حملة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تحمل الكثير من أفكار ترامب
الحملة الداعية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تستخدم أفكار كالتي يستخدمها المرشح الجمهوري دونالد ترامب
لا تبدو الحملة الداعية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غريبة بالنسبة للناخبين الأمريكيين الذين شهدوا صعود دونالد ترامب.
ويقول تقرير لـ "رويترز"، إن الحملة التي ترتكز على أفكار مثل، المشاعر القومية والحنين إلى الماضي المصحوب بالرومانسية والتشكك في النخب السياسية والمالية، والمخاوف من أن المهاجرين يأتون ومعهم الجرائم ويسرقون الوظائف، هي نفسها أفكار ترامب قطب العقارات الأمريكي الذي أصبح المرشح الجمهوري المفترض لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري هذا العام.
وإذا صوت الناخبون البريطانيون يوم الخميس لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي فإن هذا سيسمح لبلادهم بالتفاوض على اتفاقاتها التجارية، ويزيد من قدرتها على التحكم فيمن يدخل البلاد، إضافة إلى أمور أخرى.
ويقود طرفا الجدل الذي هيمن عليه الاستقطاب حملات واسعة وتظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة بين المعسكرين المؤيد والمعارض ستكون حامية.
ويزور ترامب بريطانيا هذا الأسبوع، وهو مؤيد للمعسكر الداعم للانسحاب من الاتحاد. وقال لصحيفة صنداي تايمز "أنا شخصيا أميل للانسحاب لأسباب كثيرة فالإجراءات البيروقراطية ستكون أقل كثيرا على سبيل المثال".
وإذا كان ترامب قد قضى معظم حملته الانتخابية وهو يحذر من المخاطر التي يمثلها المهاجرون من المكسيك الذين لا يحملون وثائق رسمية واللاجئون من الشرق الأوسط، واقترح بناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فإن قضية اللاجئين السوريين احتلت مكانا مهما في الجدل بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد، فتقول القوى المؤيدة لها إن على بريطانيا بذل المزيد من الجهد للحد من تدفق المهاجرين لأسباب اقتصادية من الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
وقالت ويندي ران -أستاذة العلوم السياسية بجامعة مينيسوتا، التي أجرت دراسات على ناخبي ترامب- "أرى أفكارا متشابهة على جانبي الأطلسي، شعور قوي بالتهديد للهوية الوطنية ومناهضة للعولمة وحنين للماضي وشعور بأن النخب غير مسؤولة".
وتعتبر حملة ترامب والحركة المؤيدة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اثنين من أكثر الأمثلة وضوحا لنوع جديد من الشعبوية المحافظة التي تتجاوز الولايات المتحدة وبريطانيا وتمتد إلى السويد وفرنسا وبولندا ودول أخرى في أوروبا.
الاحتفاظ بمسافة
وعلى غرار ترشح ترامب فإن القوى المؤيدة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لاحقتها اتهامات بالخوف من الأجانب.
زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج، وهو رجل أعمال اتجه للعمل السياسي على غرار ترامب، تعرض لانتقادات واسعة النطاق الأسبوع الماضي بسبب ملصق يظهر فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين ويحمل تحذيرًا من أن أوروبا وصلت إلى "نقطة انكسار".
ويحتفظ الكثير من المؤيدين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمسافة بينهم وبين شخصيات مثل فاراج، وكذلك فإن بعض كبار الجمهوريين في الولايات المتحدة مثل المرشحين السابقين لانتخابات الرئاسة الأمريكية جيب بوش وميت رومني حاولا أن ينأيا بأنفسهما عن ترامب الذي جدد دعوته الأسبوع الماضي لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب بعد أن قتل مسلح 49 شخصا بالرصاص في أورلاندو "نريد أن نظل مجتمعًا حرًّا ومفتوحًا" وأضاف "إذا فعلنا هذا فعلينا أن نمارس الرقابة على حدودنا".
وكان من أسباب صعود ترامب الاستياء من النخب المالية والسياسية، وهو عداء يشترك فيه المعسكر المؤيد لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يقول إن العولمة أضرت بمصالحهم.
وقال جاستن بيلهاوس وهو أحد منظمي حملة "الانسحاب" في براكنيل بإنجلترا "الساسة مهتمون الآن من أجل مصالحهم وحسب".
وليس بيلهاوس من معجبي ترامب الذي يصفه بأنه "سخيف" لكنه أشار إلى أن هناك حاجة لفرض قيود على الهجرة لتوفير المزيد من الفرص للعمال البريطانيين، واقتصار الوظائف في الولايات المتحدة على الأمريكيين من بين الأفكار التي يحبذها ترامب.
ويقول تشارلز جرانت -مدير مركز الإصلاح الأوروبي، وهو مؤسسة بحثية مؤيدة للاتحاد، مقرها لندن- إن أنصار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يتشابهون كثيرا مع مؤيدي ترامب في أن أغلبهم متقدمون في العمر ومن البيض، وأقل ثراء، ولا يعيش كثير منهم في المناطق الحضرية.
وبينما يتعهد ترامب بأن "يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" فإن مؤيدي الانسحاب من الاتحاد يحنون لزمن ولى.
وقال جرانت "هناك شعور بين البعض بأنهم يحاولون العودة إلى الوقت حين كانت بريطانيا بيضاء وحين كانت إنجلترا أكثر أمانًا".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز