عبدالله بن زايد وهولاند يفتتحان مركز الشيخ زايد في متحف اللوفر
افتتاح مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حفل خاص في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية.
قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي اليوم الثلاثاء، إن الثقافة قادرة على توحيد البشرية، وهو ما يذكرنا جميعًا بأن هناك قواسم مشتركة بين كل البشر.
وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد -خلال حفل افتتاح مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في متحف اللوفر بباريس-، إننا نشهد الآن ذروة العلاقة المتنامية بين الإمارات وفرنسا من خلال افتتاح مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المكرس لتاريخ ومقتنيات قصر اللوفر في باريس. وتابع "يؤكد هذا الحدث التاريخي على المبدأ الإنساني المهم الذي لخصه الشيخ زايد بقوله، إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي".
وأوضح وزير الخارجية "واستناداً إلى هذه الحقيقة تم افتتاح جامعة السوربون-أبوظبي في العام 2006 والتي تخرج منها طلاب ينتمون إلى أكثر من 75 جنسية، كما شهدت علاقات التعاون الثقافي بيننا تنظيم المعارض والمشاركة في الفعاليات الفنية والتشكيلية والموسيقية في كلا البلدين الصديقين".
حضر مراسم الافتتاح بالإضافة إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ومحمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وزكي أنور نسيبه المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، وسيف غباش المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
ويبرز المركز -الذي يقع في جناح الساعة- إنجازات مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما يروي تاريخ قصر اللوفر ويساعد على شرح مجموعات مقتنياته الفنية المعروضة في المتحف لملايين الزوار الذين يرتادونه كل سنة، كما يساعد على تعزيز التعاون بين دولة الإمارات وفرنسا في المجال الثقافي.
وخلال كلمته أعرب الشيخ عبد الله بن زايد عن شكره للرئيس الفرنسي هولاند على ترحيبه الحار، ونقل تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الرئيس الفرنسي.
وأشار إلى أن فرنسا كانت ضيفة الشرف في مهرجان أبوظبي-2016 وفيه أدت أوركسترا باريس عددًا من الحفلات الموسيقية، منوها بأن الإمارات انضمت في العام 2010 إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية من أجل دعم مبادئ هذه المنظمة وأهدافها ومثلها العليا على مستوى البلدان الناطقة بالفرنسية وعلى المستوى العالمي.
وأشاد بما وصفه بأنه واحد من المشاريع الثقافية الأكثر طموحاً في القرن 21 ويمثل ثمرة الروابط الثقافية الثنائية بين البلدين، وهو افتتاح متحف اللوفر- أبوظبي الذي من المقرر أن يكون أهم متحف عالمي في منطقة الشرق الأوسط بما يحتضنه من تحف الحضارات الإنسانية، بينما يبرز في الوقت نفسه الثقافة العربية وثقافة منطقة الخليج.
وقال: "في الوقت الذي تتعرض فيه منطقة الشرق الأوسط لأحداث مأساوية وخطيرة كان لها تأثيرها الدامي على فرنسا وبلدان أخرى، أنا واثق أن هذه الأنواع من الروابط الثقافية المتينة بين الجانبين ستتيح لشعوب وحضارات العالم المختلفة التعاون بدلاً من التنافر".
وتابع "من المقولات الجميلة للفنان الفرنسي ثيودور جيركو "إن الفرشاة تستطيع فقط أن ترسم لكن الخيال هو الذي ينتج الألوان"، وإن متحف اللوفر هو في الحقيقة فضاء يحث البشر على استخدام خيالهم كما يحثنا على أن نحلم بمستقبل جميل للأجيال القادمة، على أمل أن تلهمها هذه المبادرات المشتركة بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، وتحثها على إدراك أن السلام والتعايش هما الخياران الوحيدان للبقاء في المجتمع الدولي، إنها الطريق الأمثل لحماية التفاعل والتواصل بين الشعوب والأفضل لمصلحة أمن واستقرار العالم برمته".
من جانبه، ألقى الرئيس الفرنسي كلمة أشاد فيها بالمغفور له الشيخ زايد ووصفه بالصديق العظيم لفرنسا، والذي أظهر هذه الصداقة حتى أخر سنوات حيات، كما وجه الشكر لللشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال هولاند: "هناك تحد على وشك الكشف عنه يبعد آلاف الكيلومترات من هنا، في أبوظبي، إنه المشروع الأكبر ثقافيًّا الذي نقوده معًا خارج فرنسا، أحيي بعد النظر لهؤلاء الذين أطلقوا هذا المشروع قبل 10 سنوات تقريبًا، ففي خلال بضعة أشهر متحف اللوفر-أبوظبي سيفتح أبوابه، وسوف يكون حدثًا مهمًّا للمنطقة، وكذلك للعالم لأنها رسالة للحوار والسلام".
وفي كلمته قال محمد خليفة المبارك إن حضور الإمارات في قلب متحف اللوفر في باريس يعكس روح متحف اللوفر-أبوظبي كتحالف لا نظير له بين البلدين، والأهم من ذلك أنه يعكس رؤية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول بناء جسور بين كل أمم العالم.
ويقع مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بين ساحة كور كاريه وساحة نابوليون بعد خضوع جناح الساعة لعملية ترميم وتجديد شاملة، ويحكي المركز قصة وتاريخ القلعة الفرنسية التي بناها الملك فيليب أوغست /فيليب الثاني/ في العام 1200 ميلادية لتصبح في ما بعد مقر إقامة ملوك فرنسا المتعاقبين، وأصبح المكان الآن المتحف الأكثر شعبية في العالم، وتم تجهيزه بأحدث الوسائل الإعلامية ومنها الأفلام ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة والنماذج المصغرة.
وسيصبح في وسع الزوار التجول عبر آثار من العصور الوسطى ثم الانتقال إلى الحجرات الملكية والكنائس لينتهي بهم المطاف إلى مستقبل متحف اللوفر نفسه حيث سيرون نموذجاً لمتحف اللوفر-أبوظبي إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى من بينها متحف اللوفر- لينس في شمال فرنسا.
ومن المقرر عند افتتاح متحف اللوفر-أبوظبي عرض 600 عمل فني منها 300 عمل تمت استعارتها من 13 مؤسسة فرنسية من بينها متحف اللوفر في باريس، إلى جانب مجموعة الأعمال الدائمة.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز