أسواق غزة قبيل العيد.. ازدحام كثير وشراء قليل
قبل أيام من حلول عيد الفطر المبارك، تعاني أسواق غزة من الكساد العام، التي تفاقمت بسبب الحصار الإسرائيلي للقطاع.
ازدحام كثير وشراء قليل... هكذا وصف التاجر الفلسطيني عمار بربخ حال الأسواق الفلسطينية قبل أيام من حلول عيد الفطر المبارك، وهو الموسم الذي يعول عليه التجار؛ لتعويض كساد العام.
وقال بربخ، أحد تجار الملابس في قطاع غزة لـ"بوابة "العين" : "إقبال الناس في هذا الموسم على الشراء ضعيف جدا وليس حسب المتوقع؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطنين بشكل عام الناتجة عن الحصار الذي ما زال منذ أكثر من عشر سنوات".
وأضاف "بقي 3 أيام لعيد الفطر ، ومع ذلك كما ترى الموسم نائم، هناك حركة كثيرة في السوق، لكن الشراء قليل، الحركة تنشط بعد المغرب إلى ما قبيل السحور .. لكن للأسف الشراء قليل .. يبدو أنهم يهربون من انقطاع الكهرباء للتجول في الأسواق".
ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء خانقة، حيث تصل ساعات القطع إلى أكثر من 12 ساعة يوميا؛ في ظل استمرار الحصار المفروض منذ عام 2006.
بدوره، أرجع يوسف ماضي، بائع لدى أحد المحلات قلة إقبال المواطنين على الشراء لغلاء أسعار البضائع من ملابس وأحذية التي يراها غالية نوعا ما حتى على الموظفين الذين لا تكفيهم رواتبهم لقضاء احتياجاتهم الخاصة.
وأضاف ماضي لبوابة "العين" :" غلاء البضائع يعود لغلاء أجور المحلات والضرائب والرخص التي أنهكت كاهل التجار وهذا بالتأكيد يعود بالشكل السيء على المواطنين"، لافتين إلى أنهم يتاملون أن تشهد الأسوق حركة أكبر مع استلام الموظفين رواتبهم.
ومن المقرر أن يبدأ الخميس أكثر من 70 ألف موظف بغزة يتقاضون رواتبهم عن شهر يونيو من السلطة الفلسطينية استلامها اليوم الخميس، فيما لم يستكمل موظفو حماس سلفتهم عن شهر مايو الماضي حتى الآن.
ويقر المواطن محمد عبد الغفور أن جولاته في الأسواق هدفها الهرب من حرارة الجو في المنازل، وتفحص البضائع، لتحديد ما يمكن شراءه بعد نزول الراتب المتوقع الخميس.
وقال عبد الغفور لبوابة "العين": "الأسعار غالية ولا تناسب إمكاناتنا وكثرة الالتزام، لكن هو موسم ومضطرين أن نفرح أبنائنا وأسرنا، إذا كنت أنا أفكر ألف مرة قبل الشراء وأنا موظف فما بالك بالعاطلين".
ووفقا لمركز الإحصاء الفلسطيني فإن معدل البطالة في قطاع غزة بلغ 42.7% بينما تعدى عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 ألف شخص .
وبحسب تقرير حديث للبنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا , حيث تتجاوز ال 60 % بين فئة الشباب و الخريجين.
ويؤكد الدكتور ماهر الطباع، الخبير الاقتصادي ومدير الإعلام في الغرفة التجارية، أن مؤشرات انخفاض الحركة الشرائية واضحة، وهي تأتي استكمالا للحالة منذ بداية شهر رمضان، لافتا إلى أن أحد دلائل ذلك، هي العروض (التخفيضات) على المواد الغذائية بداية رمضان، والآن العروض على الملابس بخلاف العرف التجاري السائد.
وقال الطباع :"الشارع والأسواق بات هو مكان الترفيه الأيسر والأوفر في الشارع، تجول بدون شراء"، معتبرا أن 10 سنوات من الحصار ضربت الأوضاع الاقتصادية والتجارية بشكل واضح.
واشار إلى أن معدلات الفقر و الفقر المدقع ارتفعت لتصل 65% فيما تجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الاونروا و المؤسسات الإغاثية الدولية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة , وكذلك تجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 72% لدي الأسر في قطاع غزة.
"معدلات الفقر والبطالة"
ويشير عامر حميد، البائع على بسطة ملابس إلى أن إقبال الناس على المحلات التجارية ضعيف نوعا ما ، أما بالنسبة للبسطات والأسواق الشعبية فيعتبره مناسبا نظرا لتوفر البضائع بأسعار معقولة.
وقال حميد لبوابة "العين": نحن نأخذ بضائع جيدة مستوردة من الصين، وغيرها، وبعضها موضته قديم لكن نجد إقبال لأن الأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات التجارية".
وتنتشر ظاهرة بسطات الملابس والأحذية وتجهيزات العيد، في كل موسم، ويجد فيها الشبان فرصة للخروج من هم البطالة.
ويوضح حميد، إنه خريج جامعين منذ 4 سنوات، ولم يجد فرصة عمل، لذلك يحرص في كل موسم على إقامة بسطة لبيع الملابس، بعد أن اكتسب خبرة التجارة من عمله كبائع في معرض ملبوسات كبير.
وتقول المواطنة نجاة المجايدة:" الأوضاع الاقتصادية الصعبة لا تسمح لنا بالاستعداد بالشكل المناسب كما السنوات السابقة التي كان فيها وضع الشعب الفلسطيني أفضل من الآن ، ولكن بالرغم من ذلك لا نحرم أنفسنا وأطفالنا من النزول للأسواق والترفيه عنهم والاستمتاع بأجواء العيد المفرحة".
وتحرص ربة البيت أم محمد أبو جميزة على تجديد أثاث المنزل من كماليات ونثريات وتوفير الحلويات والضيافة لاستقبال الضيوف وشراء ملابس للأطفال قبل كل شيء ، إلا أنها تفاجأت كما قالت لـ"العين" أثناء تجولها في السوق أن الأسعار مرتفعة جدا ولا تتناسب مع الوضع الاقتصادي في القطاع.
وذكرت أن زوجها لا يتقاضى سوى نصف راتب قائلة :" لعنة الحصار التي تلاحقنا حتى في أعيادنا تحرمنا وتحرم أطفالنا من الفرحة بالشكل الكافي".
وتضيف أبو جميزة :" قد أكون أنا دبرت أموالي وأموري وحاولت التوزان لشراء حاجيات العيد ومستلزماته ولكن هناك الكثير من الأسر التي نسب أبناءها تحت بند العاطلين عن العمل لا يستطيعون توفير أدنى الاحتياجات الأساسية ".