلى حين اجتماع المكتب التنفيذي" المقرر في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، و"نؤكد أن هذا القرار ستتبعه استقالتنا من الحزب، وانسلاخنا عن كتلته النيابية في حال تواصل الوضع على ما هو عليه".
ولفتوا إلى حالة "التصدع التي آل اليها الحزب، وتفاقم الخلافات والتجاذبات داخله (...)، ومحاولة الانقلاب على هياكله الشرعية"، منددين بـ"أحداث العنف" التي حالت دون عقد مكتبه التنفيذي اجتماعا كان مقررا الأحد الماضي، بفندق في مدينة الحمامات (شمال شرق).
ويشهد "نداء تونس" منذ انتخاب مؤسسه الباجي قائد السبسي رئيسا لتونس في أواخر 2014 واستقالته من الحزب، صراعًا على مواقع القرار، وحرب زعامات ومصالح.
ويتنازع على القرار داخل "النداء" الأمين العام الحالي للحزب محسن مرزوق (يساري)، ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي، الذي يتهمه خصومه في الحزب بالسعي إلى "خلافة" والده في الرئاسة.
وتبادل الجانبان اتهامات بتجنيد "ميليشيات"، واستعمال العنف الأحد الماضي في فندق بمدينة الحمامات، كان يفترض أن يستضيف اجتماع المكتب التنفيذي للحزب، ما أدى إلى إلغائه.
ويضم نداء تونس -الذي تأسس منتصف 2012- يساريين ونقابيين ورجال أعمال وأعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس بن علي (1987-2011).
وعندما كان الباجي قائد السبسي يتولى رئاسة نداء تونس، استطاع المواءمة بين المكونات المختلفة للحزب، الذي تأسس بهدف إزاحة "الترويكا" التي قادتها حركة النهضة الإسلامية من الحكم.
وحكمت الترويكا تونس من نهاية 2011 حتى مطلع 2014، قبل أن تستقيل لإنهاء أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013، إثر اغتيال اثنين من معارضي الإسلاميين.
وحتى اليوم لم يعقد نداء تونس مؤتمره التأسيسي، الذي يفترض أن تنبثق عنه هياكل منتخبة وقوانين داخلية.
والثلاثاء عقدت "الهيئة التأسيسية" للحزب اجتماعًا غاب عنه عدد من مؤسسي نداء تونس، وقررت وفق بيان أصدرته في ختامه: "الاجتماع مرة أخرى يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2015؛ لإفساح المجال للمساعي التوافقية، ولتفعيل القرارات الخاصة بعقد المؤتمر (التأسيسي) قبل نهاية السنة الحالية"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال النواب الذين علقوا عضويتهم في نداء تونس: إن "اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب (..) في غياب أبرز أعضائها المؤسسين لا يلزم إلا من حضرها"، معتبرين "ما صدر عنها من قرارات لاغيا ولا يعمل به".
وأثارت أزمة نداء تونس مخاوف لدى أنصاره من تفكك كتلته البرلمانية، مما قد يجعل حركة النهضة الإسلامية القوة الأولى في مجلس نواب الشعب (البرلمان).
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز