كاميرون: المطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي "جنون"
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يصف المطالبة بخروج بلاده من أوروبا بأنها "جنون"، ويطالب الناخبين بإدراك أخطار مغادرة للاتحاد
وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المطالبة بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي بأنه "جنون"، وطالب الناخبين بالاستماع له وللخبراء الاقتصاديين، بشأن أخطار مغادرة بريطانيا للاتحاد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني خلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، إنه " لم يتبق لدينا أكثر من أيام، للخروج بحجج أقوى تقنع الناخبين البريطانيين للتصويت بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
واعتبر أن تركيا ستحل محل بريطانيا في حالة خروج الأخيرة من الاتحاد، مؤكدًا أن بريطانيا لم ولن تدعم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة، خاصة وأن ذلك سيؤدي إلى هجرة الملايين من تركيا للعيش والعمل في المملكة المتحدة، على حد قوله.
وبين استطلاعات الرأي المختلفة، يعلم كاميرون أن الناخبين سيواجهون جدلًا كبيرًا، وارتباك في تحديد المصير، ويرى أن حملة دعم البقاء تحتاج لبذل مجهود أكبر لإقناع البريطانيين.
وقال كاميرون: "أريد أن أعمل بشكل أفضل، لتوضيح الحجج على كل المستويات، ويجب أن نسأل ما نوع الاقتصاد الذي نريده لبلادنا، نريد أن نعمل مع الآخرين، وتعلمنا خلال السنوات الستة الماضية يجب العمل مع الأصدقاء والجيران".
وأكد كاميرون أنه لم يذكر من قبل معاناة بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي، وقال: "لكن ازدهار ونجاح الاتحاد الأوربي يؤثر بالإيجاب، ولكن تستطيع بريطانيا النجاح خارج الاتحاد أيضًا، وإنه محتفظ بهذا الرأي ولم يغيره".
وبالرغم من تأكيده أن التصويت على الاستفتاء، ليس تصويتًا على قيادته، وأن الناخبين لا يجب أن تصوت للمغادرة عقابًا له، ولكن من المتوقع ألا يبقى كاميرون فترة طويلة، في حالة مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
ويدرك كاميرون جيدًا إنه لن يبقى على رأس الحكومة في حالة فوز مغادرة بريطانيا للاستفتاء، ولكنه يرفض إعلان ذلك.
وخلال المقابلة التي استمرت 45 دقيقة، واجه كاميرون وقتًا صعبًا من لوم الجمهور له في فشل تقليل الهجرة، كما وعد من قبل، كما ذكره أحد الجالسين بموقف نيفيل تشامبرلين بتلويح ورقة بأنه يحمل جائزة للشعب، ولكن وجدوا ديكتاتورية.
وكانت إجابة كاميرون بها لهجة عاطفية قائلًا، إن "بريطانيا ليست في نهاية المطاف، سنبقى مقاتلين".
ورأى كاميرون أن قرار تشرشل في مايو/أيار 1940، للحرب ضد هتلر، كانت أعظم القرارات التي نفذت في بريطانيا، وقال "لم يريد أن يحارب وحده، وحارب بجوار فرنسا وبولندا، ولم يكن يريد الاستقلال بعيدًا عن أوروبا والحرية والديمقراطية، ولكن اليوم نريد أن نحارب من أجل هذه الأشياء، وسنفوز معًا".
وردًا على سؤال إيقاف الهجرة، أكد أن يسعى لوضع قواعد للتحركات من وإلى بريطانيا.
وفي إشارة منه إلى حادث مقتل النائبة جو كوكس، الخميس الماضي، تحدث كاميرون عن الجدل الذي أثاره الحادث، وتمنى ألا يتحول الأمر إلى الحديث عن العنف والتقسيم، وأن هناك فرقًا بين النقاش حول الاتحاد الأوروبي، والعنف في الحادث.
واستؤنفت الحملتان المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي والمعارضة له عملها بعد يومين من مقتل كوكس، وبالرغم من اللغة المتبادلة بين الحملتين كانت أكثر احترامًا خلال الأسبوع الماضي، ولكن وزير الدفاع السابق أندرو مرسون" قال في تغريدة له: "إن حملة البقاء تستغل قضية كوكس لأهداف خاصة بالاستفتاء" قبل أن يحذف التغريدة.
ورأى بعض السياسيين المؤيدين للبقاء، أن بعض استطلاعات الرأي Brexit، كانت منحازة بنسبة كبيرة للجانب الأخر.
كما اعترض الكثيرون على الملصقات الدعائية التي انتشرت من حملة المغادرة، بشأن المهاجرين غير البيض، ووصفه البعض بأنه يدعو للكراهية.
وعن زعماء الأحزاب المعارضة وحملة المغادرة، يري كاميرون أن كلًا من "مايكل غويف"، و" بوريس جونسون" يبذلون مجهودًا كبيرًا للفوز بالاستفتاء، وأنه من الصعب أن يرى هؤلاء في حكومته مرة ثانية.