صحفي صومالي "كفيف" يحارب انعدام الأمن وتحديات الإعاقة
عبد الفتاح حاليا هو الصحفي الكفيف الوحيد الذي يعمل في مقديشو، ويعتمد على تطبيق للهواتف الذكية لمساعدته على تغطية الأحداث.
يُبث برنامج عن الشؤون البرلمانية على أثير موجات "جوب جوج إف.إم" في العاصمة الصومالية مقديشو.
يناقش البرنامج اليومي الذي يستضيفه عبد الفتاح حسن الموضوعات السياسة والقضايا التشريعية في البلاد ويحاول توضيح الأمور للمدنيين العاديين حتى يتسنى لهم فهم ما يحدث.
فقد عبد الفتاح بصره عندما كان طفلا ويقول إن العثور على عمل كان أمرا صعبا في البداية حتى بعد خوضه تدريبا في هذا المجال في عام 2002.
وحصل على أول وظيفة له في عام 2012 وأصبح صحفيا معروفا في البلاد اليوم.
وقال "قررت أن أكون صحفيا منذ أكثر من عشر سنوات وحصلت على بعض المساعدة من الزملاء في المجال.. والجهود التي بذلتها ثم أصبحت صحفيا محترفا".
وعبد الفتاح حاليا هو الصحفي الكفيف الوحيد الذي يعمل في مقديشو. إنه يعتمد على تطبيق للهواتف الذكية لمساعدته على تغطية الأحداث.
ولكن مثل الكثير من الصحفيين فإنه غالبا ما يشعر بالقلق بشأن سلامته. والصومال دولة مقسمة حيث لا تتمتع الحكومة الاتحادية إلا بسيطرة محدودة خارج حدود مقديشو.
ولا يزال متشددون إسلاميون من حركة الشباب الذين يسيطرون على مناطق في الريف ينفذون تفجيرات وعمليات إطلاق نار في العاصمة.
وفي الوقت الذي تجد فيه الحكومة صعوبة في مواجهة التمرد وتشغيل المؤسسات لإدارة شؤون البلاد فإن الدعم لذوي الإعاقة محدود في أحسن الأحوال.
ويستضيف الصحفي برنامجا يتحدث عن القضايا التي تؤثر على الأشخاص ذوي الإعاقة في البلاد ويحاول خلق المزيد من الوعي لدى الآخرين الذين يعانون من نفس ظروفه في الصومال.
وقال "أنا أنتج برنامجين الأول حول الإعاقة في الصومال وهو برنامج أسبوعي حيث أناقش التعليم والصحة والتنمية لذوي الاحتياجات الخاصة. والثاني هو برنامج برلماني أتحدث فيه عن الشؤون الجارية."
ويقول زملاء عبد الفتاح إنه يعمل بشكل جيد من تلقاء نفسه ونادرا ما يحتاج مساعدتهم.
وقال صحفي يدعى محمد موسى "لقد عرفت عبد الفتاح منذ سنوات الآن وهو صحفي موهوب جدا ومحترم في هذا المجال. إنه يغطي الأحداث بسهولة وفي الوقت المحدد دائما دون مساعدة من أحد".
والصومال مكان خطر بالنسبة للصحفيين منذ سقطت البلاد في براثن الحرب في أوائل التسعينات.
وتتحسن الأوضاع الأمنية في مقديشو على مر السنين لكن لا تزال أجزاء كثيرة من المدينة مناطق محرمة.
وعبد الرحمن عمر هو الأمين العام المساعد السابق للاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين.
وقال عمر "يواجه الصحفيون الصوماليون الكثير من المشاكل في عملهم. المشكلة الرئيسية هي موت الصحفيين في أحيان كثيرة أثناء تغطية الأخبار العاجلة. في العام الماضي فقط لاقى خمسة صحفيين حتفهم لكن معظم الصحفيين لا يزالون على استعداد لمواجهة هذا الخطر."
وفي أوائل يونيو حزيران قتل مسلحون يشتبه في انتمائهم لحركة الشباب الإسلامية في الصومال بالرصاص صحفية تعمل لدى إذاعة راديو مقديشو التي تديرها الدولة.
وصُنفت البلاد رقم 172 من بين 180 دولة في عام 2015 في تقرير حرية الصحافة الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA==
جزيرة ام اند امز