ذوو الأسرى الفلسطينيين في العيد بين ألم الغياب وشوق اللقاء
تتجدد معاناة وعذاب ذوي الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية
مع بزوع شمس عيد الفطر المبارك، تتجدد معاناة وعذاب ذوي الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية، حيث تفتقد الأمهات والزوجات والأبناء أعزاءهم، الذين زُجوا في أتون السجون بسبب دفاعهم عن حقوق شعبهم ومقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي الجاثم في فلسطين.
ويحاول ذوو الأسرى التغلب على أحزانهم، وآلامهم بغياب أحبائهم وإظهار فرحتهم بالعيد شوقًا للقائهم، لكن هذا الأمر يبدو ظاهريًّا؛ لأن قلوبهم معلقة بأعزائهم القابعين خلف القضبان، وهو ما تحاول أن تقوم به عائلة الأسير "طالب علي عمرو" المعتقل لدى إسرائيل على خلفية قيادته لمجموعات مسلحة من كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح في منطقة الخليل بالضفة الغربية، إلى جانب إرساله استشهاديين من بينهم الاستشهادية عندليب طقاطقة لتنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية خلفت مقتل 6 إسرائيليين وإصابة نحو 90 آخرين.
وقالت نجوى عمرو، زوجة الأسير "طالب"، في حديثها مع بوابة "العين" الإخبارية، إنها لا تشعر بأي فرحة في العيد منذ 15 عامًا، منذ أن تم اعتقال زوجها "طالب"، لكنها كان تتظاهر بالفرحة من أجل أبنائها الذين تركهم والدهم قسرًا وهم صغارًا.
ويقضي "طالب" حكمًا بالسجن (7) مؤبدات، قضى منها (15) عامًا، وهو يأمل وأسرته الإفراج عنه في أي صفقة تبادل أسرى، حتى أن زوجته وصفت يوم الإفراج عنه إن تم بـ"يوم ميلاده الثاني".
وأضافت: "لقد حرمنا فرحة العيد منذ سنوات عديدة عندما اعتقلت إسرائيل، زوجي، وقبل ذلك مطاردتها له باستمرار، إلى جانب نجاته من أكثر محاولة لاغتياله؛ لذلك فهي لا تجد أي معنى للعيد سوى لأبنائها".
ولفتت نجوى التي تعد من أبرز القيادات والكوادر النسوية الناشطة في الخليل بالضفة الغربية، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حرمها وأبناءها الستة من فرحة العيد مع زوجها، حيث مضى عليهم 15 عيدًا وهم بانتظار الفرج والشوق لرؤية الأسير بينهم، ولكن دون جدوى.
وأشارت إلى أنها شأنها كشأن أهالي وذوي الأسرى يفتقدون آباءهم وأبناءهم ويحنون إليهم في الأعياد، مؤكدة أنها تذرف الدموع اشتياقًا لزوجها الغائب عنها وعن أولادها بسبب اعتقاله في السجون الإسرائيلية.
وقالت نجوى (45 عامًا) إن أصعب اللحظات مرت عليها عندما تزوجت ابنتها البكر (مروة)، ووالدها في السجن، حيث خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها دون أن تحظَ بوداع والدها، والتي لا تزال تتمنى دخول والدها عليها ولو مرة واحدة في العمر كي تشعر بحنان الأب، كنظيراتها من الفتيات المتزوجات.
وقالت: "ما أتمناه أن يخرج طالب، كي يقوم بنفسه بتزويج أبنائه الذين باتوا شبانًا، بعد أن تركهم أطفالًا، لكن هذا حالهم وحال آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
أما الفتاة ثورة (15 عامًا)، ابنة الأسير "طالب"، فتقول لبوابة "العين" الإخبارية، "يمر علينا كل عيد بصعوبة بالغة لغياب والدنا عنا، أريد أن أرى أبي وأحضنه، لكن الإسرائيليين يحرموننا من ذلك".
وأضافت ثورة أنها لا تشعر بأي فرحة في العيد، متساءلة كيف تتسلل الفرحة لها ووالدها يقضي عيده الخامس عشر في سجون الاحتلال، لكنها تدعو الله أن يحل العيد المقبل ووالدها بينهم.
ولفتت إلى أنها وعلى الرغم من ذلك، فهي تحاول ووالدتها وأخوتها التظاهر بالفرحة والسرور في هذا العيد على الرغم من الألم الذي يعتريهم والذي يتجدد وتفتح فيه الجراح.
وتفتخر زوجة الأسير طالب وأبناءها الستة، بما قدمه من أجل فلسطين وشعبها، في مقارعة الاحتلال، وأكدت: "رغم الأحكام العالية التي صدرت بحقه إلا أن طالب يبقى قائدًا ومعلمًا كان همه الوحيد هموم شعبه ووطنه.. ومن أجلها بذل زهرة شبابه وحياته".
وتتطلع نجوى إلى خروج زوجها من السجون الإسرائيلية من خلال صفقة تبادل أسرى مشرفة، وهي تحلم ليل نهار بتحقيق ذلك، أسوة بما حدث في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل سنوات.
وطالبت نجوى مسسن جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية بتناول قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية، بصورة مكثفة، داعية السلطة الفلسطينية والفصائل كافة للتحرك من أجل إنقاذ حياتهم والعمل على إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز