أسبوع تحديد مصير الاتحاد الأوروبي.. استفتاء وانتخابات
كل السيناريوهات تبقى مفتوحة في انتظار نتائج الاستفتاء البريطاني، الخميس، ونتائج الانتخابات البرلمانية الإسبانية، الأحد المقبل.
في غضون أيام ربما يصبح السياسي المحافظ "بوريس جونسون"، رئيسا للوزراء في بريطانيا، بناءً على نتيجة استفتاء البقاء في الاتحاد الأوروبي، بينما يصبح اليسار الراديكالي قريبًا من السلطة في إسبانيا خلال الانتخابات البرلمانية.
وتبقى كل السيناريوهات مفتوحة في انتظار نتائج الاستفتاء البريطاني، الخميس، ونتائج الانتخابات البرلمانية الإسبانية، الأحد المقبل، لمواجهة مصير جديد من تغير السلطة الحاكمة بين اليمين واليسار.
إسبانيا وبريطانيا، ليستا الدولتين الوحيدتين، اللتين تنتظران تحديد المصير، لكن يواجه الناخبون الإيطاليون ظهور حركة جديدة "5 نجوم"، التي تأسست منذ 7 سنوات على يد الكوميديان "جوزيبي غريللو"، وظهر تفوقهم في انتخابات البلدية بالأمس.
كما وضعت استطلاعات الرأي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في المركز الرابع بين المرشحين لانتخابات العام القادم، بالإضافة إلى حركة "AFD" اليمنية المتطرفة المسيطرة على السياسة الألمانية، وانخفاض أسهم ائتلاف الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي بنسبة 50% بألمانيا.
ويجب أن يقرر الناخبون البريطانيون مصير بلادهم وعلاقتها بأوروبا، خلال الخميس، المقبل، وسيكون تأييد الخروج بداية لمنافسة عمدة لندن سابقًا جونسون، من حزب المحافظين، لديفيد كاميرون، على منصب رئاسة الحكومة، كما تواجه المملكة المتحدة تحديدات من احتمالية طرح تساؤلات عن انفصال اسكتلندا بعد عقدين من حفظ السلام بالجزيرة.
وفي إسبانيا يمكن بناء احتمالية تشكيل الأحزاب الأكثر شعبية ائتلافا حاكما، بعد أن حكم الحزب الشعبي الإسباني 42 عاما بعد عودة الديمقراطية منذ رحيل "فرانكو"، وتأتي مطالبات كتالونيا للاستقلال، لذا تواجه إسبانيا تحدي التفكك.
تحديات الاقتصاد
وفي بيان مشترك بين باريس وبرلين، قالت مستشارة الحكومة الفرنسية "الشهور القليلة ستوضع سياسة مختلفة لأداء عمل الاتحاد الأوروبي وإصلاحه"، ويصبح الأمر هاما لوضع نهج مشترك في ظل وجود مواقف معقدة بدول الاتحاد.
وعبر وزير الخارجية الفرنس السابق "هويدر فيدرين" عن القلق إزاء حساسية الموقف وتأثيره على اليورو، وضرورة التكامل بين دول الاتحاد الأوروبي، والتعامل المباشر من الحكومات لتفادي وقوع العدوى في انهيار الأسواق المالية.
وتعتمد حكومات الاتحاد الأوروبي في تعاملاتها على البنوك المركزية، وبنك إنجلترا، للتعامل مع تغييرات السوق، لمساعدتهم في مواجهة الهزات السياسية، وأشار وزير الاقتصاد الفرنسي "إيمونيل ماكرون"، في لقاء إذاعي الجمعة الماضي، إلى ضرورة الردع السريع لكل الدول التي قد تميل لمحاكاة بريطانيا، لتجنب وقوع عمليات مشابهة.
عدوى الاستفتاء
جزء من الخطورة عدوى فكرة الاستفتاء نفسها، وانتقال الفكرة من البريطانيين إلى السياسيين الذين لديهم تشوق لمعرفة مستقبل الدول خارج الاتحاد الأوروبي، وفي وقت سابق بدأ البعض في الشروع بوضع دستور يخص الاتحاد الأوروبي، ولم تقابل الفكرة بترحيب من الأوروبيين أنفسهم، خاصة وأن فرنسا رفضت الدستور نفسه في عام 2005.
وأشار قلق الكثير من السياسيين بالاتحاد الأوروبي إزاء استفتاء بريطانيا، إلى ضرورة التكامل دون وضع خطوات واضحة، وعلى سبيل المثال، منطقة اليورو، وتعد النواة الأساسية للاتحاد، وفي حالة انسحاب بريطانيا تحتاج لوضع مستويات دبلوماسية مختلفة بين ألمانيا وفرنسا.
ويظل السؤال ما هو الوضع الحالي للجنة وبرلمان الاتحاد، ويتوقع البعض العودة إلى المفهوم الفرنسي القديم "الدول الأوروبية"، هي الحكومات السياسية تحت مظلة الاتحاد، بوجود دول أصغر بالاتحاد، تعويضًا للشرعية المفقودة والقرارات بشأن السوق والاقتصاد ومشكلة اللاجئين.
ومن الواضح أن هولاند وميركل لم يبحثا عن حلول كبيرة، بالرغم من قرب الانتخابات المحلية الهامة في فرنسا وألمانيا العام القادم.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز