13 لاجئة سورية تروين قصص الحرب على المسرح
فاطمة وريم، وهما امرأتان سوريتان عاديتان، نزحتا بسبب الحرب في بلدهما، وجدتا العزاء والسلوى في المسرح والتمثيل
وجدت فاطمة وريم، وهما امرأتان سوريتان عاديتان، نزحتا بسبب الحرب في بلدهما العزاء والسلوى في المسرح والتمثيل.
وفي إنتاج بدأ لأول مرة كمشروع شعبي عام 2013 تم اقتباس وتعديل مسرحية "ملكات سوريا" عن مأساة يوربيدس "نساء طروادة" وسوف تقوم بالتمثيل فيها نساء سوريات هذا الأسبوع في لندن.
وتنسج فاطمة وريم، إلى جانب 11 لاجئة سورية، غيرهن قصصهن الخاصة عن الحرب داخل أحداث المسرحية الأصلية.
وعرضت المسرحية للمرة الأولى في عام 2013 في العاصمة الأردنية عمان، التي هربت النساء إليها، فرارا من المأساة في وطنهن.
وقامت المخرجة المساعدة شيرين زعمط بتنظيم العروض التجريبية (البروفات) في عمان لإعدادهن للأداء لأول مرة في بريطانيا في مسرح أولد فيك بوسط لندن. وتقول إن الممثلات يردن أن يتحدثن للعالم عن معاناتهن وسعادتهن وذكرياتهن.
وأضافت "هن نساء.. نساء قومات قادرين يعملوا يغيروا الدنيا.. وهم عانوا.. فالرسالة واضحة كتير.. بس إيش بيصير خلال المسرحية اللي هو بيحرك الجمهور.. بيحرك عقلهم وقبلهم؟ هذا أهم شيء."
وتقول المخرجة زوي لافرتي إنها معجبة بهؤلاء النساء -اللائي ليس لديهن خلفية في التمثيل- وتنوي عرض المسرحية أيضا في مدن أخرى في البلاد بما في ذلك أوكسفورد وليفربول وأدنبره.
وتضيف لافرتي أنه من غير المعتاد أن نسمع تجارب تمر بها النساء أثناء الحرب.
ومضت قائلة "إن من المثير حقا أن يكون لديك مسرحية تركز على السرد النسائي فغالبا ما تسمع في الحرب سرد الرجال ولا تسمع ما يحدث للمرأة. وهكذا فهذا -سواء داخل المسرحية أو في الواقع- فضاء فسيح لاستكشاف الحكي النسائي."
وتركت فاطمة عودة منزلها في حمص في نوفمبر تشرين الثاني عام 2012 مع عائلتها وإن كانت كثيرا ما تفكر في أقارب تركتهم وراءها في سوريا وتحتفظ بالأمل في العودة في يوم من الأيام. وكانت معتادة على العمل في العروض المسرحية عندما كانت طفلة.
وبعد أن وجدت نفسها لاجئة في عمان وجدت القوة في التمثيل مرة أخرى.
وقالت عودة "وقت عملنا طروادة من ست سنين كنا واصلين على عمان.. كنا جدا ضعاف محبطين... طروادة تكشف عن نقاط القوة اللي فينا نميتها وقويتها اكتشفنا إن احنا ابدا مانا (ما نحن) ضعاف مانا (ما نحن) هشين (سهل الكسر) رغم ها الحرب الكبيرة اللي مرت علينا احنا قادرين انو لسه... نربي ولادنا ونكبرهم. وان شاء الله عايشين على أمل الرجوع على بلدنا إن شاء الله.. نرجع نعمرها من جديد".
وفر أكثر من 4.8 مليون لاجئ سوري إلى تركيا ولبنان والأردن ومصر هربا من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 250 ألف شخص منذ عام 2011 وجعلت 13.5 مليون شخص داخل سوريا في حاجة إلى المساعدة.
وهناك ما يقدر بنحو مليون شخص إضافيين فروا إلى أوروبا وخاصة ألمانيا منذ أوائل عام 2015. وكان عدد سكان سوريا قبل الحرب حوالي 22 مليون نسمة.
وبالنسبة لريم صياح مثل الكثير من الأخريات أعضاء فريق التمثيل في "ملكات سوريا" يعتبر هذا العرض هو أول أداء مسرحي لهن لكنها تقول إنها لا تشعر أنها تمثل.
وتوضح "ما بتحس إن احنا بنستنى تمثيل لأنه مثل ما انت شفت يعني القصص قصصنا يعني.. النص نصنا احنا يعني كل شيء مننا احنا فالقصة (ما هي قصة تمثيل بقدر ما هي) إن انت عم بتحكي شيء جواتك.. عم بتحكي قصص صارت معك عن طريق المسرح.. فان نحكي عنها تمثيل (نصف ذلك بأنه تمثيل) ما كتير بحس (لا أشعر بدرجة كبيرة أن وصف تمثيل هو مناسب)... أي نعم نستخدم المسرح بنتحكي رسالتنا عن طريق المسرح.. ما بالضرورة النص هيكون تمثيل... يعني احنا أصلا ما احنا ممثلين بس اللي بيخلينا نقدر نعطي ونقدم أن هذا الشيء طالع من جوانا ومن القصص اللي صارت معنا ومن حبنا لبلدنا ونعمل شيء يعني أحسن ما إن الواحد صامت وما يعمل اي شيء".
ويمتد عرض "ملكات سوريا" لساعة وعشر دقائق وسيجري تمثيله باللغة العربية مع عناوين فرعية باللغة الإنجليزية من الخامس حتى التاسع من يوليو/ تموز قبل أن يتوجه إلى مدن أخرى في البلاد.