بعد يوم من اتفاق المبادئ..انتقاد أممي لـ"التفاوض السرى" لطرفي الأزمة الليبية
الأردن تفرض تأشيرات دخول على الليبيين
انتقدت الأمم المتحدة عبر موفدها في دولة ليبيا التفاوض الذى وصفه بـ"السرى" الذى يتم حالياً في تونس بين الأطراف الليبية المتنازعة.
ووقع أمس الأحد مجلس النواب الليبي والمؤتمر الوطني العام في العاصمة التونسية -بعد أول لقاء يجمعهما بدون طرف دولي- على إعلان مبادئ لحل الأزمة الليبية، تشمل ثلاث نقاط، أبرزها العودة للشرعية الدستورية المتمثلة في الدستور الليبي السابق لتهيئة المناخ العام لإجراء الانتخابات التشريعية، وتشكيل لجنة من 10 أعضاء بالتساوي بين البرلمان والمؤتمر الوطني تعمل على المساعدة في اختيار رئيس حكومة وفاق وطني خلال أسبوعين.
وجدد موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، اليوم الاثنين، قوله أمام ممثلين عن طرفي النزاع في ليبيا: إن المبادرة التي تدير الأمم المتحدة التفاوض بشأنها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين تبقى "الوسيلة الوحيدة" لحل النزاع في ليبيا.
وقال مكتب الاتصال التابع لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية: إن كلام كوبلر جاء خلال اجتماع عقده في تونس مع ممثلين عن الطرفين.
وأشار إلى أن "مشروع الاتفاق الذى تم تقديمه مطلع تشرين الأول/أكتوبر في المغرب، وتم التفاوض بشأنه خلال أكثر من عام، وتعمل الأمم المتحدة على تسهيل التوصل إليه، هو قاعدة العمل لبعثة الأمم المتحدة والوسيلة الوحيدة المتاحة لدفع العملية قدما وبشكل سريع".
وكان مشروع الاتفاق هذا ينص على تشكيل حكومة اتحاد وطني، إلا أن البرلمانين المتخاصمين في ليبيا رفضاه.
ودعا كوبلر الطرفين إلى الانضمام مجددا إلى عملية التفاوض التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال مسؤول في بعثة الأمم المتحدة للوكالة الفرنسية: إن الوفدين قدما خلال الاجتماع "مبادرتهما، وشددا على أنهما يرغبان بالعمل تحت إشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".
وكان طرفا النزاع أعلنا، أمس الأحد، أنهما تفاوضا "من دون تدخل أجنبي"، في إشارة ضمنية إلى الأمم المتحدة.
ودعت تونس كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى التواصل مع مبعوث الأمين العام للأمم المتّحدة إلى بلدهم من أجل الإسراع في تنفيذ بنود الاتّفاق وتشكيل حكومة وفاق وطني.
من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، الاثنين، أن الأردن قرر فرض تأشيرات دخول على الليبيين الراغبين بزيارة المملكة، اعتبارا من الخامس عشر من ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
وقال المتحدث : "القرار اتخذ "بسبب الوضع الحالي في ليبيا".
وسيزيد هذا القرار من عزلة الليبيين، خصوصا بعد أن غادرت غالبية السفارات أراضي ليبيا بسبب انعدام الأمن في هذا البلد، كما تعد الأردن من ضمن الدول النادرة التي لا تزال تسير رحلات مباشرة بين عمان وطرابلس.
وتشهد ليبيا فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل نحو عام ونصف عام بين السلطتين اللتين تتقاسمان الحكم، السلطة المعترف بها دوليا في الشرق، والسلطة المناوئة لها التي تدير طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا".