صحف الأحد البريطانية بين البقاء والخروج في استفتاء الاتحاد الأوروبي
البقاء: جارديان وميل.. الخروج: تايمز وتليجراف وصن
أكبر الصحف البريطانية أبرزت موقفها من استفتاء الخميس على الخروج من الاتحاد الأوروبي في مقالاتها الافتتاحية الأحد
اتجهت الصحف البريطانية في أعدادها الصادرة الأحد، إلى إبراز موقفها عبر مقالات افتتاحية حول استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمقرر إجراؤه الخميس المقبل، ليحدد الشعب بنفسه إذا كانت المملكة المتحدة ستبقى داخل الكتلة الأقوى في العالم أم لا.
وانقسمت أكبر الصحف البريطانية في آرائها حيث دعت بعضها إلى التصويت بالبقاء مثل صحيفتي "ديلي ميل" و"الجارديان"، بينما دعت صحف أخرى المواطنين بالتصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي مثل "ديلي تليجراف"، "تايمز"، و"ذا صن".
ودعت صحيفة "ميل صنداي" بالتصويت في صالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، محذرة من أن "الآن ليس الوقت للمخاطرة بالسلام والرخاء" في المملكة المتحدة.
وفي مقالة افتتاحية شغلت صفحتين متواجهتين، حذرت الصحيفة أن بريطانيا ستكون ملزمة بمواجهة ارتفاع الرسوم الجمركية للسلع التي تدخل البلاد، واضطرابا في الأسواق المالية، وفترة من حالة عدم اليقين، وذلك في حال انتهى التصويت بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
واتهمت "ميل صنداي" المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنهم "يبيعون وهْما خطيرا"، وهاجمت قادة حملة الخروج "ضيّقي الأفق"، قائلة إن "حرصهم على الطلاق يبدي استعدادهم للتضحية بجزء كبير من دخل البلاد، والحد من مستوى ظروف المعيشة، للخروج إلى المستقبل الوردي، ولكنهم حرصوا على عدم الإعلان بذلك".
ويعد عدد يوم الأحد من الصحف المطبوعة في البريطانية هو الأهم والأقوى منذ زمن طويل، نظرا لأنه يمثل آخر أيام الأسبوع وفيه تكون حصيلة الأخبار والآراء استعدادا لبدء أسبوع جديد، وهذه المرة سيأتي الاستفتاء المهم خلال الأسبوع القادم.
واتبعت النهج ذاته صحيفة "الأوبزرفر" وهو عدد الأحد من "الجارديان"، داعية المصوتين إلى عدم إدارة ظهورهم على المشروع الأوروبي، حيث كتبت تحت عنوان "من أجل بريطانيا دولية وحرة ومفتوحة.. علينا أن نكون جزءا من الاتحاد الأوروبي".
وبررت الصحيفة اختيارها بأن "البقاء في الاتحاد الأوروبي لن يقضي على التحديات التي تواجه بريطانيا بشكل سحري في الأعوام القادمة، ولكن لو اخترنا أن نفعل ذلك ستبقى بريطانيا في قلب المشروع الأوروبي، وبذلك تكون الدول الأوروبية جاهزة وموحدة لمواجهة التحديات".
وفي تناقض واضح، أعلنت صحيفة "صنداي تايمز" دعمها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مقال افتتاحي بالعدد الصادر الأحد، وذلك بعد يوم واحد فقط من مقال نُشر في العدد اليومي "ذا تايمز" يؤيد البقاء بالاتحاد الأوروبي.
ودعت الصحيفة إلى "علاقة أكثر مرونة وسهولة بين بريطانيا والاتحاد"، قائلة إنه "إذا كان هناك دبلوماسية أفضل كانت لتجعل الاستفتاء غير ضروري، ولكن الآن السؤال أمام الناخبين، فالخروج من الاتحاد الأوروبي هو أفضل طريقة لوقف المزيد من الاتحاد الاقتصادي والسياسي بين الطرفين".
وفي موقف مشابه، دعت صحيفة "صنداي تليجراف" إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، في مقال افتتاحي قالت فيه: "بالتوازن.. نعتقد أن حملة الخروج فصّلَت رؤية طموحة لبريطانيا كدولة مستقلة، لنعود مرة أخرى أحرارا في اتخاذ قرارنا، وعلى النقيض حملة البقاء لجأت إلى التشاؤم القاتم".
واعتبرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي "ينتمي للماضي"، قائلة إن "مغادرته لا تعني مغادرة أوروبا، فالتصويت للخروج يوم الخميس لن يغير موقعنا الجغرافي".
وعلى نفس الوتيرة، دعت صحيفة "ذا صن" البريطانية، والتي تعد الأكثر مبيعا في البلاد، المواطنين إلى التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلة إن "صوتا بالخروج هو كل ما تحتاجه بريطانيا لتصبح حرة".
وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي "قيّد بريطانيا بملايين القوانين واللوائح، ويحلبها المليارات السنوية كرسوم عضوية، ومحاكمه تطغى على محاكمنا وعلى حكومتنا.. إذا لم نصوت بالمغادرة هذا الخميس، كل هذا سيصبح أسوأ.. وخطر البقاء أكبر بكثير".